اختاروا أنتم العنوان ..!


اختاروا أنتم العنوان ..!



[COLOR=#080800][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

عندما نكتب نحن نفكر نسأل نُبدي سُخريتنا أو حتى نعرض حيرتنا للملأ .. نشارك الآخرين همهم نضحك معهم نحزن لأجلهم وكثيراً ما نتنفس اوجاعهم .. وحين نحاط بأُناس من مختلف الأجناس متعددي الطبائع والميول والأفكار فنحن بالتأكيد نحاورهم نتفق معهم نختلف حولهم الأهم أن نحتفظ لهم بشيءٍ من الكرامة والإحترام .

ولأن القراء ليسوا مجرد مُعرفات فمهما استعاروا تكنّوا أو حتى كتبوا اسمائهم صراحةً فنحن نرى ما هو أكبر من كلماتهم التي ترتسم امامنا لأن الكاتب الحقيقي بحسه وعقله يدرك ما هو ابعد من ذلك ويصل لما يتعدى حدود الأسماء فالصدق والضمير الحي الذي يشعر بهِ في عباراتهم هي من يحلقُ به عالياً .

والكاتب في أي مكان لمن يكتب لماذا يغضب ما الذي يجعله يحترق بل ويذوب في داخله (؟!!) فقط لأنه يشفق عليهم أو يتباهى بالمساحةِ التي مُنحت لهُ امامهم أم لأنه يشعر حقاً بأنه الأب الروحي وهم اطفاله الصغار .. تارةً ينصت لنبض قلوبهم وأحياناً يشعر بإرتباك مشاعرهم وأخرى يلتمس رعشة ايديهم .. تجده رغماً عنه يحتضنهم ويتقمس ادوارهم في الحياة الألم الفرح القهر وكل شيء .. وهذا ما يجعله يشعر بـالأسى عندما تصدر منهم الإساءة تماماً كما يشعر بالعجز عندما لا يعد قادراً عن رفع معاناتهم .

ولأنك تعتز بهم وتُقدرهم تجدك تقول في كل مرةٍ أنا لا اعني ما فهمتموه بالخطأ ولا تكتفي بل توضح لهم ثانية وثالثة كأنك ستخلع قلبك وأنت تخبرهم بأنك لم تسيئ لهم هو رأيك وحسب لا تلزمهم بالأخذ به ولست مجبراً لقبول رأيهم .. ومع ذلك لا يفهموا ليس لأن حديثك غير واضح وأفكارك غير متزنة إنما لأنهم ” لا يريدوا أن يتفهموا موقفك ! ” .. تتيقن ذلك لأنه طالما كتبت لهم وكتبت عنهم فهل كونك طرقت موضوعاً من المحرمات لديهم لم يستوعبوا ذلك فحاكموا نيتك وصادروا دينك وتجاوزوا معك كل الحدود .. هنا بكل ألم ماذا تفعل (؟!!)

ومهما ركنتهم في مقبرة النسيان حتماً سيأتي يوم وتعود لهم تشتاق لشغبهم وقسوتك عليهم لا لشيء ربما لأجل اللحظات الجميلة التي قضيتها معهم وإن لم يكن على منضدةٍ واحدة بل على متصفحٍ واحد فلسفتم فيه كل القضايا الهموم الآمال .. اتفقتم اختلفتم تجادلتم غضبتم اخطأتم غادرتم عُدتم وهكذا ” تكتبهم فيقرأونك يكتبون فتنصت إليهم !” .

بعمرها ماكانت الكتابة مجرد حبراً داكناً بل هي اكبر من ذلك بكثير ” أن تكتب بدم قلبك ” تسمع نبراتهم الحزينة فتشعر بالضيق لأجلهم ترى السرور بادياً على كلماتهم فتطير فرحاً أيضاً لأجلهم حتى تصبح معرفاتهم جزء منك ليصل بك الأمر أن تقرأ نصاً قصيدةً روايةً فتقول هذا سـ يروق لهم وهذا بالكاد لا يعجبهم (!!) ومهما اخطأوا ومهما غلفت القسوة طباعنا تجاههم هذا لا يعني بأنا فقدنا إنسانيتنا معهم بل إن ذلك لا يتجاوز حدود كلماتنا ومن داخلنا لا نفعل .. ربما نتوقف عن الكتابة لحظات ونعاودها أخرى فمن خلالها نجد الروح والمتنفس .

[COLOR=#0A0DA0]من وحي الأرض[/COLOR] :
الكتابة وجع لا ينتهي لحظات نشعر بأنا اسياد العالم وأخرى نعيش معها عالم البرزخ !

إيمان الحصيّن

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com