دوافع


دوافع



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][CENTER]

في علم النفس قد تتكرر التعريفات لذات المصطلح , وتعرف الدوافع أنها مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد لاسترجاع التوازن النفسي وإرضاء الحاجات النفسية والبيولوجية .

بمعنى أن هذه الدوافع (تدفع الإنسان) لعمل سلوك معين فيتصرف حسب ماتمليه عليه هذه الدوافع .

يقودنا ذلك إلى سؤال

لماذا لا ننظر للدوافع أثناء تعاملنا مع الآخرين ؟

فالدوافع منها ماهو خارجي مثل المعلم أو أحد الوالدين أو صديق , ومنها ماهو داخلي نابع من داخل الشخص .

وهناك الدوافع الغريزية (الفطرية) كالحاجة للأكل وكذلك الدوافع المكتسبة من البيئة .

وعدد من العلماء يدخل العوامل الوراثية وظروف تكون الجنين والحمل ضمن الدوافع التي تؤثر على سلوك الإنسان مستقبلاً .

ومع كل هذه العوامل العديدة والمتداخلة ألا يجب علينا أن نلتمس العذر تلو العذر لأي قريب أو صديق قد يصدر منه تصرف (سلوك)غير مفهوم.

بل حتى أبسط المواقف مثل تشتت انتباه سائق سيارة وخروجه عن مساره وبالكاد يفلت من الاصطدام بالآخرين , البعض قد يمرر الموقف ويتفهم الدافع خلفه الذي قد يكون السرحان بسبب مشاكل عائلية أو ضعف نظر , أما البعض فلا يحاول أن يتفهم الدافع ويدخل في نقاش قد يتطور إلى أمور أخطر من الموقف ذاته .

البعض أيضاً تكون ردة الفعل لدية سريعة ويصدر أحكاماً قاسية ونهائية بدون أن يتعب نفسه في معرفة الدوافع التي لو عرفها لتغيرت ردة فعله جذرياً.

فكم يا ترى هي المواقف التي لم نحاول أن نتفهم دوافعها وصعدنا ردة الفعل اتجاهها وخسرنا بسببها قريب أو صديق ؟

التماس الدافع وتقديم العذر يقودنا إلى التسامح مع الآخرين وهذا من أهم وسائل التوافق النفسي التي يدعو إليها علم النفس الإسلامي .

كل هذا يمكن استخراجه من قوله تعالى ((وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم))

قال الشيخ ابن السعدي : وأعف عما صدر منهم لله , فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه , ومن سامحهم سامحه الله , ومن تفضل عليهم تفضل الله عليه , والجزاء من جنس العمل .

وهنا نورد قصة رائعة من الموروث الإسلامي

يحكى أن عمر بن الخطاب قال لرجل يأكل بشماله : كل بيمينك فلم يمتثل الرجل لأمر أمير المؤمنين وقال له: إنها مشغولة , أعاد عمر رضي الله عنه أمره مرة أخرى(بغلظة) : كل بيمينك”. فقال الصحابى الجليل :”يا أمير المؤمنين،إنها مشغولة . فسأله عمر : وما شغلها؟؟ فشمَر الرجل ردنه و هو يقول قطعت يوم مؤتة , فبكى عمر .

فإذا كنا نتفهم دوافع الآخرين في تصرفاتهم فحرياً بنا أن نتفهم ونلتمس العذر لأفراد أسرتنا فهم أحق بعطفنا.

نايف العميم .

[/CENTER][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com