تقاعد في مهب الريح


تقاعد في مهب الريح



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][CENTER]

رجل الأمن في أي قطاع هو الواجهة الحقيقية للدفاع عن أمن الوطن ومقدراته .

وإذا تتبعنا ماله من حقوق وماعلية من واجبات نجد الفرق الكبير .

في البرامج التلفزيونية والإذاعية يتغنى المسؤولون بما يجده رجال الأمن برتب (الأفراد) من عناية على كل المستويات والسبل والاتجاهات .

وفي الواقع نجد تمييزا كبيرا ضد رجل الأمن الفرد عمن سواه من رتب الضباط .

وأولها ربط ترقية رجل الأمن بنقاط وشروط تعجيزية مما يفوت عليه الكثير ويحطمه نفسيا .

وإذا تمكن الفرد من الترقية بعد التأخر لا تحتسب له المدة الضائعة .

بعكس رتب الضباط الذين يترقون تلقائيا وفي حال التأخر يحتسب لهم كل يوم من خدمتهم .

التمييز الأخر والأقسى في نظري هو سن التقاعد النظامي والمفترض تسميته بالمبكر جدا والمميت .

فتقاعد الفرد العسكري يبدأ من عمر 44 ويزيد عامين حسب الرتبة .

وهذه السن قليلة جدا مقارنة بالوظائف المدنية وكذلك مقارنة بالتقاعد العسكري في دول الخليج العربية .

فرجل الأمن يبدأ حياته المهنية في وقت مبكر من عمره يكون حينها غير مدرك لضرورة التوفير والاستثمار والتوازن وعندما ينتصف به العمر بعد الأربعين ويكبر أولاده وتزيد مصاريفهم واحتياجاتهم حيث متطلبات دراسة الأبناء والبنات ومتطلبات سن المراهقة أو حتى الحاجة لشراء سيارة في حال وصل أبنائه أو أحدهم للمرحلة الجامعية .

في هذا الوقت الحرج جدا يأتي سيف التقاعد ليقطع كل الأماني ويكمل بقية المسلسل الحزين .

وياليت الراتب التقاعدي حينها يفي بالحد الأدنى فالواقع يقول أنه قد لا يغني عن مسألة أو طلب قرض من هنا وهناك .

والحل يكمن في شقين

الأول : تثقيف الموظف عموما ورجل الأمن خاصة بضرورة وأهمية التوفير والاقتصاد المتوازن .

الثاني : رفع سن تقاعد الأفراد ليبدأ من الخمسين عاما فما فوق على أقل تقدير .حسب تسلسل الرتب العسكرية .

طبعا هذا الرفع سيسعد مصلجة التقاعد حيث سيوفر عليها مدة عشر سنوات تقريبا فيما لو تقاعد الفرد على النظام الحالي .

أيضا هذا القرار سيسهم في الاستقرار العائلي لرجل الأمن حيث سيتمكن من تلبية احتاجات أبنائة والعبور بهم إلى بر الأمان بعد توفيق الله .

إن تحقيق الاستقرار المادي وبالتالي العائلي لرجل الأمن هو من أقل حقوق رجل الأمن على الوطن .

أما أن ندع رجل الأمن في مهب الريح وهو في منتصف العمر حيث الطاقة المتقدة والتي تقابلها الاحتياجات المتزايدة فهذه من علامات اللاوعي .

نايف العميم .

[/CENTER][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com