فضيلة الدكتور نايف دخيل (أصحاب المواقع والتغريدات والقنوات) في كل فتنة يظهرون


فضيلة الدكتور نايف دخيل (أصحاب المواقع والتغريدات والقنوات) في كل فتنة يظهرون



أوصى عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية فضيلة الدكتور نايف دخيل المسلمين بتقوى الله عزَّ وجل.

وقال خطبة ألقاها هذا اليوم الجمعة في جامع الربيش؛ إن اجتماع الكلمة ورأب الصدع ورص الصفوف مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية ، فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب ، وللاجتماع ثمار عظيمة تكلم عنها علماء السنة ، ورأيناها نحن عيانا في هذه الأيام ، التي ماجت بالفتن ، وظهرت الأعناق والدعوات من قبل دعاة الشرور والتفرق ، فاجتمع أهل هذه البلد على كلمة واحدة ووقفوا صفا واحدامما جنبهم كثيرا من الشرور والمحن ، وأورثهم الطمأنينة والأمن في النفوس والأموال ، انه الأمن الذي يحس بهالإنسان ويشعر به داخل نفسه .

وأضاف فضيلته:إن اجتماع الكلمة من اهم آثاره طمأنينة النفوس ، والأمن على الأعراض والأموال ، كما أن اجتماع الكلمة من آثاره المضي قدما في التطور والرقي عكس ما يؤدي إليه الاختلاف ، فهو يؤدي إلى الرجعية والتقهقر ،إن اجتماع الكلمة يورث الألفة بين الناس بعضهم إلى بعض وبين الناس وأئمتهم (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم).

وذكر، إن اجتماع الكلمة مفتاح للمناصحة الصادقة التي يراد منها الرقي بهذه البلاد وأهلها ، فالمناصحة للأئمة والمناصحة لعامة المسلمين هي مقصد شرعي تؤتي ثمارا طيبة إذا سلك فيها الطريق الشرعي الصحيح بعيدا عن الإثارة والفوضى.

ان اجتماع الكلمة في زمن المحن نوع من الامتحان للمجتمع فيظهر من خلالها المعادن الطيبة التي تريد الخير للناس وتحرص على حقن دمائهم وأموالهم ، وتظهر من خلالها المعادن الخبيثة التي ترى التشرذم والاختلاف مظهر صحياً ينبغي السعي اليه بكل قوة لنظهر بمظهر المدنية والتطور.

وأفاد فضيلته؛ عباد الله نحن أمة شرعنا ودستورنا هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نلجأ إليهما في كل زمن خاصة في زمن الفتن والمحن ولا شك في ان فيها المخلص والمنجى عند التمسك بهما ، وليس احتكامنا إلى ما يشاهد في القنوات وما يقوله اصحاب المواقع في الانترنت واصحاب التغريدات ، إنهم ينعقون في كل فتنة ويظهرون في كل حدث ويعلنون آرائهم التي تودي بحياة أمة من البشر من دون أي روية وإمعان نظر ، وتكون الحسرة والندامة لمن اتبعها.

وبيّن، إنهم هم المحللون لزمن الفتن الذين ينظرون بنظر ثاقب لعواقب الأمور ، هم الذين يعصم الله بهم من الفتن يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وفي الحديث : ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة )) رواه الإمام احمد في المسند وحسنه الألباني .

وفي الأثر: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)) .

وروى أبو نعيم في الحلية عن كميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبّانة، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: ( يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، ، مات خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة؛ لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، أولئك خلفاء الله في بلاده، ودعاته إلى دينه) .

عباد الله :
لنحرص كل الحرص على تزكية ما نحن فيه من خير وألفة وتلاحم ، وذلك بشكر الله تعالى أن جنبنا الشرور والفتن ، وبالبعد عن المعاصي والآثام ماظهر منها وما بطن ، وان نصلح أحوالنا وأحوالأسرناوأبنائنا ، وان نتمسك بدين الله تعالى ففيه المنجى من كل شر ، فظهور الفساد والشر، منوط بكثرة المعاصي والآثام . فلنصلح أحوالنا وليكن سبيلنا في التغيير هو أن نغير ما بأنفسنا من معاصي أولاً، وما يدور حولنا في بيوتنا ، ثم بمراعاة الأمانة فيما يكون تحت أيدينا من مسؤوليات وأعمال للمسلمين ، وبذلك يصلح مجتمعنا ، ومن كان له رأى في مظهر مشين في مجتمعه وبلده فليطرق السبل الشرعية وليؤدي المناصحة على الوجه الذي هداه الشرع اليه ، فالإصلاح مطلوب والنصيحة واجبة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . لكن لننتبه من كثير من الدعوات المفرقة لجمع المسلمين والتي تبغي صرفهم عن اجتماعهم وطاعة ولاة امورهم ، إنكثيرا ممن يريد إشعال الفتنة يقصد من ذلك تحقيق أهدافه الحزبية ولكن على اكتافنا نحن ، يحقق أهدافه ويرويها بدمائنا ودماء ابنائنا ، ثم بعد ذلك يعلن انتصاره .

لنكن على حذر ولو كان الدعي ممن يظهر الصلاح والخير ، وهذا اكثر ما يغرر الناس .
فيا عباد الله لا انفع للناس من اجتماع كلمتهم على ولاتهم وعلمائهم ، ولا أضر عليهم من تفرقهم فلا يأتي القتل والسلب وانتهاك الحرمات الا من التفرق لأنه يؤدي الى ضعف السيطرة على الامور ومن ثم يؤدي الى الانفلات ، ولن نستعيد الامة عافيتها الا بعد انهار من الدم ، وأكوام من الجثث .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com