تميز تربوي في غير محله


تميز تربوي في غير محله



[CENTER][COLOR=#0106FA]تميز تربوي في غير محله[/COLOR]

تصب كل جهود وأعمال وخطط وزارة التربية والتعليم (المعلنة) لتحقيق غاية واحدة وهي مصلحة الطالب بمسمياتها وأشكالها التربوية المتعددة ..

فكل أهداف وبرامج ومناهج التعليم تصبح غير ذات قيمة إذا لم تحقق لهذا الطالب التعلم والمهارات التربوية اللازمه بأنواعها الدينية والمعرفية والعلمية النظريه منها أو العملية .

ومن ضمن هذه البرامج خصصت برامج التميز المتعددة سواء على مستوى الطالب أو المدرسة أو المعلمين أو مدراء المدارس وغيرها لتكون حافزا ودافعا لابتكار المزيد من الوسائل والطرق التي تخدم الطالب .

ولكن يبدو أن هذه البرامج حرفت عن أهدافها الأساسيه الى أهداف ورقيه فقط .

ومن جهه أخرى أصبحت بعض برامج التميز تصب في الاتجاه الخاطئ تماما .

فبدلا من أن تكون هذه البرامج مساعده في ترسيخ الهدف الأساسي وهو تحقيق النمو المعرفي والمهاري للطالب ونمو شخصيته نموا سليما وتحقيق المواطنة السليمة للطالب , أصبحت تشكل عائقا أمام تنفيذ هذا الهدف الأساسي والسامي حيث أنها تسببت في توجيه الاهتمام إلى الشكليات فقط واهملت الطالب الذي هو لب العملية التربوية , وهذه من مفارقات إدارات التربية والتعليم في بلادنا .

فمثلا لو أخذنا جائزة أفضل مدرسة أوجائزة أفضل مدير مدرسة , لوجدنا أنها تركز على الشكليات فقط وتفتقد لأغلب الأسس التربوية .

الاهتمام بتجميل المبنى المدرسي شيء مطلوب ويسهم في توفير بيئة تعليمية مناسبة للطالب , ولكن ليس على حساب مصلحة الطالب وليس هو الهدف النهائي , فحال بعض مدارسنا ( المتميزه ) كبيضة فاسدة تتلون قشرتها بأجمل وأزهى الألوان وتنبعث منها مختلف روائح الفشل والمشاكل .

إن المعايير المعتمده فعليا وواقعيا في الاختيار تنحى جانبا ويتم استبدالها أولا بعمق العلاقات الشخصية بين مدير المدرسة وإدارة التعليم , وثانيا تعتمد على تزيين جنبات المدرسة ومدى فخامة مكتب المدير وعدد لوحات الخطاطين على جدران المدرسة , بغض النظر عن المستوى الفعلي للطلاب من حيث الأخلاق والتحصيل العلمي , وبغض النظر عن اهتمام مدير المدرسة بالواقع التربوي والتحصيل العلمي لطلاب المدرسة وما يواجههم من مشاكل أو عقبات .

فنجد العديد من المدارس تصرف من ميزانية المقصف المدرسي على أعمال التجميل والتزيين وتهمل جوائز الطلاب المتفوقين أو المتميزين سلوكيا , وتهمل كذلك الطلاب المحتاجين ماديا .

وبينما يندهش المرء من فخامة مكتب مدير أو وكيل المدرسة , فإنه يزداد دهشة من حال فصول الدراسة حيث السبورة القديمة والنافذة المكسورة والباب الذي لا يقفل والمكيف الذي لا يدفع نسمة هواء .

وإذا عرجنا على الطلاب أنفسهم نجدهم يعانون الكثير من المشاكل التربوية المتمثله في سوء الأخلاق وضعف في التحصيل العلمي وغيرها , ولا توجد أي برامج تربوية لعلاج هذه المشاكل, فاين هو تميز المدرسة او مدير المدرسة ؟؟

حتى أن بعض المدراء لا يكلف نفسه عناء القيام بأبسط واجباته وهو فتح دفاتر الطلاب وكتبهم للإطلاع على مستواهم الدراسي , ومع هذا يكون ذا حظوة عند مسؤولي التربية والتعليم .

وبأي حق يمنح هذا المدير أو ذاك جائزة التميز وهو غير قادر على ايجاد حلول تربوية مناسبة لمشاكل الطلاب وهو أصلا لم يوضع في هذا المكان إلا لمصلحة الطالب ؟

ونحن لا نحمل إدارة المدرسة سوء أخلاق الطلاب بالمجمل لأن للمنزل والمجتمع والإعلام دور في ذلك , ولكن نطالبها ببرامج وخطط واقعية تنفذ لتعديل سلوكيات الطلاب وتقويمها , وهنا يكون التميز قد تحقق وتكون المدرسة تقوم بدورها الحقيقي .

وأحيانا تدخل البوفيهات المفتوحة والولائم الخاصة ضمن الشروط المساعده على التميز ؟؟

أو يدخل مقال ثناء في غير محله هنا أو هناك للحصول على التميز (التربوي) .

وهذه المعايير الظالمة أصابت مدراء المدارس المتميزين واقعا وعملا بخيبة أمل كبيرة .

ومن باب إحسان الظن نذكر كل تربوي يبحث عن التميز بأن التميز الحقيقي هو البحث عن مصلحة الطالب وكل ما يؤدي إليها , بعيدا عن التميز الهلامي الذي يكون واضحا ومكشوفا للجميع .

خاتمة

لا نطالب الأخرين بالكمال (مع أنه لاضير في ذلك) ولكن نطالبهم بإخلاص العمل لله وليس للمسؤول , وحينها سيأتي التميز بلاشك .[/CENTER]

[COLOR=#0224F3][RIGHT]نايف العميم .[/RIGHT][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com