[CENTER]
[COLOR=#EC0101]محبطون ولكن …… وطنيون[/COLOR]
في بلادي يتوق الشباب لدور الريادة في بناء الوطن , أو لنقل يحدوه الأمل في أن يسمع أحداً ما صوته الذي يتلاشي في فضاء سرمدي من التشكيك والتهميش .
وطن يعيش فيه ويعاني خلاله ومن أجله , لايملك الحق في مناقشة أبسط تفاصيله .
وإن كان لابد أن يناقش فسيذوب رأية في شريان الإعلام .
مجلس شورى يفتقد للشباب وروحه , يسقط مناقشة (بدل السكن) لأن من اقترحها ذهب في حال سبيله .
كأن مصلحة الوطن مقيدة بذهاب إنسان ومغادرته القاعة الكبيره ……
وتغيب عن المجلس قضايا السكن والبطالة والعمل والأسرة والصحة والطيران والبنية التحتية ……لن أكمل فقد تعب قلمي .
وتظهر في أروقته قضية الأمة الكبرى (قيادة المرأة لتلك الآلة ) كأنها قضية مفصلية ستحل كل مشاكل الوطن .
تعليم يعتمد القفزات التربوية الهائلة ويفتقد لأساسيات تنفيذها على أرض الواقع بشكل تدريجي ومناسب , وينهي الطالب دراسته لا يملك من المهارات اللازمة إلا النزر اليسير وورقة مكتوب فيها (انتقل للصف التالي) .
ومعلم مكبل بأوامر ( عسكرية ) وضعته في بيئة معادية , تجعل منه فاقداً لما يفترض أن يمنحه لطلابه .
حوار وطني لا يسبر القضية ويكتفي بأن يلف ويلتف حولها فتزداد تعقيداتها صلابة وتظل عصية على الحل .
شيوخ دين تركوا الدعوة ودروسها وانحرفوا إلى خلط الأمور واستغلال الأحداث الراهنة والعاطفية لأهداف غامضة ومشبوهه قد تكون شخصية أكثر من أي شيء أخر .
وأخرين ينكرون على الشباب آرائهم ويصادرون تفكيرهم بحجة حمايتهم مما لا يفقهون فيه , في مشهد يعيد عصر محاكم التفتيش إلى الأذهان ؟
تجار يتغنون بالوطنية ولكن يعميهم الجشع , فيواصلون السطو على جيب المواطن بمباركة من اللامحاسبة .
ومسؤول فاسد ( يعاقب ) بالتقاعد المريح أو بالترقية الوظيفية أحياناً .
وكأن كل هذا لايكفي لتظهر خلية سرطانية تلبس لباس الوطنية …. ولكنها تمد يدها لأعداء الوطن .
فهل يبقى المواطن صامداً أمام هذا الكم من الإحباط ؟
أم يعي الوطن ضرورة الإصلاح الحقيقي للداخل قبل الخارج ؟
أم يتكرر الرهان على (وطنية) المواطن ؟
المواطن كائن (حي) يحتاج لمسكن وغذاء وهواء كي يتأقلم مع موطنه ويدافع عنه .
فلنبني لهذا الكائن (المواطن) سكناً .
ولنساعده في الحصول على عمل كريم .
ونؤمن له بيئة فكرية تعليمية تعتمد على المعرفة الحقيقية لا على المحسوبية والمجاملة .
ولنحاسب كل مسؤول فاسد .
ولنشرك الشباب في القرار ليتنفسوا هواء الوطنية .
وفي الختام
لكل محرض وحاقد ومحبط
وطني فيه الكثير والكثير من البشائر والأشياء الجميلة والرائعة التي تدعوا للتفائل وتبث روح الأمل .
وما تطرقنا لثغرات الإحباط إلا لنضع أيدينا على الجرح قبل غيرنا .
نايف العميم .[/CENTER]