فضيلة الدكتور سعود ملوح بخطبة الجمعة (الدرباوية) ظاهرة شيطانية نسج الشيطان خيوطها


فضيلة الدكتور سعود ملوح بخطبة الجمعة (الدرباوية) ظاهرة شيطانية نسج الشيطان خيوطها



أوصى فضيلة الدكتور سعود ملوح عضو هيئة التدريس ورئيس قسم الدرسات الإسلامية وأمام جامع الربيش بعرعر جموع المسلمين في صلاة الجمعة اليوم بتقوى الله عز وجل ، وحثهم على شكره تعالى على ما أنعم عليهم من نعم شتى ونعمة الذرية.

فقد شدّد فضيلته على تربية الأبناء والعناية بالأولاد ، في خطبة لاقت إستحسان المصلين ، وتنوه ” [COLOR=#0024FF]إخبارية عرعر[/COLOR] ” أن الخطبة لاقت صدى واسع وأنتشرت في وسائل الإتصال وتناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي بسبب موضوعها والذي ركز على ظاهرة (الدرباوية).

وذكر فضيلته: أن السعيد من وُفق لتربية أبنائه على وفق مراد الله ، وهدي شرعه ، وسنة نبيه.

وأبان، أن العناية بالأولاد في زمننا أضحت من المسؤوليات الجسام والمهام الصعبة، وذلك لكثرة الفتن التي تموج موج البحر في زمننا، والتي لم تترك بيت مدر ولا وبر إلا دخلته، وأصبح مجتمعنا يستقبل كل فترة ظاهرة من ظواهر الخلل التي تصيب المجتمع في بنائه، وتخلخل أركانه وتهز كيانه .

ألا وإن من أخطر الظواهر التي بُلي بها بعض شبابنا اليوم، ظاهرة شيطانية، نسج الشيطان خيوطها من مبدئها إلى منتهاها..ظاهرةٌ أضحت تشكل خطراً يهدد أبناءنا في سلوكياتهم وأخلاقهم، حتى أصبح الشذوذ من أبرز صفات أصحاب هذه الظاهرة السيئة.. إنها ظاهرة الدرباوية.. فما معنى الدرباوية ؟ ومن هم الدرباويون؟

[U]نترككم مع الخطبة كاملة[/U]:

أما بعد: فيا أيها الناس! اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الذرية، واعلموا أن هذه النعمة فتنة للعبد واختبار؛ لأن الله تعالى يقول: ((إنما أموالكم وأولادكم فتنة))، فالذرية ـ يا عباد الله ـ إما منحةٌ تكون قرة عين في الدنيا وعون على مكابدة أحوالها ولأوائها وتقلباتها.. صحبةُ خيرٍ في الدنيا ، واجتماعٌ في الآخرة في دار كرامة الله ، قال تعالى (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَاكَسَبَ رَهِينٌ ))، وإما محنةٌ في الدنيا، وعداءٌ وعذاب في الآخرة.
ولذلك، فالسعيد من وُفق لتربية أبنائه على وفق مراد الله ، وهدي شرعه ، وسنة نبيه.

عباد الله: لا شك أن العناية بالأولاد في زمننا أضحت من المسؤوليات الجسام والمهام الصعبة، وذلك لكثرة الفتن التي تموج موج البحر في زمننا، والتي لم تترك بيت مدر ولا وبر إلا دخلته، وأصبح مجتمعنا يستقبل كل فترة ظاهرة من ظواهر الخلل التي تصيب المجتمع في بنائه، وتخلخل أركانه وتهز كيانه .. ألا وإن من أخطر الظواهر التي بُلي بها بعض شبابنا اليوم، ظاهرة شيطانية، نسج الشيطان خيوطها من مبدئها إلى منتهاها..ظاهرةٌ أضحت تشكل خطراً يهدد أبناءنا في سلوكياتهم وأخلاقهم، حتى أصبح الشذوذ من أبرز صفات أصحاب هذه الظاهرة السيئة.. إنها ظاهرة الدرباوية.. فما معنى الدرباوية ؟ ومن هم الدرباويون؟
معنى هذا المصطلح: درب الخطر ، أو درب سالكي الخطر؛ وذلك لأن طريقها مليء بالأخطار والمهالك، ومن يريد أن يسلك هذا الطريق، فعليه أن يعد نفسه لتحمل تبعات سلوك هذا الطريق الخَطِر، المليء بالمهلكات والمفسِدات.

أما الدرباويون: فهم شباب يتحدون الخوف.. ولكن: الخوف في سبيل الشيطان لا في سبيل الرحمن! ويركبون كل أنواع المخاطر ، بل كل أنواع المحرمات والموبقات دون خوف أو رهبة أو شعور بالجرم الذي يفعلونه ، ذلك أنهم يتواطؤون على ذلك ويشجع بعضهم بعضا في سلوك هذا الطريق الشيطاني.

قد يظن البعض أن أفعالهم وتوجاتهم مجرد عبث من خلال التفحيط من قبل بعض الشباب المتهورين .. ولكن الذي يتتبع ما قيل وما كتب عن واقعهم، يجد أن الأمر أخطر وأعمق من ذلك بكثير، وأن سلوكهم يتطور في الخطورة والتنظيم تدريجياً، حيث أصبح مجتمعهم مرتعاً للانحطاط الأخلاقي والشذوذ الجنسي، حتى قال بعض التائبين منهم: إن أكثر من 85% من الدرباوية يمارسون اللواط، حيث يتم استدراج بعض الصبية الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربعة عشر عاماً، ويغرونهم بالتفحيط، ويكون ذلك هو أول طعم للعبث بأخلاقهم وانتهاك أعراضهم، وباتت المخدرات بأنواعها سِمة أساسية للدرباوية..حيث لا يليق بالدرباوي عندهم إلا أن يكون متعاطٍ للمخدرات والمسكرات، ويجد تجار المخدرات وسماسرتها في مشجعي التفحيط مرتعاً خصباً للترويج لهم، وفي هذا العالم القذر تكثر المضاربات واستعمال الأسلحة التي نتج عن الكثير منها القتل، وأصبح لهم طقوص خاصة ، كإهمال العناية باللباس، وارتداء الملابس القذرة ، وإطالة الشعر، والتدخين بشراهة وشرب المسكرات وخاصة العرق، وتعاطي المخدرات وخاصة الحشيش، وحمل الأسلحة، واتباع سلوكيات تحمل غالبا طابع التحدي والمغامرة، وينتشر بينهم جرائم سرقة السيارات والمحلات التجارية، كما أنهم يميزون أنفسهم بشكل يتناسب مع هذا التغير القذر في سلوكهم، ويعمدون إلى إطلاق ألقاب ومسميات غريبة معينة على أنفسهم؛ لكي يتميزن عن الآخرين، وتجدهم غالبا يركبون السيارات القديمة، ولهم فيها علامات تدل على أشياء مختلفة؛ كخلع أحد أنوار السيارة أو كسرها، ولذلك دلالة قذرة عندهم، ولهم مشروب يتميزون بالحرص على شربه؛ كالحمضيات الحارة، وتجدهم أيضا يحرصون على تجميع الكفرات المنتهية ليمارسون من خلالها (التفجير) وهو التفحيط حتى تنفجر الكفرات، وقد حصل بسبب ذلك حوادث مأساوية راح ضحيتها شباب في مقتبل أعمارهم.

لقد أصبح كثير من هؤلاء الدرباوية يعيشون شذوذاً اجتماعياً بسبب انكفائهم على بعضهم وبعدهم عن مخالطة الرجال، وعدم قدرتهم على بناء علاقات اجتماعية صحيحة ..

ولعل الأخطر من ذلك أنهم أصبحوا يشكلون تنظيماً له منظِّموه ورؤس يتولون توجيههم، وذلك من خلال وسائل الاتصال الحديثة، بحيث يمكنهم التجمع في لحظات قليلة، وهنا مكمن الخطر؛ ذلك أنه لو حصل ضعف أو اختلال في الأمن ـ لا سمح الله ـ في البلد أو المدينة ، فيمكن أن يشكل هؤلاء مصدر إزعاج للناس من خلال تنظيماتهم وتجمعاتهم ، بالسرقات والاعتداءات ونحو ذلك من الأفعال التي تزرع القلق والخوف في نفوس الناس، وأعتقد أن ما حصل في مصر خلال الفترة الماضية يوضح خطورة مثل هذه التنظيمات ، حيث انتشر فيها البلطجية الذين زرعوا الخوف والرعب في قلوب الناس ، وأصبح أهل كل حي أو حارة يتناوبون على حراسة حيّهم من خطر البلطجية الذين سفكوا الدماء ومارسوا السرقات ، وأمثال هؤلاء لا يمكن أن يشكلوا خطرا على المجتمع إن لم يكونوا على شكل مجموعات منظمة تخطط لأفعالها بسرية وتخطيط مسبق.

وكذا الحال في هؤلاء الدرباوية ، فهم قد لا يشكلون حالياً خطراً كبيراً ، ولكن يمكن بسهولة أن يوجَّهوا ـ وهم لا يشعرون ـ من قبل أعداء البلاد الذين يمكن أن يستغلوهم في فترة تناسب مخططاتهم .

إن هؤلاء الشباب سيكونون عرضة أكثر من غيرهم لأن يصبحوا أرضاً خصبة لتلقي مزيد من الآراء الشاذة والأفكار المنحرفة ، ويمكن توجيهم من قبل فئات ضالة ، من خلال استثمار المخزون السلبي داخلهم من الفشل واليأس وانعدام الهدف والسخط على المجتمع أو على الدولة ، ومن ثم تحويلهم إلى قنابل موقوتة تلحق الضرر بهم وبذويهم ومجتمعهم ووطنهم وقبل ذلك دينهم.

ولذلك ، فإنني أرى ضرورة قطع الشر من مبدئه قبل أن يستفحل ـ ومعظم النار من مستصغر الشرر ـ ، فعلى المجتمع أولاً أن لا يقف موقف المتفرج الذي لا ينكر المنكر ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ النَّاسَ رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ الِلَّهِ بِعِقَابٍ))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)) أخرجه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من نَبِيٍّ بَعَثَهُ الله في أُمَّةٍ قَبْلِي إلا كان له من أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ من بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مالا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مالا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بيده فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذلك من الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ)) أخرجه مسلم.

واعلموا ـ يا عباد الله ـ أن الساكتُ عن المنكر حالَ الإظهار وعدمَ الاستتار ـ مع إمكانِ الإنكار ـ شريكٌ لا يسلَمُ من التبِعة، ولا ينجو من الإثم والحرج، يقول جلّ في علاه: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ ، فِتنةٌ تتعدَّى المذنِبَ المباشر والظالم المجاهِرَ لتصيبَ الصالح والطّالح، بسَبَب عُصبة فاسقةٍ لم تُقمَع ومنكراتٍ ظاهرة لم تُدفَع وتجاوزاتٍ للشَّرع لم تُمنَع. فإن قيل: فما ذنبُ من لم يظلِم؟ قيل: بموافَقَتِه الأشرار أو بسكوته عن الإنكار استحقَّ عقوبة الجبّار.

وعلى الدولة أن تضرب على أيدي المفسدين بحزم ، قبل أن يستفحل شرهم ويتعاظم ضررهم، فحينها لا ينفع الندم ، وسيصيب السكوت عن مثل هذه المنكرات الدولةَ في أمنها واستقرارها ، وحينها لا تنفع التنظيرات أو التأسف على ما فات ، ولات ساعة مندم.
أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا ، وأن يهدي شبابنا ، وأن يجعلهم صالحين مصلحين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم …

الخطبة الثانية:

أمّا بعد:
فيا أيّها المسلمون، اتقوا الله، فإنَّ تقواه أفضل مكتسب، وطاعتَه أعلى نسَب، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .
عباد الله: علينا جميعاً أن نسهم في مقاومة ومواجهة ظواهر الانحراف في مجتمعنا ، وأن نوجه الجهود لمكافحة هذه الظواهر الغريبة والسلوكيات المنحرفة التي تغضب الله تعالى وتفسد المجتمع وتأذن بزوال الدول ـ وهي سنة لله تعالى في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا ـ .
ويمكن مواجهة أي ظاهرة سلوكية منحرفة من خلال اتجاهين:
الاتجاه الأول: من خلال إيجاد بيئة اجتماعية رافضة لهذه السلوكيات المنحرفة، وذلك من خلال الأب والأم في منزلهما، فعلى الأب أن يكون رجلاً لا مجرد ذكر موجود في المنزل، فالله تعالى: ((الرجال قوامون على النساء)) ولم يقل: الذكور قوامون على النساء!!

وكذلك من خلال المدارس والجامعات والمنابر ـ سواء كانت منابر الجمعة ، أو المنابر الإعلامية المتاحة وهي بحمد الله كثيرة ـ ، وكذلك من خلال المنتديات المختلفة ، ومن ذلك الاستراحات التي يتجمع فيها كثير من الآباء وكثير منهم قد يكون لهم مناصب مؤثرة ـ سواء كانت مناصب اجتماعية أو حكومية ـ .

الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه العلاجي الذي يتصدى لهذه الظواهر والسلوكيات المنحرفة بأساليب تمكّن المجتمع وأفراده من احتواء مثل هذه الظواهر، وتوفر لمن تورط بهذه الانحرافات تعديل سلوكه والتوقف عن ممارسة السلوكيات المنحرفة واستبدالها بسلوكيات سوية مستقيمة ، ومن ذلك توسع الدولة في إنشاء الأندية الاجتماعية والرياضية ، وتوجيه وسائل الإعلام لتكون منبر بناء لا معول هدم في صرح المجتمع.

كما يجب أن يتضمن العلاجُ مجموعةً من الإجراءات الرادعة التي تتمثل بمعاقبة هؤلاء الشباب بالعقوبات المناسبة بحسب الجرم المرتكب ، وبالشكل الذي يضمن صلاحهم وعدم عودتهم للانحراف مرة أخرى.

كما أنه لا بد أن يكون هناك تعاون بين الجهات الأمنية والقضائية من جهة ومراكز الأبحاث وتطوير المهارات من جهة أخرى ، وذلك للعناية بالشباب وإعادة تأهيلهم، ليكونوا أعضاء صالحين فاعلين في مجتمعهم.

ولا شك أن للفراغ الذي يعيشه كثير من الشباب دوراً كبيراً في انحرافهم سلوكياً وفكرياً ، ولذلك يجب على الدولة أن تسارع في إيجاد وظائف مناسبة لهؤلاء الشباب للقضاء على الفراغ الذي يعيشونه، وعلى المسؤولين في الدولة من وزراء وغيرهم أن يرحمونا ويرحموا شبابنا من التنظير البارد الممجوج الذي لا يسهم حقيقة في إيجاد أمن وظيفي للشباب .. لقد سئم كثير من الشباب من كثرة الوعود والحلول المخدِّرة التي لا تعالج المشكلة من جذورها ولا تساهم في القضاء على البطالة التي أصبحت مؤرقة للشاب من مقتبل عمره ، وأصبحت سببا رئيسا وراء كثير من الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي وقع فيها كثير من الشباب.
اللهم إنا نسألك صلاح النية وصلاح الذرية ، ونسألك الأمن والأمان في النفس والولد والبلد ..


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com