ظاهرة إنتشار إطلاق النار في الأعراس والأفراح


ظاهرة إنتشار إطلاق النار في الأعراس والأفراح


ظاهرة خطيرة قد يتحوّل بسببها الفرح إلى حزن، وقد يؤدي ذلك إلى قتل أرواح بريئة أو سبباً بإعاقات جسدية مدى الحياة.

إنها ظاهرة إطلاق النار في الأعراس والإحتفالات ، ففي باطنها “هياط” وظاهرها “ترويع” وهي من اللحظات الطائشة التي تقلب الفرح إلى مأساة ، فالتعبير عن الفرح ، لا يكون بحمل السلاح والتباهي به ، وإطلاق الرصاص في الهواء ، بل إن هذا الفعل يُعد قِمة الُرعونة.

المسدس – الفرد-:
فقد إنشغل الشباب هذه الأيام في مدينة عرعر بإرتداء “المسدس” بالأعراس وهم يتبخترون يّمنة ويسرة وكأنهم طواويس لايرون من الأرض متسعاً لهم ، وعندما تسأله لماذا ترتدي هذا السلاح لايرد عليك ، ليس إلا .. بل لأنك لم تقل لماذا تحمل “الفرد” وهذه المفردة تُعد تطبيقاً عملياً لـ”هياطهم” الذي في أي لحظة يسحبه ليطلق منه النار ، في لحظة يِعدُ نفسه فيها بـ”قمة المرجلة”.

الكلاش:
لا أعتقد أن من يحمل السلاح يٌسيطر عليه في كل الحالات وفي جميع اللحظات ، فمن المشاهد التي تتكرر بشكل مستمر مشهدُ الزفاف والعريس بالسيارة ومن حوله نصف أجسادهم خارج من نوافذ السيارات ويطلقون النار بـ”رشاش” هو أصلاً مٌسجل أنه ممنوع الحمل.

فأي لحظة يفقد فيها الرامي وزنه -لاسمح الله- يقضي بكارثة بشرية بسبب تهور ، فلم تحد التوجيهات الصارمة والصادرة من وزارة الداخلية بمنع استخدام الأسلحة وإطلاق الأعيرة النارية في مناسبات الأفراح والزواجات وغيرها، حيث إن هذه الظاهرة لا تزال مستمرة وقد يتأثر بها النشئ ، فتصبح عادة لايُمكن التخلص منها بسهولة.

الأمن والمعارف:
هل ننتظر حدوث كارثة يسمع فيها العالم كله ، لكي نفكر في تطبيق قرار المنع بقوة ، فأوامر وزارة الداخلية تٌشدد على عدم حمل السلاح وصدرت العديد من التعاميم التي تنُص على مراقبة الأعراس ، إلا أن المجتمع يصطدم ببعضه ، ففي المدن الصغيرة يُشكل المجتمع حلقة صغيرة فهذا يعرف هذا ، والآخر يستحي من الآخر، وبالتالي تنفلت الأمور بسبب عدم تطبيق الصرامة في مثل هذه المواضيع الخطيرة والتي كارثة منها لاسمح الله تؤدي بحول مجتمع كامل.

تطبيق العقوبة هو الحل:
لابد ومن الضروري جداً ، التفكير في اجراءات وعقوبات صارمة ورادعة ، تطبق بكل حزم وقوة بدون أدنى تهاون ، توقف من إمتداد هذه الظاهرة الخطيرة التي تشكل تهديداً أمنياً خطير ، غير الأضرار الأخرى التي تنجم عن عدم الإلتزام بالمحاذير الأمنية التي تصدر من الجهات المسؤولة عن الأمن.

المجتمع بين حانا ومانا:
اللافت أن هذه الظاهرة تتسبب في كثير من الأحيان في تحويل الأفراح إلى أتراح لا بل إلى كوارث يذهب ضحيتها الأبرياء خاصة الأطفال والنساء، إلا أن بعض الأخصائيون يعزي ذلك إلى المجتمع حيث يعدها من الخصائص النفسية والثقافية لأي مجتمع ، وبعضهم يذكر أن ظاهرة إطلاق النار في الاحتفالات والأفراح في بعض مناطق المملكة من الناحية النفسية نجد أنها ترمز إلى الاعتداد والفخر وإبراز القوة وفي بعض الحالات قد تكون مؤشرا للشعور بالنقص والرغبة في تعويض ذلك.

فـ،المجتمع يرفضها قطعاً ولكنه يصمت أمام تصرفات الشباب دون مبالاة ، رغم أن هذا الصمت يزيد من إصرارهم على أن بعض تصرفاتهم صحيح لقاء صمت المُجتمع وعدم تقديم النصح والإرشاد .. وهنا تكون “الكارثة”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com