[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B]
[JUSTIFY]بين العقل والتردد والإرادة ، قرر صاحبي غازي فجأة أن يتزوج الثانية ، لقد صمت طويلاُ حتى ضجت أقفاص صدره ، وضاق مدارة ، وما عاد فضاؤه فضاء ، وأنغرست في رئتيه جمرة ورماد ، وغدى في جوفه حبال من نار ، وشيء كالشجر ناقص الظل ، وأختلطت عليه الألوان كلها ، حتى لكأن الماء غدى عنده سراب ، صاحبي غازي ، تاه طويلاً بين موجة وموجة ، أهتزت تحته الأرض حتى مال ، في حنجرته بقايا كلام ، دندن لوقع حاله لحناً قديماً ، ثم صاح آه يا ذا القلب الحافي ، والصمت العالي ، لمن غرف القلب ، والقلب أعزل ، والحديقة بلا عشب ، والفراشة صارت غير الفراشة ، صاحبي غازي لم يعد كالسندباد يتصايح مع النوارس والصدى ، بح صوته ، وأفقه صار مثل الرماد ، كان إذا غنى المغني ، تحول الغناء عنده إلى بكاء ، لحزنه الدفين ، كان مثل المدينة التي بلا فجر تنام ، والريح عنده تئن في قلب السكون ، بيت يغطيه الجليد كان ، هجرت نوافذه عصافير الربيع ، مثل جسد يغطيه الصقيع ، مثل منفي كان ، يسافر إلى المدائن من باب لباب ، يذوي كما تذوي الزنابق في التراب ، خلسة خرج من جوفه طائره النورس نحو الماء ، ثم أنزاحت مياهه للشجر ، صعد للبرق والغيوم والسناء ، ثم هبط للحقول والسهوب وساقية الماء ، لم ينطفي صاحبي غازي قط ، ولم تسقط أوراقه ، ولم يداهمه الشتاء ، أو تباغته حرارة اللهب ، ولم يراعه الظلام في الطريق ، دوزن كثيراً ، دندن ، أوقد نغمة ، أطلق موال ، ثم صاح بالهجيني :[/JUSTIFY]
[CENTER]يا عين لك بالهوى لفته
ما انتي على دين الإخواني
وجدك على واحد شفته
عوده من الزين روياني
الكحل بالعين سايفته
كن الهدب ريش غرباني
والثوب بالزري ناقشته
كنه طواريق ديباني
الأوله ليت ما شفته
والثانية ليت ما جاني
والثالثة يوم واجهته
تل المعاليق وابكاني[/CENTER]
[JUSTIFY]، علا صاحبي غازي علا ، وصل سور الصين ، وسور بابل ، والجنائن المعلقة ، سافر نحو واقعه الجديد كأنه الريشه بالريح ، صار مثل “زرياب” واقفاً يغني ، وعوده في يده ، والجمهور يصفق ، صاحبي غازي بعد طول ممانعة وتردد وتريث ، صارت له شمس نهار ، وموقد نار ، وبستان ، والعشب فوق جبينه يطفو ، وصديقه السندباد عاد ، صاحبي غازي أختار لواقعه دثاراً جديداُ ثم نام بهدوء كطفل وسيم. [/JUSTIFY]
رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]
@ramadanjready تويتر[/B][/SIZE][/FONT]
