سياسة حتى الهلاك


سياسة حتى الهلاك



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

المتتبع لأحداث العالم العربي والتي تكاد تكون المنطقة الوحيدة المليئة بالمصائب في كل جنباتها , يدرك أن اللاعب الرئيسي (الغرب بقيادة أمريكا) يدفع نحو حروب طائفية مناطقية بعد أن أدخل المنطقة بحروب إقليمية سابقة.

ولكي تفرض الحرب الطائفية لا بد من أن تدعم الأقلية مهما كانت وتدعي أنها مسلوبة الحقوق والكرامة وكل شيء.

فكان دعم الأقلية الشيعية بالمشرق العربي, وكذلك الأمازيغ في المغرب العربي , والأقلية المسيحية بجنوب السودان .

إيران التقطت هذه الإشارات منذ عقود وخرجت عن التضامن الإسلامي وفضلت اللعب على الوتر الطائفي والمصلحة الوهمية خصوصا بعد اختطافها لقيادة الأقلية الشيعية .

بعكس الكثير من الساسة العرب الذين درسوا في أعلى المعاهد والمراكز الغربية فهم يؤمنون بالعملية السياسية أكثر من إيمانهم بقضايا وحقوق شعوبهم , ويحاولون القفز على الصدام الطائفي وكأنه غير موجود بالمنطقة , وكأن بإمكان السياسة حل كل مشكلة , وحالة لبنان مثال حي على ذلك حيث انغمس العرب بالعمل السياسي وسيطرت إيران على كامل لبنان .

والساسة العرب يتعاملون مع الغرب على أساس المصالح والاستثمارات المالية فقط , متجاوزين حقيقة وجود أطراف يمينية متطرفة في الغرب لها تأثير كبير على القرار تتحالف مع الصهيونية ومع الجزء المتشدد من الأقليات في العالم العربي والإسلامي .

والحصار الغربي على إيران اقتصادياً ونفطياً فهو حقيقي ولكنه لا ينافي نظرية التحالف بينهما فسببه هو محاولة إيران تجاوز الخطوط الحمراء ببرنامجها النووي الذي سيشكل خطرا على الدول العربية وعلى إسرائيل كذلك وهنا مربط الفرس فأمن العرب مدنس وأمن إسرائيل مقدس .

إيران كما قلنا (اختطفت ) قيادة الطائفة الشيعية بسيطرتها على الجزء المتشدد والمتطرف منها , ومارست تصفية عرقية ومذابح في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين , في الوقت ذاته يتكل الساسة العرب على العمل السياسي العقيم لمواجهة هذا العدوان المباشر , وشيئا فشيئاَ سنخسر إخواننا في الدين والعقيدة بسبب فكر سياسي سلبي .

والأمثلة كثيرة فأولها الجهاد الأفغاني الذي كان يسوق على أنه الفرصة الذهبية لدخول الجنة فتحول إلى خطأ رهيب بدون أي تفسير , وكذلك التخلي عن الشعب السوري في محنته الحالية , وقبله الشعب العراقي , وقبلهم أهل السنة في لبنان .

لقد تمادت الدول العربية السنية بالحل السياسي والدبلوماسي أكثر من اللازم بشكل أفقدها تماسكها وتلاحمها وبالتالي حتى الحل السياسي لم يعد في يدها .

كما أن الدول العربية تتخوف كثيراً ودائما من دعم المواطن العربي الذي يبحث عن حريته وكرامته بسبب الخوف من أن تتهم بالتدخل بشؤون الأخرين أو أنها تدعم الإرهاب أو تتهم بالطائفية , بينما أعداءها يمعنون بالتدخل في شؤونها بكل السبل .

والساسة العرب لديهم حساسية مفرطة جدا من أي جماعة ذات توجه إسلامي بحت , وغالبا ما يستقبلونها بالعداء بدلا من الإحتواء .

الأمة الإسلامية هي طائفة واحدة كبيره (أهل السنة والجماعة) حيث العقيدة المحمدية المتفق عليها , وماعدا ذلك فطوائف خارجة ضالة عن الطريق ليس من حقها أن تفرض أي رأي بمصير أو كيفية حياة الأمة .

الطائفية بغيظة مقيتة مدمره ………….

إذا كانت قائمة على عنصرية الباطل والظلم

ولكنها تكون لابد منها …………..

إذا كانت قائمة على العقيدة الصافية ونصرة الحق .

نايف العميم .

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com