“التربية” تحجب أسماء مؤلفي مناهج “الدين” و”اللغة العربية”


“التربية” تحجب أسماء مؤلفي مناهج “الدين” و”اللغة العربية”



حجبت وزارة التربية والتعليم، أسماء مؤلفي المناهج في النسخ الحديثة من مواد الدين واللغة العربية، وأبقت على أسماء المؤلفين في المناهج العلمية.

وأثار هذا الإجراء استغراب تربويين، خصوصاً أن الوزارة واظبت طوال مسيرتها على ذكر أسماء المؤلفين في جميع المناهج، ثم استبدلت فجأة بأسماء المؤلفين في المناهج الجديدة لـ”الدين” و”اللغة العربية” عبارة “فريق من المتخصصين”.

وحول هذا الصدد قال أستاذ التربية الدكتور غرم الغامدي لـ”الحياة”: “حجب الوزارة أسماء المؤلفين في مواد الدين واللغة العربية دون غيرهما من المواد، يعطي إشارة إلى أن الوزارة تخشى من إعلان أسماء المؤلفين في هذه المواد، التي تحوي مواضيع جدلية في بعض الحالات، خصوصاً أن هذه السياسة أعقبت انتقادات وجهت للوزارة على خلفية ضم منهج الفقه قبل نحو عامين أسماء معروفة بآرائها الدينية المتشددة”.

أما أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور أحمد الحسين، فاعتبر أن حجب أسماء المؤلفين لا يوازي أهمية محتوى المناهج من جهة جودتها ومدى قربها من تطلعات الوطن.

ولفت إلى أنه لا يوجد إشكال في أن تتحفظ الوزارة على اسم المؤلف، خصوصاً إذا كان فريق التأليف كبيراً، لكن كشف أسماء من شارك في التأليف والمراجعة والتحكيم من شأنه أن يقضي على الأخطاء في المنهج.
ودعا الوزارة إلى العمل بروح الفريق. وقال: “أعتقد أن فشل بعض المناهج عائد إلى أن تأليفها تم بواسطة شخص أو اثنين”.

وتابع الحسين: “ينبغي على الوزارة أن تكشف عن أسماء من تولوا تأليف المناهج، سواء كان المؤلف شخصاً أم فريقاً من المؤلفين، لأن من حق المجتمع أن يعرف من هو المؤلف وسيرته الذاتية”.

وكان وزير التربية والتعليم السابق، محمد الرشيد، وجّه انتقادات لاذعة إلى المسؤولين عن تأليف بعض المناهج الدينية في المدارس السعودية، مشدداً على ضرورة بث روح التسامح مع الآخر فيها، وتنقيحها من الفتاوى والآراء المكانية والزمانية التي انتفى غرضها بانتفاء الظرف الذي قيلت فيه.

ودعا الرشيد خلال محاضرة ألقاها بعنوان: “رؤيتي لتطوير مناهج التربية الدينية” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى استبعاد المسائل الخلافية من المناهج، مشدداً على ضرورة الحرص على انتقاء نوعية المناهج المناسبة، لجعل الطالب إنساناً صالحاً في المعرفة والسلوك.

وأضاف: “لا ينبغي شغل الطالب في التعليم العام بدرس الخلاف في فروع اجتهادية، ويجب أن تقف المناهج بدافع روح السماحة والبعد عن التشدد، حتى تتشبع روح الطلاب باحترام الاختلاف مع غيرهم، وأن ينشأ الطالب على المرونة الفكرية وقبول الآخر، فنحن لا نستطيع أن نعيش في عزلة عن غيرنا، وحسن التعامل من صور التواصل البشري التي قد تدعو غيرنا إلى الإسلام”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com