قرى الشمال المنسية “حزم الجلاميد مثالاً”


قرى الشمال المنسية “حزم الجلاميد مثالاً”



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

أثناء وقبل نشوء خط التابلاين نشأت العديد من القرى والهجر على امتداد أراضي الحدود الشمالية وبعضها أقدم من مدينة عرعر .

كانت هذه القرى والهجر في بدايتها تمثل المكان والمأوى المناسب للتجمعات البشرية من حاضره وبادية , كانت مفعمة بالحياة حسب مواصفات ذاك الزمن وكانت تمثل شرياناً مهماً للمواصلات , لكنها الآن تئن تحت نقص الخدمات والإهمال والنسيان وعدم الوعي من المسؤولين بتاريخها وبأهميتها المستقبلية.

[U]لنأخذ قرية حزم الجلاميد كمثال[/U]:

فمن أول وهلة يتضح الإهمال فالشوارع المسفلتة عبارة عن حزام بسيط لا يغطي إلا أجزاء قليلة من القرية , والباقي شوارع ترابية , مبنى المستوصف الخاص قديم جداً يذكرك بأدغال أفريقيا , الاتصالات ضعيفة جداً والهاتف الأرضي يعمل عن طريق أسلاك مسحوبة مباشرة بدون كبائن من طريف أو عرعر , بئر المياه الوحيد الذي يغطي حاجة القرية بالإضافة لسكان البادية القريبين منها يتعطل أحيانا مما يمثل كابوساً دائماً لسكان القرية وأصحاب الماشية .

التعليم في حزم الجلاميد يمثل أحد الأسباب الرئيسية في هجرة السكان حيث لا يوجد إلا مدارس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة , أما الثانوية فيبدو أن إدارة تعليم عرعر تفكر بضمها للمرحلة الجامعية اختصاراً للوقت والجهد .

وحزم الجلاميد لم تربط بعد بالشبكة الكهربائية العامة وتعتمد على مواطير كهربائية معرضة للأعطال في أي لحظة .

طبعاً لم نذكر حاجة القرية إلى المتنزهات والحدائق والأسواق والنظافة فهي تأتي في مرحلة أخرى لأنها من الكماليات في نظر البعض.

[U]فرص استثمارية ضائعة[/U]:

كل هذا التهميش أفقد سكان حزم الجلاميد الكثير من الفرصة الاستثمارية حيث عزف المستثمرين عن القرية لعدم وجود البنية التحتية الملائمة من كهرباء واتصالات ومباني مناسبة وغيرها .

فشركة سكة الحديد صرحت أنها أنشأت محطتها في إحدى قرى منطقة الجوف حيث تتوفر البنية التحتية في تلك القرية وهو مالا يتوفر في حزم الجلاميد وأخواتها.

قبل كتابتي للمقال قمت ببحث في قوقل عن قرى الشمال ووجدت الكم الكبير من المواطنين الذين اشتكوا من تدني الخدمات فيها عبر الصحف المحلية أو عبر الإدارات الرسمية ولكن ضاعت أصواتهم في صحراء النسيان كما تاهت قراهم فيها .

باقي قرى وهجر خط التابلاين كما يحب البعض أن يسميها تعاني من نفس الإهمال والمشاكل الخدمية وإن اختلفت النوعية والدرجة .

[U]فما الحل ؟[/U]

الحل يبدأ من الأعلى حيث يجب على مسؤولي المنطقة الوعي بأهمية هذه القرى والهجر تاريخياً وتنموياً حيث أن تطويرها وجعلها جاذبة للسكان يخفف من ضغط الخدمات على مدن المنطقة (عرعر ورفحاء وطريف ) .

ولابد من تشكيل لجنة حقيقية وفاعلة تنسق وتتابع أعمال الدوائر الحكومية التي تقدم خدماتها لتلك القرى .

وقبل الختام أذكر القارئ الكريم أننا نتحدث عن حزم الجلاميد التي تقع على الطريق الدولي مباشرة , وبها كل هذا النقص الرهيب من الخدمات فما بالكم بالقرى التي في عمق الصحراء , أعتقد أنها أقرب ما ستكون لقرى أشباح , كان الله في عون سكانها .

نايف العميم

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com