المهولون!


المهولون!



[SIZE=5][FONT=Simplified Arabic][B][JUSTIFY]التهويل جمع تهاويل وهو تضخيم وتفخيم وتعظيم الأمور حد التخوين والتهديد والتخويف ، وللتهويل آثار سيئة حيث يصل بالمرء إلى حالة من الإحباط واليأس والشك وعم اليقين.

إن الانزلاق في هاجس التهويل يعد مؤشرا خطيرا ومشينا في ثقافة الفرد وسلوكه وطباعه ، كما أن الركون إلى التهويل يفضي إلى عمىً في بصيرة الفرد يبعده عن قواه وقدراته الذاتية ويسلمه لإرادة الشكوك والهواجس والضبابية والعتمة تجاه الأحداث وشؤون الحياة ومجريات الأمور الأخرى ، أن المهولون يبحثون دائما عن ثغرات صغيرة ليحولونها إلى ثغرات ذات أحجام كبيرة قصدا وعمدا وعنوة حتى يتمكنوا من تمرير تهاويلهم التي قد تصل حد الخرافة في كثير من الأحيان.

أن المهولون ومعهم أذرعتهم وأعوانهم وأبواقهم ومريديهم وأعلامهم يستغلون كل عوامل الضعف وسائر المشاكل السياسيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والتعليميَّة والاقتصاديَّة ، ومن ثم يختاروا لحظة معينة لإطلاق تهاويلهم كفزاعة وهمية لتحقيق أهدافهم وغاياتهم وأمانيهم ومخططاتهم التي رسموها ووضعوا إستراتيجياتها بحرفية متناهية بمقدار حدود الذكاء والفطنة عندهم.

أن المبالغة في التهويل يعد مأزقا أخلاقيا وتربويا ورداءة في القول والعمل كونه إيغال في التصورات المخيفة التي تؤدي إلى الربكة والفوضى والانكماش وفق رؤى سلبية منحدرة من ثقافة غير عاقلة ولا مدركة وليس عندها وعي ولا مخيلة ناضجة ولاشعور بالمسؤولية الفردية والجمعية والوطنية ، لقد أثبت الواقع من خلال كم هائل من الوقائع.

أن المهولون ينهجون نهجا منفلتا غير منضبط ولا عاقل وليس له أسس متينة وتشوبه كثيرا من الأهداف والمقاصد والتطلعات الأنانية الصرفة البحتة ، والمهولون لديهم هوس تفخيمي للأشياء ، لا ينشدون ولا عندهم غاية نظيفة في الفعل الواقعي ، بقدر رغبتهم في زرع الخوف والرعب والظلمة الحالكة في النفوس واللجوء إلى رسم التهويل والنفخ في الأوهام وصناعة كوابيس مرعبة تحاول بها أن تقتل في الناس القدرة على رؤية الأشياء للواقع المعاش ، وتغتال فيهم روح الإبداع والابتكار والتطلع نحو حياة يؤطرها النجاح والركض والتحليق والعيش السليم .

أن للمهولون عوامل نفسية سيئة وغايات رديئة وتفكير كارثي واكتئاب وتوتر وهذيان تطلعي وشعور انتفاخي ولا عندهم تبين أو تفريق بين الرشد والغي ، أن حساباتهم خاطئة ومعادلاتهم سقيمة ورهاناتهم خاسرة وأحصنتهم مريضة وأعمالهم لا تؤدي إلى أي نتائج إيجابية بقدر ما تؤدي على نتائج سلبية غاية في قبح القول ودمامة الفعل ورداءة المنطق وعتمة التفكير وقصور المسؤولية وركاكة الخطاب وسوء الغاية والمقصد.

رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]
@ ramadanjready

[/JUSTIFY][/B][/FONT][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com