ظاهرة الإيمو وخطرها على أبنائنا وبناتنا


ظاهرة الإيمو وخطرها على أبنائنا وبناتنا



[JUSTIFY]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد..

فقد صح في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟ (متفق عليه
قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث : وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ التَّخْصِيص إِنَّمَا وَقَعَ لِجُحْرِ الضَّبّ لِشِدَّةِ ضِيقه وَرَدَاءَته , وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لِاقْتِفَائِهِمْ آثَارهمْ وَاتِّبَاعهمْ طَرَائِقهمْ لَوْ دَخَلُوا فِي مِثْل هَذَا الضَّيِّق الرَّدِيء لَتَبِعُوهُمْ .ا.هـ. فتح الباري شرح صحيح البخاري.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخذ بعض المفتونين والمغترين كل مايساق لهم من دون تمييز ولاتفريق بين ماينفع ومايضر و بين مايوافق ومايخالف .ذلك لأنهم تجردوا وانسلخوا من دينهم وأخلاقهم وقيمهم و رضوا بأن يكونوا أتباعا للباطل لاأتباعا للحق فرضوا بالخضوع الفكري والأستعباد المعنوي والأنقياد الحسي فلا يفكرون إلا بعقول الأعداء ولا يبصرون إلا بعيونهم فترسّخ في معتقداتهم أن الحق هو ماكان منهم والباطل ماكان من غيرهم فأورثهم هذا الأتباع والرضا والأنقياد ذلة ومهانة وانحطاطا.

ومن أبرز علامات ضعفهم أنهم أخذوا بكل تافه حقير مما يبثه الكفار من أقوال وأفعال لاتزيد إلا إغراقا في الشهوات وانغماسا في المحرمات وتضييعا للواجبات .

ومما بثه الكفار ظاهرة من الظواهر التي انتشرت مؤخرا بين أوساط الشباب والفتيات هذه الظاهرة تسمى بـ ((الإيمو)) وهي من الظواهر الشاذة التي بثها الكفار عن طريق وسائل الأعلام والتقنية الحديثة وتلقفها بعض أبنائنا وبناتنا في ظل غياب الرقابة والوعي فقلدوهم وتشبهوا بهم مما أثر على معتقداتهم ودينهم وأخلاقهم .

ولعلي في هذه المطوية أوضح خطورة هذه الظاهرة التي بثها الكفار وتلقفها بعض المفتونين والجاهلين من أبنائنا معرفا بهذه الفئة ونشأتها وبعض من سلوكياتها وحكم الشرع فيها وكيفية وقاية أبنائنا وبناتنا من هذه الظاهرة الخطيرة .

[U]أولا:من هــم الإيــمو(emo)[/U]:
الإيمو هم أصحاب(( النفسية الحساسة أو العاطفية)) كما هو مشتق من هذا المصطلح (emotional ) وللإيمو عدة تعريفات أجمعت على أنها ظاهرة موصوف صاحبها بالتمرد على كل شيء وبأنه ذو شخصية عاطفية، حساسة من كل شيء، يطغى على صاحبها التشاؤم والكآبة والحزن والميل لقتل نفسه أو تعذيبها بطريقة معينة، وهي أن يقوم بجرح نفسه في جزء أو أجزاء معينه في جسمه ،وذلك بسبب ما يعانيه من كآبة وحزن وألم وعزلة واضطرابات نفسية، قد تؤدي به في بعض الأحيان إلى قتل نفسه.

[U]ثانيا:نشأة و تاريخ وانتشار (الإيمو)[/U]:
هذه الظاهرة أول ما نشأت في دول أوروبا في الثمانينات ثم انتشرت في جميع دول أوروبا حتى طالت الدول الإسلامية والعربية وقد روج لهذه الظاهرة بعض الفرق الغنائية التي يقال إنها هي أول مؤسس لهذه الظاهرة وذلك عن طريق أسلوب معين يتخذونه في غنائهم يسمى(الهارد روك) أي(الحجر القاسي أو الحجر الصلب) وهذا الأسلوب يدعو غالبا في كلماته إلى إنكار الله تعالى وتمجيد الشيطان، والدعوة إلى التمرد والأنسلاخ من الدين وإشباع الغرائز بأي طريقة ممكنة والكفر بجميع الأديان والملل، وتمجيد السحر، و يدعو أيضا للحزن والكآبة والأنعزال و تعذيب النفس والأنتحار .وهي موسيقى صاخبة تسبب حالة هيستيرة، حيث يصف أحد الأطباء النفسانيين هذه الحالة قائلاً :

((إن موسيقى (( الهارد روك )) تلعب على الجسد وكأنه آلة موسيقية تماماً كما يحدث أثناء تناول المخدرات .
لأن الأجهزة المستعملة والمكبرة للصوت تصيب آذان الشباب ،كما أن التأثيرات الضوئية تؤثر على النظر مما يجعل اللاوعي عنده اكثر استجابة لما يراد ايصاله له)).

[U]ثالثا:سلوكيات (الإيمو):[/U]
الإيمو ظاهرة لها سلوكيات وأساليب معينة تتخذها هذه الجماعة كدليل إنتماء لجماعتهم أذكرها لنتعرف عليها وذلك لوقاية أبنائنا وبناتنا من شرورهم و أساليبهم الهدامة.

ومن أبرز هذه السلوكيات :
1- سلوكياتهم في لباسهم فالإيمو يتخذون طريقة معينة في لباسهم، فهم يميلون للملابس الضيقة جدا أو الفضفاضة التي يطغى عليها اللون الأسود أو الملابس ذات الألوان المتنافرة والمتناقضة والغريبة والتي غالبا مايكون مرسوم عليها رسوم غريبة عبارة عن جماجم وعظام وعبارات عاطفية خادشة للحياء.

2- ومن سلوكيات الإيمو أنّ لهم طرقاً معينة في تسريحات شعورهم فغالبا ماتكون مسدولة على وجوههم على طريقة قصات غريبة ومشينة توحي بأنهم يعانون من أمراض نفسية واضطرابات عقلية .

3- ومن السلوكيات الغريبة عندهم أنهم يثقبون الأنوف والآذان والشفاه واللسان والحاجب والصرة ويضعون فيها بعض الحلي الغريبة والتي غالبا ماتكون على أشكال جماجم وعظام أو يلبسونها في أيديهم أو يعلقونها حول أعناقهم .

4- ومن السلوكيات الغريبة أيضاً أنهم يوشمون أجسادهم أو يرسمون عليها جماجم وعظام ورسوم شيطانية غريبة.

5- ومن السلوكيات البارزة عندهم أيضاً أنهم متعلقون بتلك الموسيقى والأغاني الصاخبة التي كانت هي السبب الرئيسي في ظهور هذه الجماعة ونشأتها .

6- ومن السلوكيات الشاذة أيضاً عند الإيمو وبالذات في محيط النساء استخدام الألوان الداكنة في مساحيق الزينه والتجميل وبالذات اللون الأسود حول العيون وهذه من السلوكيات البارزة عند النساء .

والإيمو من الذكور والإناث جميعهم متشابهون في هذه السلوكيات فلا فرق بين ذكر وأنثى في غالب هذه السلوكيات.

[U]رابعاً:الرابط بين ظاهرة الإيمو وعبدة الشيطان:[/U]
• لا شك أن التشبه بالكفار وتقليدهم من أعظم الإتباع والتسليم والإنقياد للعدو الأول وهو الشيطان الرجيم ،ومن خلال البحث في الروابط بين ظاهرة الإيمو وتلك الجماعة الخبيثة التي تسمى بعبدة الشيطان تبين أن هناك روابط كثيرةً تجمع بين هذه الظاهرة وبين عبدة الشيطان ومن أهم الروابط بينهم أن ظاهرة الأيمو تأسست على يد فرقة موسيقية لها أسلوب معين في الغناء وهذا الأسلوب هو نفسه الذي يتخذه عبدة الشيطان لإقامة طقوسهم الشيطانية الخبيثة وهذا يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين (الإيمو) وعبدة الشيطان وأن الإيمو هي فرع من هذه الجماعة الخبيثة ،
ومن الروابط بينهم أيضا التوافق مع عبدة الشيطان في اتخاذهم الجماجم والعظام واللباس الأسود وثقبهم أجسادهم شعارا لهم يميزهم عن غيرهم.

[U]خامساً:حكم الشرع في مثل هذه الظواهر:[/U]
هذه الظاهرة جمعت قوادح عقدية و مخالفات شرعية كثيرة لا يتسع المقام لسردها والتفصيل فيها وفي أدلة حرمتها فسأذكر أهم المخالفات التي حوتها هذه الظاهرة باختصار .
من أهم المخالفات وأعظمها.

1- التشبه بالكفار وتقليدهم:
عنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )) رواه أبو داود بسند صحيح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله : ” أقل أحوال هذا الحديث التحريم ، وإن كان ظاهره يقتضي كُفر المتشبه بهم ” “اقتضاء الصراط المستقيم.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أيضاً: ” كما أن التشبه بالكفار متى حصل ولو بغير قصد التشبه ثبت حكمه، ومع نية التشبه يكون أعظم ” شرح الأربعين النووية
ويقول ابن عثيمين رحمه الله أيضاً إن التشبّه بالكفار يستلزم شعور المتشبه بأن الكفار أعلى منه ولذلك يقلدهم ويتابعهم فيعجب بهم وبصنعهم حتى يؤدي به ذلك إلى إعجابه بعقائدهم وأعمالهم فيكفر كما كفروا ويستكبر عن الحق كما استكبروا.خطبة عن اللباس والزينة من موقع الشيخ.

2- ومن المخالفات إيذاء النفس وتعذيبها وقتلها:
يقول الله عزوجل (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وقد ورد الوعيد الشديد في الآخرة لمن فعل ذلك. فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا)). متفق عليه. وفي رواية البخاري: ((الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار والذي يقتحم يقتحم في النار))صحيح البخاري

3- ومن المخالفات التعلق بالغناء والموسيقى:
يقول ربنا تبارك وتعالى): وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
ولهو الحديث هو: الغناء، كما فسره بذلك جمع من الصحابة، منهم ابن مسعود رضي الله عنه
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن قومًا في آخر الزمان يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، يخسف الله بهم الأرض ) قرن المعازف مع الزنا ولبس الحرير للرجال والخمر، وكلها محرمة، فدل على تحريم المعازف، وهي آلات الطرب والغناء.فتاوى اللجنة الدائمة

4- ومن المخافات الوشم .
و يحرم الوشم في الجسم، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «أنه لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة»، والوشم يكون في الخد والشفة وغيرهما من الجسم، بأن يغير لونها بزرقة أو خضرة أو سواد. فتاوى اللجنة الدائمة.

5- ومن المخالفات ثقب بعض أجزاء الجسد وهو من تغيير خلق الله.
وهذا من عمل الشيطان و وسوسته,قال تعالى (إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا( يقول الأمام السعدي رحمه الله في تفسير هذه الأية (وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم ،والوشر،والنمص،والتفليج للحسن،ونحو ذلك مما أغراهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن،وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته،واعتقاد أن مايصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن،وعدم الرضا بتقديره وتدبيره.)ا.هـ تفسير السعدي
6- ومن المخالفات قصات الشعر.

وقد ورد الشرع بالنهي عن التشبه بالكفار والتحذير من تقليدهم أو مشابهتهم في اللباس أو العادات أو الأخلاق، لما في ذلك من التأثر بهم والميل إليهم ومحبتهم، وهذا شيء محرم، فلا يجوز عمل قَصَّات للشعر مثل قَصَّة (أسم لأحد الكفار) ولو لم يرد تقليده.اللجنة الدائمة

7- ومن المخالفات لبس الملابس الضيقة للرجال والنساء.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة في جواب سؤال: ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع من البلايز الماسكة على الجسم بحيث تصف الجسم، فما حكم لبسها أمام النساء وعند الأقارب من الرجال؟ فأجابت اللجنة: لا يجوز للمرأة لبس ما يصف جسمها لضيقه أو رقته.اللجنة الدائمة
وأما الملابس الضيقة للرجال فقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن حديث: “لَعَنَ النَّبِي الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ”، هل يدخلوا أصحاب الملابس الضيقة، والملابس الذي يلبسونها بعض الشباب؟

الجواب: الملابس الخاصة بالنساء، إذا لبسها الرجل فهو متشبه تحق عليه اللعنة، أما الملابس غير الخاصة بالنساء فلا؛ لكن إذا كانت ضيقة لا تجوز لأنها ضيقة .موقع فضيلة الشيخ

سادساً: كيفية وقاية أبنائنا وبناتنا من هذه الظاهرة الدخيلة .
وقاية الأولاد من هذا الخطر بأمور منها:
1- حفظهم والدعاء لهم .
قد كلفنا الله أمانة حفظ الأهل والأولاد من الزيغ والضلال والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق قال تعالى عن ابراهيم عليه السلام((واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)) يقول الأمام السعدي في تفسيرهذه الأية(أي: اجعلني وإياهم, جانبا بعيدا عن عبادها, والإلمام بها)تفسير السعدي

2- تربيتهم على الدين والقيم والأخلاق الفاضلة.
فينبغي الحرص على تربية أولادنا التربية الصحيحة القائمة على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن نقرر في نفوسهم أن هذا الدين هو الدين الحق وهو دستورنا في كل كبيرة وصغيرة وأن نربيهم على الأعتزاز بهذا الدين وان نغرس محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم والحرص على تعليمهم الفرائض والسنن والعلوم الشرعية والعلوم النافعة المفيدة لهم يقول الإمام ابن القيم رحمه الله (“فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا) تحفة المودود
3- وقايتهم من الوسائل الضارة.

لا شك أن وسائل الأعلام والتقنية الحديثة لها دورها الكبير في التأثير على أبنائنا وبناتنا وهي من أعظم وسائل الغزو الذي ضرره أعظم من ضرر الغزو بالسلاح والعتاد لأن الأمة إذا كانت تابعة للكفار فكريا فلن يصعب عليهم جعلها تابعة لهم حسيا ولا يشك عاقل أن الكفار اعتمدوا اعتمادا كبيرا على وسائل الغزو الفكري و التقنية الحديثة لتدمير هذا الدين من خلال بث السموم التي تضر بعقيدة المسلم وبأخلاقة وسلوكه وثقافته وذلك بتزيين القبيح من العقائد وتحسين الفواحش والرذائل وتزييف الحقائق وقلب المفاهيم وتضييع الشخصية الإسلامية واستبدالها بالشخصية الغربية التي لا تعترف لا بالدين ولا بالأخلاق ولا بالسلوكيات الصحيحة بل هي شخصية بهيمية تلهث وراء كل شهوة وشبهة ولايهمها إلا إشباع حاجتها الغريزية.فالحذر الحذر من هذه الوسائل التي بليت بها هذه الأمة ومعرفة كيفية الإستفادة منها بأن نأخذ النافع والمفيد ونحذر من الضار والخبيث.

4- تعزيز الثقة بين الوالدين وبين أبنائهم.
وذلك بتوثيق العلاقة فيما بينهم وبالذات في مرحلة المراهقة، حتى لايلجأ الأبناء للبحث عن حاجتهم من العاطفة والحنان والإحتواء والثقة لمن يسلكون بهم مسالك الفساد والرذيلة .
5- متابعة التغيرات التي تطرأ على أبنائنا .
سواء كانت ظاهرة على أشكالهم أو على تصرفاتهم أو على تعاملاتهم ومعالجتها بالطرق والأساليب الشرعية التربوية الصحيحة .
6- معرفة الأصدقاء وسلوكياتهم .
فإن لأصدقاء السوء الأثر الكبير على أبنائنا وبناتنا فمن الطبيعي أن الجليس يتأثر بجليسه الدائم والملازم له فإما أن يكون هذا التأثير سلبيا وإما أن يكون إيجابيا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )) رواه أبو داود ، وقد قيل ” إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري .فلا بد من معرفة أصدقاء أبنائنا وبناتنا وجلسائهم والحرص على أن يختاروا الصديق الصالح الذي يدلهم على الخير ويعينهم عليه .
7- تحذير أبنائنا وبناتنا من خطورة وخفايا هذه الظواهر الهدامة والخبيثة.
وذلك بأن نوضح لهم مدى ضررها وإفسادها لدينهم وأخلاقهم وسلوكهم وكذلك علينا توضيح جميع الجوانب الخفية لهذه الظواهر المضللة لأبنائنا وبناتنا وأن نعري معتقداتهم الباطلة وأن نوضح ونبين أن التشبه في الظاهر هو الطريق لمشابهتهم في الباطن وتوضيحها قبل وقوعهم فيها فنندم حينئذ لاينفع الندم.
وختاماً أسأل الله أن يجعل ما كتبته صواباً وأن يغفر لي خطئي وزللي
وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه
سامي بن سرحان الشمري
إمام وخطيب جامع أبي بداح في عرعر
[/JUSTIFY]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com