المشهد الثقافي في المنطقة !


المشهد الثقافي في المنطقة !



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

لو عدنا بالذاكرة لأعوام قليلة مضت وحاولنا تقييم الحركة الثقافية في المنطقة فيا ترى كيف سيكون التقييم ؟ وما العوامل المحركة لها إذا كان هناك وجود لهذه الحركة الثقافية ؟وهل من معوّق لها ؟

وقبل الإجابة عن الأسئلة السابقة لابد من معرفة العوامل التي يمكن أن تسهم في نشاط الحراك الثقافي ، ويمكن أن نوجز أهم هذه العوامل – من وجهة نظري – في عدد من الجهات في مقدمتها المكتبات العامة ، والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، والأندية الرياضية والجامعات ومراكز البحوث وإدارات التربية والتعليم والمدارس ، إضافة إلى المطابع وحركة التأليف ، ولا ننسى الدور الكبير للصحافة في هذا الشأن .

* ولو أردنا تقييم ما سبق ذكره من عوامل خلال الفترة الماضية في المنطقة ؛ نلاحظ أن المكتبة العامة في المنطقة أشبه بالمكان المهجور، ولا يوجد ناد أدبي ولا فرع لجمعية الثقافة والفنون ، وخلو المنطقة من الجامعات وفروعها واقتصر الأمر على كلية إعداد معلمين كان جل اهتمامها التركيز على الجانب الأكاديمي ، أماالأندية الرياضية في المنطقة فقد اكتفت بذكر كلمة ( ثقافي ،اجتماعي ) بجانب كلمة ( رياضي ) على اللوحة الخارجية وفي أوراق الخطابات ؛ ولم يكن لها دور يُذكر في هذا الشأن .

– أما المدارس وإدارة التعليم فهي أيضا قل فيها الاهتمام بالأنشطة الثقافية بشكل ملحوظ – إن لم يكن معدوما – علما أنه كان لها في فترات سابقة حضور قوي من خلال الحفلات والمسرح المدرسي .

– أما فيما يتعلق بالصحافة فلم يكن لها أي حضور في الشأن الثقافي بالمنطقة ، أضف إلى ذلك قلة من يمتهنون ويمارسون ذلك من أبناء المنطقة واقتصرت على أسماء قليلة جدا يتبعون لصحيفة أو اثنتين وكان اهتمامهم منصبا على نشر الأخبار الرسمية والموسمية ،ولا تخلو من التلميع ومغازلة المسؤول.

– أما من ناحية الكتّاب -من أبناء المنطقة – في الصحف فهذا كان شبه معدوم . وإن وُجِد فهم مجرد مراسلين ناقلين لأخبار تأتيهم من جهات أخرى ،وقلما تجد موضوعا أو تقريرا يهتم بشأن وأحوال المنطقة .

– وأخيرا ما يتعلق بوجود جهات تهتم بطباعة الكتب في المنطقة فهذا أيضا ليس شبه معدوم بل يمكن أن نقول أنه معدوم، ونادرا ما تجد كتابا يحمل اسم شخص من أبناء المنطقة.

* ما سبق هو محاولة موجزة لتقييم فترة ليست بالبعيدة لواقع المنطقة ثقافيا ؛ وعطفا على ما ذكِر هل يمكن أن نتوقع وجود نشاط وحراك ثقافي خلال تلك الفترة ؛ بالتأكيد لا ؛ وإن وُجِد شيء يمكن أن نعده كذلك ؛ فهي محاولات ومبادرات فردية وعلى استحياء. ولكن وهذا الأهم هل تغيرت الظروف ؟وهل جدّ جديد في هذا الشأن ساهم في تطور وإثراء الحراك الثقافي في المنطقة ؟ نعم ، ولا يمكن لمنصف أن ينكر ذلك ! ولكي نؤكد ما نقول ؛ فلنعد إلى العوامل التي تسهم في إثراء الحركة الثقافية وتطورها – والتي ذكرناها سابقا – ولنلقِ نظرة حول واقع أهم تلك العوامل في هذه الفترة التي نعيشها . وسأبدأ بتسليط الضوء على الأندية الأدبية ، لمعرفة مدى إسهامها في إثراء الحركة الثقافية في منطقة الحدود الشمالية .

فقد تم افتتاح نادي الحدود الشمالية الأدبي قبل سنوات قليلة تعددت وتنوعت خلالها نشاطات النادي ،التي لابد وأن يكون لها أثر ملموس في الشأن الثقافي في المنطقة ، وذلك من خلال المحاضرات والأمسيات والندوات والدورات والمسابقات التي تٰنفّذ بشكل مستمر ، ويستضيف فيها النادي عددا من الشخصيات المهتمة بالأدب والثقافة والمجتمع سواء من داخل المنطقة أم من خارجها . كما لابد أن نشير إلى مقهى الشباب الثقافي في النادي الذي كان فكرة من شباب المنطقة وجدت الترحيب والدعم من النادي ، ويقوم هذا المقهى بتنظيم الكثير من الفعاليات والحوارات الهادفة ، ويفتح المجال للجميع بالمشاركة واقتراح الموضوعات ، والضيوف برعاية ودعم مادي ومعنوي من النادي.

وإضافة إلى ذلك وجود مكتبة خاصة للطفل ، ومكتبة تحوي آلاف الكتب وتٰعد مرجعا لكل مهتمٍ في الشأن الثقافي والأدبي، كما لا يمكن أن نغفل دور النادي في طباعة الكتب ؛ حيث أصدر النادي العديد من الإصدارات الأدبية والثقافية وكان لأبناء المنطقة نصيب كبير من هذه الإصدارات، ونختم كلامنا حول دور النادي وإسهامه في المشهد الثقافي بمشروع إنشاء مبنى النادي الذي دشنه سمو أمير المنطقة بداية هذا العام ومن المتوقع أن يكون هذا المبنى – إن شاء الله – معلما ومنارة ثقافية لخدمة الأدب والثقافة في المنطقة .

وإضافة إلي الدور الذي لعبه النادي الأدبي فهناك أيضا فرع جمعية الثقافة والفنون الذي تم افتتاحه مؤخرا ولا يمكن أن نغفل الدور الذي تقوم به أو بعبارة أخرى المأمول منها ويتمثل أبرز ما قامت به في الاهتمام بعدد من الفنون الثقافية مثل الفن التشكيلي والخط العربي والتصوير الضوئي والفنون الشعبية إضافة إلى الفن المسرحي وإن كان لازال في بداياته ويسجل لها إنشاء فرقة مسرحية وتنفيذ عمل مسرحي شارك في أحد المهرجانات المسرحية ونال العمل إشادة من المهتمين وحصل على مركز ممتاز عطفا على الفترة الزمنية لها والإمكانات المتاحة ، ولا يمكن أن نتجاهل أو نقلل من أهمية هذه الأنشطة المنوعة للجمعية والتي بلا شك تسهم في إثراء وتطوير الحركة الثقافية في المنطقة . وقبل الانتقال إلى العوامل الأخرى لابد من الإشارة إلى أن ما ذكر أعلاه -حول النادي الأدبي وفرع جمعية الثقافة والفنون – هو المأمول منها؛ فلا شك أن هناك قصورا وسلبيات ، وأبناء المنطقة طموحهم أكبر من ذلك بكثير ولكن أيضا لنكن منصفين ولا نقلل من دورهما في إثراء الحركة الثقافية في المنطقة ، ويتطلب ذلك التعاون والمشاركة الفاعلة من الجميع لزيادة فاعلية هاتين الجهتين . وحتى لا نطيل فلنعرِّج على العوامل الأخرى ونقف على أهم التطورات التي حدثت فيها .

فما يتعلق بالصحافة الورقية والإلكترونية فغير خافٍ على الجميع ما تشهده المنطقة من تطور وحراك في هذا المجال، وأصبحت مواكبة لكل ما يهم أبناء المنطقة في معظم المجالات وأصبحنا نقرأ لعدد غير قليل من الكتاب من أبناء المنطقة في الكثير من الصحف بنوعيها، وأيضا لابد من الإشارة إلى تفاعل ونشاط أبناء المنطقة في مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها ( تويتر ) الذي يحفل بشكل دائم بمناقشات وحوارات بين أبناء المنطقة والتي بدورها تساهم في إثراء الحركة الثقافية . ونختم بالدور المأمول والمتوقع لجامعة الحدود الشمالية والتي تضم في جنباتها مكتبة ضخمة إضافة إلى مركز النشر العلمي الذي أنشئ مؤخرا في رحاب الجامعة كل هذا وغيره من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الجامعة بالتأكيد ستكون رافدا هاما من روافد الثقافة في المنطقة . وخاتمة هذا المقال لابد أن نقول أن المنطقة تعيش حراكا ثقافيا – وإن لم يكن ملموسا بشكل ظاهر – ولكن بالتأكيد هو موجود و يسير – بإذن الله – نحو الاتجاه الصحيح .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

سعد بن فريح اللميع
عضو مجلس نادي الحدود الشمالية الأدبي

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com