نجاد يكسر حواجز المنافسة ويتربع على عرش إيران


نجاد يكسر حواجز المنافسة ويتربع على عرش إيران



إخبارية عرعر"متابعات دولية "طهران :
أعلنت الداخلية الإيرانية صباح اليوم السبت أن الرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد حصل على نحو 65 % من اصوات الناخبين ، بعد فرز 90 في المائة من اجمالي الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الجمعة.

ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي و رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ومحسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية كرمان دانيشجو إن نجاد يحقق تقدمًا واسعا يصعب تجاوزه من قبل أقرب منافسيه وهو المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي والذي حصل وفقا لهذه الحصيلة على 32 في المائة من الاصوات في الانتخابات التي شهدت اقبالا كبيرا قدروه بأكثر من 80 في المائة.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" فجر اليوم إن "الدكتور نجاد ضمن انتصاره بانتخابات الرئاسة العاشرة"، وهي الأكثر سخونة منذ تأسيس الجمهورية الإٍسلامية قبل 30 عاما.

وخرج انصار الرئيس الإيراني في الشوارع للاحتفال بفوز نجاد بولاية رئاسية ثانية قبل الاعلان الفوز رسميا .

وتضاربت الأنباء بشان نتائج الانتخابات الرئاسة الايرانية بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع الجمعة ، حيث أعلن موسوي في وقت مبكر عن فوزه في الانتخابات وحذر من وقوع غش في الاقتراع.

وحاول موسوي إجهاض البيانات الرسمية بدعوته إلى مؤتمر صحفي زعم فيه حدوث مخالفات من بينها نقص بطاقات الاقتراع. وقال "أنا الفائز المؤكد في هذه الانتخابات الرئاسية".

وشهدت الانتخابات الرئاسية الإيرانية اقبالا غير مسبوق ، وتم تمديد الاقتراع بسبب الإقبال الكبير من الناخبين على التصويت في مراكز الاقتراع المقدر عددها بنحو 45 ألفا في أنحاء البلاد.

وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي دخدائي في مؤتمر صحفي أن نسبة المشاركة في طهران حتى عصر الجمعة بلغت 50 بالمائة و 20 بالمائة في المحافظات.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في إيران 46 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ نحو سبعين مليون.

عدو الغرب حبيب الفقراء

ويعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، مرشحا لا يستسيغه الغرب بسبب خطاباته النارية.

فبعد فوزه المفاجئ عام 2005، اشتهر احمدي نجاد بتصريحاته التي أكد فيها أن اسرائيل محكومة "بالزوال عن الخارطة" وان محرقة اليهود "خرافة".

ودافع باستمرار عن حق ايران في تخصيب اليورانيوم رافضا تعليق برنامجها النووي، وقد وصف الرنامج بأنه "قطار من دون فرامل ولا نظام تسيير الى الخلف".

وفي حال أعيد انتخاب احمدي نجاد الذي يحظى على ما يبدو بتأييد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، فسوف يعود له أن يرد على عرض الرئيس الامريكي باراك اوباما للتحاور.

وقرر اوباما "مد اليد" الى القادة الايرانيين ولم يستبعد احمدي نجاد أن تتجاوب طهران مع هذه البادرة ولكنه يشترط على واشنطن أن تغير سياستها "في الأفعال".

وحرص خلال إحدى مناظراته التلفزيونية الاخيرة على ابراز صورته كرجل من الشعب فأكد أنه يعيش من مرتبه كأستاذ.وفي حين يأخذ عليه خصومه خطابه العدواني، يرى فيه أنصاره شخصا "يساعد الفقراء".

ونقلت جريدة "الغد الأردنية عن مهدي محمودي وهو شاب يسكن مدينة إسلام شهر الشعبية المتاخمة لطهران "ان كان هناك شخصان في وضع صعب، فإن احمدي نجاد سيبادر الى مساعدة الذي يواجه اكبر قدر من المتاعب".

واعتمد احمدي نجاد اسلوبا جديدا في الحكم فجمع مجلس وزرائه كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع في مدن من مختلف المحافظات حتى "يفهم بشكل افضل مشكلات الشعب اليومية"، بحسب العبارة التي يرددها.

وتلقى على مدى اربع سنوات عشرين مليون رسالة وشكل مكتبا خاصا يتولى الرد على كل منها حرصا منه على الاحتفاظ بقاعدته الانتخابية الشعبية.

واحمدي نجاد يبلغ من العمر 52 عاما متزوج وأب لولدين وفتاة ، وهو ابن حداد ولد في قرية إرادان الفقيرة الواقعة على مسافة تسعين كلم جنوب شرق العاصمة. نشأ في طهران وحاز شهادة دكتوراة في ادارة المواصلات في المدن.

وعند قيام الثورة الإسلامية عام 1979، انضم مع غيره من الطلاب الإسلاميين الى صفوف الثوار قبل ان ينتسب الى الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام.

وتولى فيما بعد اول منصب سياسي شغله في حياته إذ عين حاكما لمحافظة اردبيل شمال غرب ايران.

وفي 2003 دخل الحياة السياسية الايرانية بتوليه رئاسة بلدية طهران، فكان هذا المنصب مدخلا مكنه لاحقا من الوصول الى سدة الرئاسة في حزيران (يونيو) 2005.

مرشح إسرائيل المفضل

وعلى الرغم من تصريحات النارية تجاهها ، إلا إن إسرائيل تفضّل إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، لولاية ثانية، وتخشى فوز منافسيه.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن الرأي السائد عندنا هو تفضيل إعادة انتخاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، فهو المرشح المفضّل لجهة المصلحة الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة معاريف" العبرية عن المصدر السياسي الذي لم يكشف عن هويته :" نجاد يقول ما في قلبه، ويختلف عن الآخرين بأنهم أكثر لطفاً منه، لكنهم يفكرون بالضبط كما يفكر هو"، مشيراً إلى أن كل المحافل والهيئات الإسرائيلية المنشغلة بالموضوع الإيراني، تشترك في هذه الرؤية.

وأضاف المصادر :" المنافس الأكبر لأحمدي نجاد، مير حسين موسوي، لا يحوز قيمة إضافية لجهة الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وخصوصاً أن دور الرئيس الإيراني، في المشروع النووي نفسه، لا يساوي شيئاً، ولهذا السبب ومن ناحية استخبارية أو أمنية إسرائيلية، ليس مهماً لدى الدولة العبرية من ينتصر في هذه الانتخابات".

وتابعت الصحيفة بالقول :" التقديرات في إسرائيل ترى أن أحمدي نجاد يعبر عن مواقف القيادة الإيرانية بشفافية بالغة الدقة، ولهذا السبب فإنه يسهل على المجتمع الدول فهم هذه القيادة".

ومن جهته ، قال مصدر أمني إسرائيلي، لصحيفة "جيروزاليم بوست" :" من غير المرجح أن يتأثر السباق الإيراني نحو امتلاك طهران لقدرات نووية، بنتيجة الانتخابات الإيرانية".

وأضافت :" أجهزة الطرد المركزي الموجودة في مخبأ تحت الأرض في منشأة نطنز ، ستواصل تخصيب اليورانيوم، بعيداً عن هوية الرئيس الإيراني المقبل".

وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة إلى أن القلق الإسرائيلي يتركّز حول تأثير نجاح موسوي على الحوار الأمريكي الإيراني، وإمكان أن يتاح المجال أمام الإيرانيين للوصول إلى النموذج النووي الياباني، أي السماح لطهران بتشغيل مفاعلات نووية سلمية، لكن في الوقت نفسه تكون قادرة على إنتاج القنبلة النووية خلال أشهر، إن أرادت ذلك.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com