6 مليون مدخن سعودي يحرقون 12 مليار ريال سنويا


6 مليون مدخن سعودي يحرقون 12 مليار ريال سنويا



إخبارية عرعر"بدر العنزي":
حذرت دراسة متخصصة من انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع ارتفاع عدد المدخنين في المملكة من ستة مليون شخص حاليا إلى عشرة مليون العام 2020، علما بأنهم ينفقون الآن أكثر من 12 مليار ريال على الدخان كل عام.

وكشفت الدراسة التي أعدها الباحث سلمان محمد العُمري، وشملت عينة عشوائية تضم 555 شخصا من مختلف شرائح المجتمع، أن 42.3 في المائة منهم يعانون من أمراض ناتجة عن التدخين، وأكثر الأمراض شيوعا بينهم أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 12.6 في المائة، يليها السعال 6.31 في المائة، ثم الغثيان 5.41 في المائة، والتهاب الشعب الهوائية 4.5 في المائة.

وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "عكاظ" المحلية أن 79.28 في المائة من المدخنين يدخنون السجائر، و10.8 في المائة يدخنون المعسل، و 8.1 في المائة الشيشة.

وبينت الدراسة أيضا أن 27.03 في المائة منهم يدخنون 20 مرة يوميا، و 16.23 في المائة يدخنون عشر مرات و 10.81 في المائة يدخنون مرتين.

وقالت الدراسة أن من أقوى العوامل السلبية المشجعة على التجربة الأولى للتدخين إغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة 29.73 في المائة، يليها التجربة الشخصية 21.62 في المائة، ثم التشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة 16.22 في المائة، والرغبة في التقليد واكتشاف التجربة 11.17 في المائة.

وأظهرت الدراسة أن 37. 84 في المائة من المدخنين يعانون من مشكلات شخصية أوأسرية أو اجتماعية، حيث تصدرت مشكلة الأسرة بنسبة 19.82 في المائة، تليها مشكلات مع الأصدقاء 5.41 في المائة، ثم المشكلات مع الزوجة والمشكلات المالية 3.6 في المائة لكل منهما.

وطالبت الدراسة بإجراء دراسة شاملة عن ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي تشمل الجنسين من مختلف الفئات الاجتماعية، إلى جانب تنظيم برامج لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، على أن تتضمن معارض توعوية، كتيبات، نشرات، ملصقات إرشادية، إضافة إلى عيادات تشرف عليها وزارة الصحة، خاصة أنه تبين أن لدى 63.96 في المائة من الذين شملتهم الدراسة الرغبة في الإقلاع عن هذه العادة.

وأوصت بوضع إستراتيجية عامة لمكافحة التدخين وتنفيذها على عدة مستويات تشمل الفرد، المجتمع، الدولة والمنظمات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن نجاحها مشروط بتضافر الجهود وتكاملها للوصول إلى الأهداف المبتغاة.

وأوردت بعض الوصفات للإقلاع عن التدخين، معتبرة أن مراقبة الأهل لأبنائهم مهمة جدا، للحيلولة بينهم وبين تأثير رفاق السوء والقدوة السيئة، ولا بد من تعاون الزوجات لما عرف من كراهيتهن للتدخين، فقد تبين من الدراسة أن تعاون بعضهن مع أزواجهن المدخنين أدى إلى إقلاع 30 في المائة من المراجعين للعيادة الخيرية لمكافحة التدخين في الرياض خلال عام واحد.

وتابعت الدراسة "على المنزل أن يمارس دوره في التركيز على أضرار التدخين بوسائل غير مباشرة بعيدا عن فرض العقوبات القاسية على الأبناء، كذلك ينبغي على إدارات المدارس أن تراقب عن كثب الطلاب الذين تدور حولهم الشبهات، لأن الطالب ينجرف لعادة التدخين من خلال تقليد أصحابه، كما يجب التشديد على منع المعلمين من التدخين في محيط المدرسة، للحفاظ على صورة المعلم القدوة في عيون طلابه، ومن المهم تنظيم برامج للتوعية، بحيث تكون جزءا من الدروس المدرجة ضمن البرامج التعليمية.

وأشارت الدراسة الى أن مكافحة التدخين على مستوى المجتمع، الدولة والمنظمات الإقليمية لا بد من أن تتم من خلال حملة توعية نشطة تتضمن مطبوعات وإعلانات في وسائل الإعلام تهدف إلى تحذير الشباب من أضرار التدخين، ومحاضرات يلقيها مختصون مع عرض أفلام إرشادية.

واقترحت تنظيم حملة واسعة لمكافحة التدخين تشمل منع المحلات التجارية من بيع السجائر لكل من يقل عمره عن 18عاما، وفرض عقوبات على المدخنين في الأماكن العامة جهارا، وحظر الإعلان عن التبغ ومشتقاته في الملاعب الرياضية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وتضمنت توصيات الدراسة كذلك إدخال التوعية بأخطار التدخين في المناهج التعليمية، ورفع أسعار السجائر ومشتقاتها لتقليص نسبة الشرائح التي تدخن.

وكانت الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة المكرمة "كفى" قالت العام الماضي أن السعودية تنفق سنوياً 8 مليار ريال لعلاج المدخنين، وأن من أسباب انتشار التدخين بين السعوديين انتشار الإعلام المرئي وظهور النجوم في الأفلام والمسلسلات الأجنبية وهم يدخنون.

ويبلغ عدد المدخنين على مستوى العالم 1.3 مليار مدخن، يتركز84 بالمائة منهم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم ليصل إلى1.7 مليار عام 2025.

ويؤدي التدخين إلى وفاة 5.4 مليون إنسان سنويا بمعدل14800 شخص يوميا، وتفوق الوفيات الناجمة عن التدخين تلك الناتجة عن الايدز ومرض السل ووفيات الأمومة وحوادث السير والمخدرات والانتحار وجرائم القتل مجتمعه.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com