حماس مشاركة بالعدوان


حماس مشاركة بالعدوان



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

العدوان الحالي الصهيوني على غزة لن يكون الأخير , ولكن هذه الجريمة لها الكثير من المدلولات السياسية في هذه المرحلة بالذات .

إسرائيل دولة عدوانية مغتصبة للأرض محتلة للمكان والزمان مدعومة دولياً ويمكن لأي إنسان وصفها بما شاء من أقبح الأوصاف ولن يكون مخطئاً , وليس غريب عليها أن تقوم بعدوان بين الفينة والأخرى .

لكن من يهديها الفرصة لهذا العدوان في هذا الوقت تحديداً الذي يجب ان تتجة الأنظار للثورة السورية هو مشارك لها في تبعات وأثار هذا العدوان .

فكل الوقائع تؤكد أن حماس بدأت قطع الهدنة بصواريخها بتوجيهات مجهولة .

ومع استمرار حماس والفصائل الموالية لها في اطلاق الصواريخ بكثافة هذه الأيام فما الذي سيتغير ؟

هل ستهرب إسرائيل إلى ما وراء البحار ؟

هل سيتشتت الشعب الإسرائيلي بفعل صواريخ استفزازية ؟

هل سيعود الأقصى إلى المسلمين بهذه المغامره التي تخدم إسرائيل وإيران ونظام الأسد أكثر مما تخدم الشعب الفلسطيني المكلوم ؟

إن الذي سيحدث مزيد من الدمار والحصار للشعب الفلسطيني وأيضا مزيد من القتل والتدمير للشعب السوري حيث سيستغل نظام الأسد الفرصة بلاشك .

تاريخياً قبل أن ينتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين و يحاصر القدس كان قد وحد بلاد الشام ودخل دمشق مما سبب ضغطاً سياسياً واقتصادياً هائلاً على الصليبيين مهد لاستعادة القدس , وكذلك فعل كل القادة المسلمين عبر التاريخ الإسلامي .

كان على قادة حماس أن يجيدوا قراءة التاريخ أو على الأقل لنقل يقدروا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الشعب السوري .

فالثورة السورية تمر بمرحلة مفصلية بعد إنشاء (الإئتلاف الوطني الموحد) وبعد التحول في موقف روسيا من دعم نظام الأسد إلى (عدم دعم النظام أو المعارضة) وهي عبارة يعرف كل سياسي تفسيرها جيدا .

وأي أحداث كبرى في المنطقة في الوقت الراهن ستسحب البساط من الثورة السورية المجيدة وتعطي نظام الأسد وحلفاءة فرصة للإفلات من المصير المحتوم .

وإذا كان قادة حماس يبحثون عن تحرير أرض فلسطين من المحتل الإسرائيلي فعليهم أن يدركوا أن تحرر الشعب السوري من نظام الأسد سيجعل إسرائيل محصورة شمالاً وجنوباً ويغير موازين القوى بالمنطقة وحينها ليس بالضرورة تتحرر فلسطين بنفس اليوم , ولكن حتماً ستقل معاناة الشعب الفلسطيني لأن الشعب السوري الذي كان محيداً رغماً عنه سيعمل حينها على نصرة أشقائة في فلسطين .

وخير دليل على هذا هبة الشعب المصري ونصرتة لغزة بعد تحرره من نظام مبارك .

كلنا مع المقاومة الشريفة التي تعمل لصالح شعبها وتراعي مصالحه العليا وليس المقاومة التي تأتمر من الخارج وتضحي ببلدها من أجل مصلحة وقتية زائلة ناتجة من ضغوط مالية ممن يدفع أكثر .

على الجانب المصري أقف احتراماً للشعب المصري الذي بدأ في ممارسة دورة التاريخي .

وفي نفس الوقت أستغرب من تقصيره في نصرة الشعب السوري الذي يمر حالياً بظروف أقسى مما يمر به الفلسطينيين .

على الجانبين الدبلوماسي والإعلامي العربيين كأن لسان حالهم يقول : قتل العربي من الغير مرفوض وجريمة لا تغتفر , وقتل العربي للعربي أمر فيه نظر وبحث يطول بقدر انهر الدم .

نايف العميم .

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com