النظرة الدونيّة وماتفعل


النظرة الدونيّة وماتفعل



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][JUSTIFY][B]

كل إنسان له بصمة خاصة به, وله مهارة لا يتقنها غيره, مهما كان هذا الإنسان, فالجندي له مهارة لا يتقنها الضابط والعكس صحيح والممرض له مهارة لا يتقنها الطبيب… وهكذا دواليك.

لكن بعض الناس الجهّال(ممن ابتلانا الله بهم وتقلدوا المناصب) لا يؤمنون بهذه المسلّمة البتّة, فيرون أن الإنسان الأعلى منصباً لديه القدرة على إتقان جميع مهارات الأدنى منه منصباً والعكس غير صحيح, وقد يجرهم ذلك إلى احتقار الأخير.

كما حدث بالضبط قُبيل البعثة المحمدية وبالتحديد في الهند,عندما شهد التاريخ أسوأ فترة له من ظلم واحتقار للغير عندما قُسِّم المجتمع الهندي إلى أربعة طبقات, وأحقر هذه الطبقات الطبقة الأخيرة, فكان الذين في الطبقة العليا يرون أن الطبقة الأخيرة عديمة الفائدة (وليس بإمكانها أن تقدم أي شئ لمجتمعها) ولا تصلح أن تعيش على وجه الأرض, ويستقذرون أن يلمسوا أجسادهم حتى, وأعاقهم ذلك عن التقدم والرقي آنذاك, وتسبب ذلك أيضاً في جعلهم في أسفل سافلين من جميع نواحي الحياة.

فذلك قطعاً يوصل إلى إحتقار الغير عندما يظن الإنسان في قرارة نفسه أنه قادر على اتقان جميع مهارات من هو أدنى منه منصباً وبالتالي يتحقق معنى النظرة الدونيِّة و يخطو بمجتمعنا إلى الخلف, ومتى ظن المدير أنه قادر على اتقان جميع مهارات الموظفين الأدنى منصباً فإنه يخطو بنا إلى الخلف, ومتى ظن الطبيب أنه متقن للمهارات التي يتمتع بها الممرض فإنه يخطو بالصحة إلى الخلف, ومتى ظن مالك الصحيفة أنه لا يستحق أن يكتب في الصحيفة من الكتَّاب إلى من لديه الشهادات العليا فإنه يخطو بالإعلام إلى الخلف, متناسين أن الجميع لديهم مهارات لايتقنها غيرهم!

فأنا لا أدّعي أن النظرة الدونيِّة ليست موجودة في مجتمعاتنا الإسلامية من قبل, لكنها كانت موجودة بقدر أقل مما هي عليه الآن, وعلى النقيض تماماً الآن, فهي منتشرة وهنا تكمن المعضلة, وأعتقد أنه بإمكاني القول في نهاية المطاف: أن تكون النظرة الدونيِّة موجودة فتلك مصيبة ولكن أن تستشري فالمصيبة أعظم.

[/B][/JUSTIFY][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com