حتى لا نتحول إلى طقوس دعائية لمعالي الوزير !


حتى لا نتحول إلى طقوس دعائية لمعالي الوزير !



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]
الوزارة هي الواجهة الحكومية التي تختص بتسيير قطاع معين وتديره وفق سياسات الحكومة العامة ، والوزير هو ذلك الرجل المعين التي ارتضته الحكومة واختارته من بين الكثيرين.

رؤية منها بأنه سيكون مسئولا أميناً وفاعلاً وواعيا بما يجري في أركان وزارته وخارجها ، بعيدا عن الاغترار كصاحب نفوذ بفرض مطامعه وأهوائه وقراراته دون سقف ، الحديث لا يخص وزارة أو وزيراً بعينه، وهو عمومي خالص لوجه الواقع، حيث نطالع جميعنا أخباراً تعمّمها دوائر إعلام تلك الوزارات على وكالات الأنباء أو الصحف والمواقع الالكترونية.

ولو دققنا فيها فسيتبيّن معنى دلالة الإملاء من قبل (سعادته)، فهو حاضر في عناوين أخبار متمحورة بالأساس على شخصه، ومصاغة بطريقة التعبئة الإعلامية لفردا نية الساعي ترويجاً وكسباً لمصلحته، حتى لكأن كل ما حدث وأنجز جاء من فيض عطاءاته الخارقة دون شريك!

المشكلة ليست في شخص الوزير وحده، لأنه يريد للتاريخ أن يذكره ، فهو يكتب تاريخه بنفسه (على رأي تشرشل)، لكن المشكلة إن الكثير من وكالات الأخبار والصحف والمواقع الإلكترونية تضع فكرة الخبر المصنوع والمرسل من الوزارة في رهان تخسره تلك الجهات وهي تنشر الخبر كما وردها، بصورة أملي فيها أسم الوزير عنوة، عبر أخبار وتقارير عن وقائع يفترض أن تشير غالباً إلى منجز الوزارة بأكملها، وليس جهد شخص!

الحال بالطبع أسوأ بكثير حين نتصفح بعض المواقع الإلكترونية لوزارات يمكن وصفها بمستعمرات شخصية لاسم الوزير وفعالياته، ويغيّب فيها أي ملمح لجهد آخر سواه ، وسرعان ما يتغيّر الوزير ليذهب هو وتاريخه الشخصي أدراج الريح، فالقادم الجديد بحقيبته وكرسيّه، يحمل هم تاريخ شخصي يريد كتابته هو الآخر، ولن يكتشف فداحة المصير ما دامت انشغالاته راسخة بهذا الاتجاه كهم يومي.

وفي وسط هذه التقلبات سيضيع أرشيف الوزارات! أن المشكلة مشكلة وعي حضاري تتميز به الدولة المدنية عن غيرها ، فالوزير المراهن على عيش لحظته الذاتية بأي ثمن، إنما يمارس تجاوزاً كبيراً على واجبه الحضاري والمدني ، ومادامت القضية خاضعة لمقاييس ذاتية فان واجب الحكومة الرقابي يفترض شروطاً مبدئية على أدبيات الوزارة وما يصدر منها، وبقدر يضمن أن لا تتحول جميع الفعاليات والنشاطات والأخبار إلى طقوس دعائية تسبّح بأمجاد وزير الوزارة لوحده.

رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]
ramadanjready @

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com