إعلامي ينشر ومسؤول ينفي وواقع يؤكد


إعلامي ينشر ومسؤول ينفي وواقع يؤكد



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][CENTER]

المتابع للساحة الإعلامية المحلية مؤخراً يلاحظ أن العديد من مسؤولي الإدارات الحكومية في مدينتا يسلكون طرق جديدة في التعامل مع الأخبار التي تخص إداراتهم .

فعندما ينشر إعلامي خبر عن نقص أو خطأ أو إهمال وقع في حق المواطن تتعامل الإدارة المعنية بطريقتين .

الأولى : يتم فيها (تهميش) الخبر وكأنه لم يحدث , وهذا يعد مخالفة نظامية حسب التعاميم الصادرة من الجهات العليا التي تلزم الإدارات الحكومية بالرد على كل ما يصدر بوسائل الإعلام .

الطريقة الثانية وهي الأغرب تكون بنفي الخبر وتكذيبه تماماً وكأنه لم يحدث رغم وجود العديد من الشواهد الحية والأدلة التي تثبت حدوثه .

هذه الطرق تنبي على أن البعض لم يصل إلى مرحلة (الرشد) الفكري ويتعامل مع أخطاءة كما يتعامل الطفل الصغير الذي يرفض (بطبيعته) الطفولية أن يعترف بأنه قد كسر زجاج النافذة رغم انك شاهدته وهو يفعل بأم عينك .

النفي الأخير من جامعة الحدود الشمالية لوجود صورة خادشة للحياء في كلية التربية وقبله نفي فصل موظفات وقبله تهميش عدة مشاكل تعرض لها طلاب وطالبات الجامعة لا يخدم الدور الريادي للجامعة في المجتمع , بل يدخلها في حالة من التصادم معه .

أيضا التحذير الصادر من إدارة التربية والتعليم بعرعر وفيه تتوعد الإعلاميين (الكاذبين) بالويل والثبور والخسران المبين , يعتبر سقطة نتمنى أن لا تتكرر من إدارة ينظر لها المجتمع كمعيار للصدق والشفافية .

وفعل خيراً من تدخل وبدل كلمة (كاذبين) إلى (سلبيين) لتكون مناسبة للمجال التربوي أكثر من سابقتها .

وهنا أدعو مدير عام التربية والتعليم أن لا ينجر خلف البعض ممن يريدون تكوين حاجز بينه وبين الإعلاميين , وهدفهم هو الاستمرار في أخطائهم بدون أن تكتشف تلك الأخطاء .

كذلك إدارات الشؤون الصحية والأمانة والمياه وغيرها تنتهج نفس الأسلوب في التعامل مع أخطائها التي تظهر للعلن .

تهميش الخبر أو تكذيبه لايصب في اتجاه حل المشكلة بل يزيد الأمور تعقيداً , والعلاقة بين المسؤول والإعلامي تكاملية لمنفعة الوطن والمواطن .

واتهام الإعلامي بأنه كاذب أو صاحب مصلحة ما أو يحقد على مسؤول بعينه كلها تهم الهدف منها القفز على الأخطاء وتغطيتها بدل من حلها ومحاسبة المتسبب .

فما يضير أي جهة حكومية إذا اعترفت بحدوث الإهمال والخطأ وتعهدت بعدم تكراره ؟

فالأخطاء واردة وقد تكون مقبولة ( خلل فني , تقصير موظف , نقص في الإمكانيات من الوزارة )

لكن الغير وارد هو النفي والتهميش مع استمرار الخطأ.

الإعلامي من وجهة نظري هو مواطن صالح يتفاعل مع مجتمعه ويبحث عن الحلول للمشاكل والصعوبات التي تواجه أبناء وطنه .

إنه كالشمعة التي تحرق نفسها لتمنح الضوء للآخرين .

وهنا أزف البشرى أن زملائي وإخواني الإعلاميين عازمون على الاستمرار بنهجهم في محاربة القصور وكذلك الفساد الإداري إن وجد .

وهذا الهدف النبيل يقابله بالتأكيد مقاومة غير شرعية من مسؤول فاسد هنا أو هناك ليدافع عن مصالحة التي لن تستمر في حال طبقت الشفافية.

كما يوجد بعض المسؤولين المخلصين حقاً ولكنهم مصابين بحساسية من كل ما يرد في الإعلام فيفقدون توازنهم , وبدل أن يقدموا الحلول الناجعة ينهمكون في محاربة الإعلام الذي ساعدهم في اكتشاف أخطاء موظفيهم .

وقبل أن أختم أود طرح فكرة على ملتقى إعلاميي عرعر وهي أن يعمل الملتقى على جمع كل المواضيع والتقارير والمقالات الموجهة للإدارات الحكومية ويتابعها من خلال إمارة المنطقة ومديري الإدارات نفسها أو الجهات ذات العلاقة.

وبهذا يؤدي الملتقى جزء من حق المجتمع عليه .

نايف العميم .

[/CENTER][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com