أحاديث الحمقى وروايات المغفلين “كتب ليست للبيع” !


أحاديث الحمقى وروايات المغفلين “كتب ليست للبيع” !



[SIZE=5][FONT=Simplified Arabic][B][JUSTIFY]

حينما تخوض مع الخائضين وتركب الموجة تأكد أنك حجزت مقعداً نحو (الهاوية) وإن تقلدت اعلى المناصب وإن حصدت كثيراً من الألقاب فمتى ما سمحت لنفسك بإظهار (حماقاتك) أمام الآخرين فأنت أقل منزلة من الصفر ولا كرامة !

معرض الكتاب ماذا تبقى لم يقال ولماذا يصبح (فجأة) مدار حديثنا .. هانحن نزور المعرض ولم نؤمر بأن نترك هذا الكتاب أو يُصادر من ايدينا آخر بالمنظر الذي يتم تصويره وبالحجم الذي تم تضخيمه فلماذا كل هذه (الصجة واللجة) ومن المستفيد ..!

في المقابل لم نرى المشاهد الفاضحة للفتيات بذاك الشكل الذي يتحدث عنه بعض المرضى والمصابين بلوثات عقلية .. الغالبية العظمى حضرت من اجل الكتاب ولا شيئ غيره أما الحالات الفردية فالمعرض شأنه شأن أي ” تجمع عابر لا يدوم ” تحدث به بعض السلوكيات الخاطئة والتي لا تصدر إلا ممن هم بحاجة لجرعات إضافية في اصول التهذيب الإنساني .

* – مشهد أول .. عندما تجلس في صالة أو مقلط أو ملحق أم ديوانية ستستمع حتماً إلى ما نصّه :حدثنا احد الحمقى فيما يرويه عن احد المغفلين أن جماعة من المتشددين تصادر الكتب وتمنع النساء من التجول وتتعدى على الحريات الشخصية لزوار المعرض وهذا مما لاشك فيه يجعل هذه البلاد في طليعة الدول المتخلفة (!!) .
مشهد ثان .. عدد من المانشتات الصحفية والأعمدة اليومية تتحدث عن تلك التصرفات ليتصور القارئ بعدها أن الحديث عن (جماعات إرهابية) وهي بالتأكيد تصرفات طائشة لا تمت للحسبة وتفتقر (للنضج الدعوي) و(الرفق النبوي) الذي ماكان في شيئ إلا زانه وما نزع من شيئ إلا شانه .
اعتقدت حينها وللوهلة الأولى أني سأذهب للمعرض الذي اعتدت الذهاب إليه لأقابل بجحافل من المتشددين وسيمر على مسامعي سيلا عرمرم من الوعد والوعيد بعد الذي قرأنا عنه في الصحف وسمعنا عنه في المجالس .

مشهد ثالث ..كاريكتير يظهر من خلاله رجل مع زوجته وعلى مقرُبةٍ منهم يظهر رجلين الأول بشماغه والثاني بغترته بالتأكيد بلا عقال ليحذر الرجل زوجته قائلا : (يالله انحاشي) !

كاريكتير آخر يظهر من خلاله رجل بذات مواصفات الرجلين الأولين وترتسم على ملامحه بوادر الخبث والشر يقوم بإغماض عيني رجل بِعقال لأنه يمسك كتاب مُخالف !

مشهد رابع .. فتاة تمسك بكتابين في مجال تخصصها الدراسي وكانت تسأل البائع أيهما أفضل لأنها ستكتفي بأحدهما مما حدى بالرجل الذي يقف بقربها والذي تبدو عليه (ملامح التشدد) بتوصيتها بالكتاب الثاني لأن موضوعاته أعم وأشمل .. فتشكره الفتاة لتحدثها صديقتها قائلة وبنبرة عالية : (وش يـبـي ها المطوع )!
هنا نستطيع القول :هل كل من يتحلى بهذه الصفات شماغ أم غتره بلا عقال وثوب اعلى من الكعبين ولحية “متشدد” .. انتهت المشاهد فهل من جديد (!!) .

* – نعم معرض الكتاب في الرياض ليس سوى تظاهرة فريدة نتوق إليه من العام إلى العام حتى بات محطاً للأنظار .. لكن أن يقوم ثلة من البشر قد لا يتجاوزوا العشرة أو العشرين بالإحتساب الخاطئ لتنسحب تصرفاتهم على ملامح اكثرية سكان بلادنا ليبدأ معها الهمز واللمز ويصبح هذا الموضوع شغلنا الشاغل .
/
إعلامنا إن صح لنا تسميته كذلك نعلم أنه ينتقي ما يريد ويجعل منه قضية يُضخمها يُكبرها يُصغرها ومع الأيام تختفي ووقت المواسم تعود ولا جديد ..!
حتى في ” النظريات الإعلامية ” هناك شيئ اسمه (ترتيب اولويات) أو ما يسمى بـ (الأجندة) فكم هي القضايا الحق والمصيرية ونجدها قيد الكتمان أو يمر عليها مرور الكرام .. لتتصدر الهوامش التي لا ترقى أن نسميها قضايا وتشغل هذا الحيز من المساحة والإهتمام وهنا نحتاج أن نرفع الصوت للأعلى ( ثم ماذا) ؟!

* – السؤال للأدمغة المحملة بالأوكسجين هل المقصود هو (إلهــــاء) القارئ والمتابع عن ما هو (اهم) بشيئ تافه (لا يهم) !
إذا كان إعلامنا حريص على واجهة البلد ومواطنيها امام زوار المعرض وكأن الزوار قاطبة اتوا من بلدان فاضلة وارواحهم ملائكية ليتهُ وقتها يُعرج على الصحف الفنية ليرى من هي الشخصيات اللامعة والنجوم التي يُهتدى بها ماذا تفعل وماذا تقول شخصيات سخيفة جعلنا لهم الصدارة في المجتمع وصنعنا منهم قدوات زائفة .

* – إن كان ما قام به هؤلآء (القلة) تشدداً في عرف إعلامنا لمَ لا يحارب بنفس الدرجة وبذات اللهجة (الإنحلال الخُلقي) الذي يظهر به ممثلينا ومطربينا حتى أن مسلسلاتهم وأغانيهم لا يجرؤ التلفزيون السعودي على عرضها لحجم المشاهد المخلة بالآداب (!!) لكن الحاصل أنه يستضيفهم في الأمسيات البرامجية وليالي العيد وليالي ابها وجده غير ليظهروا امامنا بمظهر (الأنيق و الجنتل) .

* – دستور المملكة العربية السعودية ينص على منع تداول وبيع الكتب التي تتعدى على الذات الإلهية أو التي تروج للجنس والفجور وبالتالي فإن التصرف الأمثل هو مخاطبة الجهات المعنية بشكل متحضر .. مع إيماني التام بأن عهد المصادرة والحجب ولّى مالم يتحلى الفرد بحصانة ذاتية نابعة من مخافة الله وضميره الحي .. في المقابل فإن الرقابة الذاتية لا يمكن أن نعول عليها في كل الحالات قد يستطيع مثلاً استاذ جامعي أو كاتب أو قارئ بسيط حباه الله رجاحة العقل ونضج الفكر أن يقرأ كتاباً من اوله إلى منتهاه مليئ بالضلالات والأفكار المنحرفة بعدها يضع الكتاب جانباً ويحمد الله على نعمة العقل .. لكن من يضمن أن مراهقاً أو حتى راشداً لم تنمو قواه العقلية بعد بأنّه لن يتأثر من محتوى كتاب محشو بالأباطيل والخزعبلات !
أي نعم أن كل ما هو ممنوع يستطيع الكثيرون الحصول عليه بجولة واحدة في (السيد قوقل) أو من (رصيف) دولة عربية مجاورة لكن هذا لا يعطينا مبرر لتدوال الكتب التي تحمل معاني ومضامين ضلالية في اراضينا المقدسة بحجة الإنفتاح على الآخر .
ولأن الجميع بدأ يتحدث عن معرض الكتاب وتناسينا وغفلنا عن اشياء اكبر وأعظم .. الكل يدلي بدلوه الجاهل والعالم من ينتسب للإعلام ومن هو دخيل عليه وهنا قد نعذر العامة والبسطاء ومن يختص عملهم بـ (النقـل) حينما ينزلقوا لهكذا أمور .. فمنهم من يرى تصرفات المجموعة التي وسمت بالتشدد عمل بطولي وكأنهم حماة الحمى والبعض يراهم مجموعة من الهمج يجب أن يكون مصيرهم الأقفاص والصحيح أنه لا هذا ولا ذاك هم جماعة فهموا الحسبة بالخطأ ويجب توجيههم .. لكن أن يخوض في هذا الموضوع (المنتسبين للإعلام) علماً وعملاً هنا تكمن المفارقة !

* – ماذا لو و(لو) هُنا أيها القارئ الكريم لا اريدها أن تفتح عمل الشيطان إنما تفتح عقلك ووعيك للتفكير ماذا لو سمعنا عن دار نشر وضعت على قائمة كتبها كتاباً يتعرض فيه المؤلف لأحد رموز السياسة في بلادنا او أحد الشخصيات الكبرى أو الأسرة الحاكمة والتي شأنها شأن أي اسرة فيها الإنسان كريم السجايا والصفات وفيها من هو دون ذلك وقام بكتابة الخزايا والرزايا عن هذه الشخصية وهي بالمناسبة -أي هذه الكتب- تتواجد على (ارصفة) الدول العربية .. السؤال هل سنرى هذا الكتاب على ارفف معرض الكتاب بالرياض أو تهامة عسير (!!) وهل ستأتي جيوش المتشددين لمصادرته ومطالبة وزير الإعلام أن يتقي الله ولا يسمح بتداول مثل هذه الأكاذيب أم ستأتي فرقة من نوع آخر لمصادرته هذا إن كان سيسمح له من قبل الوزارة بالعبور من المطار فضلاً عن تواجده على ارفف معرض (!!!)
والسؤال الآخر الأكثر (إحراجا) لكتابنا اصحاب الشجاعة الهلامية هل يستطيعوا أن يتحدثوا عن حرية القراءة ويشجبوا ويستنكروا منع وزارة الإعلام تداولها فضلاً عن دروسهم البالية في الوصاية !

* – يا إعلامنا الوقور المبجل يكفي (استغفال) نحن كبرنا وفهمنا لم نعد ذاك (الطفل الصغير) الذي تضحك عليه بقـناتين ولم نعد ذاك (المراهق المضطرب) الذي تضحك عليه بمجوعة من الصحف لا يُقدر لنا القول فيها إلّا ما يروق لرؤساء محرريها ولم نعد ذاك (الكهل) الذي اصابه الخرف ويحتاج لجرعات مُنشطة تُعيد له ذكراه وتنعش شبابه .
يا إعلامنا نحن درسنا وتعلمنا وعرفنا اُصول اللعبة وكل الطريق امامنا وسنقول كلمتنا .. يا إعلامنا تعبنا وأنت تكذب علينا وتوهمنا بأنك صوتنا وأنت لست سوى تاجر يتاجر بقضايانا .. يا إعلامنا نحن لا نرجوك بل نأمرك (اعتدل) !

[COLOR=#000DFF]آخر الكلام[/COLOR] ..
هل نحن مضطرين في كل موسم أن نعيد ماكتبناه لنخبركم بأنا مللنا الحديث المكرور حول المعرض ومحتسبيه !!

[/JUSTIFY][/B][/FONT][/SIZE]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com