الأخ الأكبر .. والأمنية السخيفة !


الأخ الأكبر .. والأمنية السخيفة !



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

جلستْ معها وطافتْ بها الذكريات حول أمنية قد تبدو الآن سخيفة .. أن يكون لها أخاً أكبر تبادله الشكوى تخرج معه تتجول برفقته وعندما يكون والدها منشغلاً وتود السفر ويشترطوا (محرم) لا تتردد ولا تضيق لأن أخيها حاضراً وسيُلبي مطالبها .

الأخ الأكبر ماذا يعني ؟!
أن يكون صادقاً معها واضحاً فيما يريد يرى بأنها ذاك الشيء الثمين الذي يُحبه .. يخاف عليه .. يشعر بالمسؤولية تجاهه .. يتباهى بإسمها تماماً كما تشعر بالإعتزاز بوجوده معها وتطمئن بصحبته أكثر !

الأخ الأكبر قد يبدو شيئاً جميلاً بالنسبة لها أو هكذا كانت تعتقد .. وتراه أخريات شبحاً مُرعب .
تقول إحدى الرفيقات : أخي الأكبر معناه أن يظلم أكثر أن يبطش أكثر أن يُذلني بشكل أكبر مما تتخيليه .. أخي يسخر منّي ويحجم عقليتي ويتهمني دائماً في شرفي وينسج عنّي حكايات لا يتحملها بشر !

رغم أن فارق السن بيننا بسيط جداً لا يتجاوز الأربع سنوات إلا أن ممارساته اللا أخلاقية وسلوكياتة السيئة مع اصدقائه جعلته يرى الفتاة ” منكر يمشي على الأرض ” وأنها تتحين الفرص لتمارس نزواتها خارج المنزل !

بالرغم من نضجي ومستوى تعليمي وبالرغم بأني موظفة اصرف على نفسي وأنفق على البيت إلّا أن هذا لم يغير في الأمر شيء .. ودائماً سوء النية مقدماً في كافة تصرفاتي وأفعالي حتى لو كنتُ وحيدةً في غرفتي من يعلم ربما اشاهد أشياء سيئة أو اتحدث مع الغرباء !

تصاحبني دائماً نظرة الإزدراء وغالباً نظرة الشك والريبة حتى في ذهابي لعملي .. وفي كثير من الأوقات لا اذهب إلّا برفقة أمي ومع ذلك اراه احياناً يتعقبنا بسيارته يعتصرني الألم حينها وأحاول أن أهدأ .. بحثت عن حل ذهبت لطبيبٍ نفسي ومع أول جلسة ذكر أن أخي هو من يحتاج للطبيب ولست أنا !

كلماته واتهاماته تنزل كالسياط على مسامعي وفكرت أن اضع حداً لحياتي لولآ مخافة الله .. وأحياناً افكر بالخلاص لكن احترامي لذاتي يمنعني من أن اقبل رجلاً ستينياً معدداً أو حتى شاب لم يسبق له الإرتباط إلّا أنه لا يتمتع بأدنى درجات الإنسانية فضلاً عن سلوكياته المشينة التي يتحدث عنها كل من سألناهم عنه .

أخي مُصر أن الفتيات (سواء) جميعهن خزيٌ وعار .. لو كان رجلاً متزناً متعقلاً لا يُقدم على ارتكاب المحرمات لهان الأمر لكنه ذو افعال سيئة جداً ابعد مما تتصورين تجرأت ذات مرة وفتحت هاتفه النقال وجدته يحوي على مشاهد فاضحة وعدداً من الأرقام وكل رقم يرمز لفتاة ولا تتصوري بشاعة الإسم الذي اسماهنّ به اخجل من سماعه أو حتى كتابته (!!!) .

هل لأنه يمارس ” شذوذه الأخلاقي ” خارج المنزل يحق له أن يفرض نظرته السوداوية على كافة الفتيات والأهم أخته ؟
هل يحق له أن يُشكك في شرفها ويتوجس من خروجها لعملها أو حتى مع رفيقاتها ؟
هل يحق له أن يكون وصياً عليها ويرفض ارتباطها برجل من خارج البلد مع أنه يتمتع بالخصال الحميدة ومقتدر مادياً ومن أسرة معروفة ؟
شخص (مريض) كهذا ألا يعتبر خطراً على نفسه أولاً وخطراً على المقربين من حوله فشكوكه هذه قد تقوده للجنون أو ما هو أكبر فقد يرتكب جريمة بحق أخته أو حتى من يتقدم لها اعتقاداً منه بأنها تقيم علاقة غير مشروعة معه ؟
ولكم أن تتصوروا أن الفتاة في الوقت الذي تنتظر من أخيها أن يكون سنداً لها يُحامي عن عرضها ويُعينها على حل المشكلات التي تواجهها يكون هو مصدراً لألمها وشقائها وتلفيق الشائعات عنها (!!) ولكم أن تتخيلوا أيضاً أن هذا (المسكين) قد تضعه الأقدرا يوماً في طريق “إحدى البائسات” لنكون على موعدٍ لسماع حكاية معاناةٍ أخرى لا حد لها .

[COLOR=#0300FF]من وحي الأرض :
فقدت رغبتها في الحياة .. هي الآن تـتوجع ![/COLOR]

إيـمان عبدالله
[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com