(أمانة المنطقة) فليتصدوا للفتوى إن كانوا عليها قادرين


(أمانة المنطقة) فليتصدوا للفتوى إن كانوا عليها قادرين



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

نعدّ أنفسنا أهل قانون، ونظام، ومع هذا يرى بعض منا أنّ وجهة النظر، والتوجيه أقرب ما تكون إلى الطعن، والتشويه، ويسمّي من لهم قدرة على ملاحظة التقصير، والجهل، والنسيان أهل خصومة.

لم يكن همّ ولي الأمر في هذه البلاد المباركة نيل المدح، والإطراء، ولا سماع عبارات الشكر، والثناء؛ فهو حفظه الله ما فتئ يبذل الجهد، والمال، والوقت بوصفه يرى -بعطفه، وبكرمه، وبحنكته- هذا العطاء واجبا التزم به أمام الله لأبناء شعبه الذين يحبهم، ويحبونه.

لقد أكد قائدنا المفدى غير مرة أن ما يؤلم شعبه يؤلمه، وما يعكر صفو معيشة أي منهم إنما هو ذنب يستلزم التوبة، والندم، والإقلاع.
وكان يوصي الأمراء، والوزراء بتلمس حاجات المواطنين في كل شبر من أرض بلادنا الغالية، دون محاباة، أو تفرقة، أو تمييز.

لقد عدّهم جميعا بعدله، وإنصافه خاضعين للمراقبة، والمحاسبة، والمساءلة؛ فهو إنما يريد مراقبة الله في المسؤوليات الجسام التي تصدى لها بكل حزم، واقتدار، تلك التي وصل أثرها النافع بفضل الله كل أنباء أمة الإسلام.

وفي ضوء الموضوعية، والقانونية أوكلت إلى كل أمير، أو وزير، أو مدير تلك الأعمال التي تخص دائرته، وتتفق مع مهارات موظفيه، ومعارفهم، وأواتهم؛ كي يكون العمل الحكومي متصفا بقدر من الانتظام، والدوام، والفهم، وقابلية الإنجاز، والتطوير.

وتأتي واجبات الأمانات، والبلديات؛ كجهات حكومية تتبع وزارة الشؤون البلدية، والقروية متمثلة في متابعة كثير من الخدمات التي تعود بالنفع، والخير على المجتمع، وتلك المهام بتنوعها ما بين الفنية، والوقائية، والعلاجية، والتنظيمية، والرقابية تحقق تكاملا يلمس نواتجه الإيجابية من نعم به.

ومن أبرز أدوار مثل هذه الجهات وضع الخطط الخاصة بنظافة الأحياء، وتنفيذها، وتقويمها، وتطويرها؛ بما يمثل دعما لهدف أسمى أعني به المحافظة على المدن؛ كبيئات صحية نظيفة، يزيد من حسنها اكتسابها صفات؛ كالجمال، والترتيب، والأناقة.

ولكن ما وقفت عليه بنفسي، وما عانيت ضره، بل تبعاته المفجعة أن ركام القمامة أمام أكثر من منزل في الشارع الذي أسكنه قد سجل أرقاما قياسية تخولني، وجيراني إلى التفكير جديا في الترشح إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

خمسة أيام، بلياليهن، وجبل النفايات الذي يتاخم موقف سيارتي يزداد غبطة بتلك الطفرة النمائية، التي جعلت منه أحد المعالم البارزة في حي الناصرية العامر.

ما أعمله أن الأمانة قد كَفِلَتْ بهذا الأمر اللازم، والحتمي، الذي لا هوادة في تأدية على أكمل وجه، ولا تهاون إلى شركات ذات اختصاص، والتزام، ولكن الكارثة البيئية التي ألهمني منظرها المبهج بوح الألم أعلاه تلزمني بعدم تصديق من سيحاول لاحقا الرد عليّ؛ لإبعاد ما قد يظنه في كلامي شبهة، أو كيدا، أو وشاية.

شارع به عشرون عائلة، أو يزيد لا يحوي خلا عدد محدود من حاويات النفايات ذات الخصر الناحل.

أذكر مرة أن أحد البنغال المنتمين لشركة نظافة هي المسؤولة عن حينا قد أضاع دقائق؛ للبحث عن ما تخبئه أكياس النفاية من علب معدنية؛ لعلة أنتم أدرى مني بها، ثم كانت الحركات البهلوانية برمي أكياس انتهكت حرمتها، ومزقت كل ممزق إلى حاوية السيارة، ما جعل بعض الأطعمة تتناثر دون مبالاة من العامل المحترم المخلص، ورفاقه، ما كلفني غير مرة بتجميع حبات الأرز، وأشياء أخرى أعتذر؛ احتراما للقارئ الكريم عن ذكرها.

كما أنّ عاملا آخر أبى وضع كرتون ورقي في حاوية سيارة النفايات؛ لأن وضعها كما يبدو غير قانوني، ولم تنل فسحا بالإزالة.

لا أعد كنس الشارع عيبا، ولا جمع بقايا الطعام إلا سلوكا دالا على احترامها، ما يوجب الأجر بإذن الله، ولنا في رسولنا، وحبيبنا محمد صلى الله عليه، وسلم القدوة الحسنة؛ فقد أوصانا بإماطة الأذى عن الطريق، وحفظ الطعام، وكان يكنس بيته، ويعين أهله، بأبي، وأمي هو، عليه أفضل الصلاة، وأزكى التسليم.

إن ما يؤلمني، ويؤذيني؛ لهو مما يؤلم وليّ أمرنا في هذه البلاد الطاهرة، ويؤذيه، إلا إذا كان للأحبة المسؤولين عن النظافة في أمانة المنطقة رأي آخر؛ فليتصدوا للفتوى إن كانوا عليها قادرين.

ومن باب العلم بالشيء؛ فإن في جوالي صورا تؤكد أنني سترت أكثر مما يجب، وقد آثرت عدم نشرها احتراما لمشاعر القراء الأعزاء.

د.هلال بن مزعل العنزي

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com