نعم سأرفع رأسي لأني سعودي


نعم سأرفع رأسي لأني سعودي



[COLOR=black][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]إلى الأخ محمد المقرن
نعم سأرفع رأسي لأني سعودي

[COLOR=indigo]الإعلام رسالة سامية أو هكذا من المفترض أن يكون ، وإن شطح بعض القائمين عليه عن هذه الرسالة ، وحادوا عن طريقها ، ومن خلال المتابعة لما يطرح من نتاج إخواننا الإعلاميين سواء ما تقذفه لنا الصحف اليومية ، أو المواقع الإليكترونية نجد هذا السمو في بعض الكتابات ، وفي المقابل تجد أن البعض يشطح في كتاباته إلى تحقيق مآرب شخصية ، وأهداف فردية ،[/COLOR]

[COLOR=darkblue]نعم الإعلام رسالة لذا ينبغي أن يكتب الكاتب من أجل مبادئه وقضاياه التي يؤمن بها ، وأن يسهم في حل مشكلات مجتمعه التي يعايشها صباح مساء ، لا أن يتحول الكاتب إلى مترجم لردات فعله فإذا غضب من إدارة أظهر عوارها ، وكشف أستارها ، وإن لم يتحقق مطلبه من وزارة صب جام غضبه عليها ، وجرد قلمه للطعن فيها ، فيتحول حينها الإعلام من رسالة سامية ، إلى مصلحة فانية ؛ لا أدري لماذا نتغافل عن أخطاء كالجبال عندما تسير مع مصالحنا ، وإن وقفت على أعتاب المصلحة جعلناها كالجبال وإن كانت مثل الذر ، إنه منطق أعوج يتنافي مع الرسالة السامية للإعلام .[/COLOR]

أقول هذا في أعقاب اطلاعي على ما خطته يمين الإعلامي في قناة المجد الأستاذ محمد المقرن الذي أحمل له كل حب وتقدير ، وود وتعزير ، وإن كان كبر عليّ ما حمله ذلك المقال المعنون ( ارفع رأسك أنت سعودي ) الذي يدور حول شكواه من عدم استقبال مدينة الملك فهد الطبية لزوجته التي كانت على وشك ولادة ، وحقيقة أعترف بتعاطفي مع الأخ محمد ، ولكن عندما تترجل العاطفة ويقف بدلا عنها منطق العقل أقول أن الأخ محمد لم يحسن في هذا المقال من وجهة نظري.

وقبل الشروع في بيان المراد أحب أن أوكد للجميع بأنني لست مدافعا عن وزارة الصحة ، والسبب يعود إلى كوني لم أسلك يوما سبيل المنتفعين ، ولم أنضم إلى طريق المدافعين ، فضلا على أنني لا أحسن طريقة المطبلين ، فأما الانتفاع فلم أحصل على مزية منهم عدا ما يحصل عليه أي مواطن ؛ بل إنني في هذا الأيام لم أجد مستشفى حكوميا يقبل إجراء عملية لقدمي ، وسأضطر مرغما إلى المستشفيات الخاصة ، وأما الدفاع عنها فلم تترك لنا الكوارث الطبية ملاذا ولا مدخلا لكي ندافع ، فهي أخرست لسان كل مدافع ، وأبطلت حجة كل مرافع ، وأما التطبيل فذلك فن لا أحسنه ، وفعل لا أتقنه .

[COLOR=darkblue]وعودا على مقال الأستاذ الفاضل محمد المقرن فإنني أربأ به أن يكون ممن يكتب لأجل ردات الفعل ، وتحقيق المصالح ؛ وإن كان لم يستنهض قلمه للكتابة إلا عندما لم يجد سريرا لمولوده الجديد، وإنما الذي حملني على التعقيب هو ما حمله هذا المقال من قرن هذا الخطأ _ من وجهة نظر صاحبه _ بالوطن والمواطنة ، فذهب الكاتب إلى تحميل الوطن مغبة هذا الخطأ ، [/COLOR]

قال صاحب المقال _ غفر الله لنا وله _ ما نصه وقد نقلتها بأغلاطها الإملائية والإعرابية (خرجت بسيارتي وأنا أتأمل هذه المدينة الطبية والتي شيدت للوطن والمواطن ، فلم يبقى للوطن سوى مباني شاهقة وجامدة ، ولم يبقى للمواطن سوى الإهانة والموت .

[COLOR=darkred]خرجت وأنا أتسأل ……..
ما هو معيار المواطنة عندنا ؟!!!!!!!![/COLOR]

هل هي القبيلة ؟ أم الشهرة ؟ أم المال والجاه ؟ أم المصلحة ؟!!!!!!!!!!!!)أ.هـ
ولعلني أجيب عن سؤال أخي الفاضل عن معيار الوطنية بسؤال مماثل ؛ ما معيار الوطنية لديك ؟

أخشى أن تكون المعايير التي أنكرتها هي ما تبحث عنه في المواطنة الحقة ؛ حيث لم تسعفك الشهرة كما أسعفت زميلتك التي استشهدت بها ، وهل سيكون هذا حكمك على الوطن والمواطنة لو تحققت مصلحتك بتوافر سرير لمولودك ، هل سترضى عن الوطن وأهله ؟وهل سيكون الوطن وفياً معك ؟ ولن يكون مصير المواطن الإهانة والموت ،
أخي الفاضل .. لا أدري لماذا كرست في مقالك هذا الحديث عن الوطن، والولاء له، وقرنت الولاء بما يقدمه الوطن من خدمات لمواطنيه ،

فقد قلت _ رحمك الله _(يا أيها الوطن الكبير … ماذا بقى لك من ولاء وقد تحول أبناؤك يستجدون [ مقيماً سودانياً ] ليفزع لهم بالدخول إلى مستشفى حكومي .أ. هـ
ماذا بقي لك من ولاء ، يا لهول الكلمة ، وقساوة الحكم ، أمن أجل سرير يصادر وطن ،ويلغى انتماء ،

[COLOR=darkred]وأنا أتساءل ماذا لو قصر الوطن مع أبنائه ؟

هل يستحق الجحود والنكران ، وعدم الولاء؟

ماذا لو قسا الوطن على أبنائه كما قست على أبنائها أوطان؟ [/COLOR]

ومع ذلك لم يتنكر الشرفاء منهم لأوطانهم ، ويقلبوا لها ظهر المجن ويتجردوا من ولائهم ؛ إنني هنا لا أتحدث عن المرتزقة والمنتفعة ، فهؤلاء يدورون مع المنفعة حيث دارت ، فلهم كل يوم وطن ، إنما أتحدث عن الشرفاء ، الذين لا يرتبط ولاؤهم بمنفعة ، بل لربما قلت مصالحهم ومع ذلك يزداد ولاؤهم ، ومع هذا كله سأستجيب لطلبك وإن خرج مخرج السخرية (ارفع رأسك أنت سعودي ) وأقول سأرفع رأسي دوما لأنني سعودي ، سأرفعه وإن قسا عليّ وطني ، وإن شحت موارده ، وغار ماؤه ، وقلت منافعه ، لأن ما بيني وبين وطني أكبر من سرير مولود ، ومصلحة زائلة ، إنها حكاية عشق ووله ، وحب وتيه ، وولاء ووفاء ، إنه حكاية تفرد وتميز ، فلو قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلن تجد أرضا تهوى إليها الأنفس ، وتطمأن بها الأفئدة ، وبها مأرز الإيمان ، وأحب البقاع إلى الله غير وطني ، إنها موطن الأمن والإيمان (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .

وطني الذي احتوى دعوة التوحيد والسنة ، وحارب الشرك والبدعة ، المساجد فيه معمورة ، والسنة فيه منصورة ، والخير يظهر ، والشر يقهر ، الآذان فيه يسمع ، والباطل يقمع .
وطني لولاة أمره في أعناقنا تجاههم بيعة شرعية ، لا يحل لنا أن نخلعها قال عبادة بن الصامت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في يسرنا وعسرنا ومنشطتنا ومكرهنا وأثرة علينا ) .

إنه الوطن الحديث عنه يحلو ، وحبه في القلب يعلو
محبة كل وطن جبلية غريزية ، فكيف إذا كان الوطن هو السعودية ، فكيف تقول عنه أخي الحبيب ماذا بقي لك من ولاء ، ولكن مع ذلك أجيبك وأقول مهما حصل يبقى للوطن الولاء كله والحب كله والوفاء كله
بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن ظنوا عليّ كرام .

أخي الفاضل إن خاتمة مقالك تأكيد على قرن الولاء بالموضوع تقول _ غفر الله لك_ (يا موطني … لقد كانت زوجتي دائماً ما تعاتبني إذا تحدثت عن تقصير موجود لدينا ، أو نقدت وزارة أو وزير ، أو طالبت بحق المواطن في موطنه ، ودائماً ما تقول : أنت تبالغ ونحن أفضل من غيرنا .. هل تعلم ماذا قالت في أول حديث لها بعد خروجها من العملية ؟؟ لقد قالت : لست من هذا البلد ، بل أنا وأشارت إلى بلد خليجي مجاور .

[COLOR=darkred]القضية يا سادة … ليست قضية زوجتي وطفلي .. بل هي قضية وطن ومواطن وولاء .. )
وأنا أقول إذا كنا نعتقد أن وطننا لم يبق له ولاء ، وغيره أفضل منه ، فمن يجبرنا على البقاء فيه ، ولماذا لا نذهب إلى الأفضل مصحوبين بالسلامة!!!!.[/COLOR]

ختاما يبقى الأستاذ أخا في الدين ومن ثم أخا في الوطن وإن ند بيانه ، وزل لسانه ، ليقيني أن هذه الجملة زلة قلم لا تليق بمقامه.

مطارد بن دخيل العنزي
المستشار في مركز الدعوة والإرشاد في الرياض

[/FONT][/SIZE][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com