[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]
صمت لساني عن الكلام وأودع العهدة لقلمي يتكلم لكم هذا المساء عن أخباري مع صمت ذاك الرجل القنوع لا صمت رجل خنوعٍ يبرر موقفه بأن “الصمت حكمة ” وهو في الحقيقة ماأحجمه إلا عدم قدرته على الكلام أو الفعل وإلا فالصمت جميل له طراوة وطلاوة إذا كان خلفه قوة قادرة ودوافع خفية تغير المستحيل إلى ممكن
أما قرأت ماسطره الشافعي في قصيدته ؟؟
[COLOR=#C10935]قالوا سكتَّ وقد خُوصِمتَ قلتُ لهم
إنَّ الجواب لِبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصَّمت عن جاهل أو أحمقٍ شرف
وفيه أيضًا لِصون العِرض إصلاحُ[/COLOR]
هذا هوحبيبنا عليه أفضل الصلاة والتسليم أعطي جوامع الكلم فقال :
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرآ أو ليصمت…)) الحديث
نعم هو صمتي….
هو عنواني هذه الأيام…..
هو إحترامآ لمشاعر الدين…..
أليس قبل كل صلاة أسمع نداء الله فأصمت مع قول : الله أكبر ؟؟!
فتلين الأعصاب لذكر من بيديه شؤوني والحياة ؛ فأتنفس تنفس الصعداء
ومع هذا النفس العميق تخرج هموم الحياة وضغوط العمل مع الزفير .
هو كتلة من الصمت وقليل من ذرات الهدوء أنجع علاج لمن أراد أن يتدبر كلام الله حينما يسمعه من قارئٍ يرتلُ أياتٍ تصدع الجبال وتزلزل أفئدة الرجال
هو صمت الثقة متى ما وسَّعنا المدارك
الثقة التي تستلهم الفضيلة من ينبوعها
لاصمت التعالي على الخلق(نعوذ بالله) بل صمت الحكيم الذي ينآى بنفسه عن سفاسف الأمور
وأيضآ لاصمت الذلة من يرى المنكر فيداهن الاقرباء والغرباء حتى يكسب السلام ولايخسر القلوب فيضع منزلة الناس أعلى من رضى الله
مخافةً من قول أنت : متدين…متشدد !!
الصمت أجابة جميلة لايتقنها الكثيرون موجهة للذين أصبحوا يطنون طنين الذباب ويروغون عن الحق والإنصاف كروغان الثعالب
الذين يوجهون سهام النقد الهدام ويقولون نحن نريد البناء !! كلا وربي !! فلتعرفنهم بلحن القول
يأتيك ياصاحبي بثوب صديق نصوح وهو يريد طمس النجوم المتلألئة في جنح الظلام البهيم !!!
فاحذر المثبطين !!
فهؤلاء ديدنهم الاستفزاز ؛
أعلم بأنك حزين لما قالوا تجاهك
سأقف معك بكل الظروف وقلمي معك ضمن الجنود ؛ وهذا حقك علي فإسمعني جيدآ :
لاتلق لهم بالآ حتى لايشغلوا بالك عن حالك
ويقيدوا قدمك عن المسير ويقتلون ساعاتك بالتفكير ويسرقون منك دمك وعرقك وآمالك
على إثرها ستنفق وقتك لإعداد الردود ؛
هل الجنة بأيديهم حتى تنمق شخصيتك وتقنعهم بالقوة أنك أتقى وأنقى وأفضل شخص بالعالم ليفهموك جيدآ ؟؟ ثم تبرهن بالحجج القاطعة بانك صدقت بالصنيع لذلك الشي المتهم نحوك !!
كف عن هذا الضجيج الذي تجزم أنه لايوصلهم للحقيقة وللتصديق !!
فوالله لم أندم على شي أشد من ندمي على الإستعجال بالحديث والجدال ؛
ولم أندم في حياتي يوما ما على السكوت
كل ماعليك ادر ظهرك وأمسك عليك لسانك مع إبتسامة الواثق بالله…الواثق بنصره…الواثق بنفسه ؛ دون عجب بالنفس الفانية
بل صيانة للكرامة الإنسانية
[COLOR=#CE0524]
إن كان يعجبك السُّكوت فإنَّه
قد كان يُعجبُ قبلك الأخيارَ
ولئن ندمتُ على سكوتٍ مرةً
فلقد ندمتُ على الكلام مِرارا
إنَّ السُّكوت سلامةٌ ولربَّما
زرع الكلام عداوة وضرارا
وإذا تقرَّب خاسر مِن خاسر
زادَا بذاك خسارةً وتَبارا [/COLOR]
قبلك قد صمت عن الأحمق المعتوه الذي لايرضيه ماأقول وإذا سَكتُ داهمه الفضول ، فإشتعل رأسه شيبآ أبيضا وأحترق قلبه أسودا ولم أستطع بناء جسور المحبة بيني وبينه بل رفض المساومة إطلاقآ !!
فقفزت حواجز ميدانه دون رضاه وإذنه
ماذا أقول له وأفعل ؟
طبعآ سأسلك السبيل الغير موصل إليه لأني لم أطلق الكلمة النابية عليه لكي تأسرني بشخصه !!
ألم تقتنع بعد هذا بأن… الصمت جميل ؟
لا أجعل الإضاءة على الصمت المجهول المستفز الذي يبعد أحبابك ويصنع أعدائك
بل ماذكرته آنفآ هو لحفظ لسانك ورقي أخلاقك عن غثاء سيل الرذيلة على وجه العموم والندم على وجه الخصوص
وحينما أذكر الصمت مع المخالف أو المعاند
يجب أن أشير وأفرق إلى أن صمت الأحباب المستمر بنية الفراق بعد الوداد
هو ذاك….صمت مميت لاصمت يحي قلبك
ويزيد وصالك مع أحبابك
هل فهمت أن لصمت ضجيج ودوي ؟؟
إذآ أنظر إلى لساني عقدته عن الجري ولكن يدي أجهشت بالبكاء ولم أستطع أن أكبلها من سرعة القريحة فضجت وسال دموع القلم على الورق .
وكلٌُُ له تعبير…. بصمته
وأخيرآ
ثمة صمت يختفي في ظلام الحقيقة في أفاق السماء وتحت أمشاط القدم
فعلمت ي أيها الصمت بأنك ستدنو على شاكلتك يوما ما
وتظهر بنورك بعد الظلام
بمعنى إنك سترتدي ردائك لأي حال ستلائمة
أي إما يكون رداء : صمت أليم … صمت جميل…. صمت خشوع…صمت خنوع… صمت الثقة….إلخ
عزيزي هذا سلاح ذو حدين
فهل ستلقي عن كاهليك السلاح !؟؟
فإذا عزمت فإلزم أطيب…الحلول
وأختر أروع ماسجلته لك بدمي قلبي ودمعي عيني وبأناملي .
[COLOR=#0300FF]مرضي سعد العفري[/COLOR]
[/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
