الحربش: “الحرس القديم” مسؤولون عن الفساد في السعودية


الحربش: “الحرس القديم” مسؤولون عن الفساد في السعودية



اعتبر الدكتور جاسر الحربش، الكاتب والطبيب السعودي، “الحرس القديم” في الأجهزة الإدارية السعودية مسؤولاً عن انتشار الفساد بشكل كبير.

وقال الحربش إن “ثمة جهات لا يمكن لهيئة مكافحة الفساد أن تصل إليهم وهذا يتطلب بعض الوقت لمحاسبتهم”، معلقاً على دور “نزاهة” في المجتمع السعودي.
وأشار الدكتور الحربش إلى أن القيود الاجتماعية تسببت في نشر النفاق الاجتماعي في السعودية، وأن نظرة المجتمع لبعض الألعاب أدت إلى إهمال رياضة ذهنية عميقة مثل الشطرنج.

جاء ذلك أثناء حوار الزميل تركي الدخيل معه في برنامج “إضاءات” على قناة “العربية”، والذي سيُبث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت السعودية من يوم الجمعة 5 أبريل/نيسان، ويُعاد في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت السعودية يوم الأحد 7 أبريل.

ورأى الحربش أن الفساد في السعودية يتعرض لضربات حقيقية من الملك عبدالله الذي يشرف على أداء “نزاهة” التي تقوم بدور محاربة الفساد، حيث ربط الحربش بين البيروقراطية وانتشار الفساد، معتبراً “الفساد نتيجة من نتائج البيروقراطية”.

وطالب الحربش بالرقابة الصارمة على المشاريع التي تنفذ حالياً في السعودية، معتبراً “الحرس القديم” في الأجهزة الإدارية بالسعودية أحد المسؤولين عن انتشار الفساد بشكل كبير، وقال إن ثمة جهات لا يمكن لهيئة مكافحة الفساد أن تصل إليهم وهذا يتطلب بعض الوقت لمحاسبتهم.

واستغرب من أن نظرة المجتمع للشطرنج إلى فترة قريبة على أنه جزء من القمار، بينما تعتبره الشعوب المتطورة رياضة ذهنية عميقة جداً، فهي تعوّد الإنسان الذي يتعلم الشطرنج من المرحلة الابتدائية على التفكير العميق، بالإضافة إلى الهدوء ومسك الأعصاب، وطريقة التعامل مع الرقعة الجغرافية التي يتعامل معها، بل وتثري الإنسان؛ إذ تعلّمه كيفية مواجهة المشكلات التي تقابله في الحياة، كما تنمّي العقل للتعامل مع الميدان وإدارة معارك الحياة التي يواجهها الإنسان، ورأى أن تقرير اللعبة في المراحل الابتدائية بالسعودية ضرورة ملحّة، وهي أولى من كرة القدم التي لا تنمّي العقل والتفكير بل تعتمد على العضلات والقوة البدنية.

وانتقد الحربش ثقافة “الكلبشات” التي تقيّد عقول وأفكار الشباب من قبل الكبار، ورأى أن كل هؤلاء يورّثون الأجيال القادمة “كلابيشهم الاجتماعية”، ويطلبون من الشباب أن يكبّل نفسه بها بنفس الطريقة التي تكلبش ويتكلبش بها جيل الكبار، وقال إن الكلابيش الاجتماعية المصفِّدة لعقول وأفكار وتصرفات الكبار أشكال وأنواع وألوان.

وأضاف هناك الكلابيش المذهبية والكلابيش البيروقراطية والكلابيش الطبقية والكلابيش القبلية (تكافؤ الأنساب وتمايز القبائل بدلاً من تكافؤ الأخلاق)، والكلابيش الحرفية والمهنية (انتقاص الحرف والمهن والصنائع والآداب والفنون الجميلة)، وكلابيش النفاق الاجتماعي، وأهم تجلياته الواسطة التي لا تسير الأمور عندنا بدونها.

وقال الحربش إن الخصوصية الاجتماعية وهمٌ، وفي الحقيقة ليس لنا أية خصوصيات استثنائية نستطيع مفاخرة المجتمعات الأخرى بجودتها النوعية، لكننا نتخيل امتلاك مثل هذه المواصفات، وقال ما نحن سوى جزء صغير من أتباع الديانة الإسلامية البالغ عددهم ألفاً وخمسمائة مليون نسمة ولسنا أفضلهم، ولا بأس بالتذكير بأهم خصوصياتنا على الإطلاق وهي أننا مجرد مستوردين مشترين لكل ما نأكل ونلبس ونسكن ونركب وما نتداوى به أو نتسلى عليه.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com