خسائر تاريخية لشركة “كيان السعودية” وسط خيبة أمل جديدة تصيب المساهمين


خسائر تاريخية لشركة “كيان السعودية” وسط خيبة أمل جديدة تصيب المساهمين



قادت نتائج شركة «كيان السعودية للبتروكيماويات»، للربع الأول من العام الحالي، إلى تحقيق خيبة أمل جديدة لدى نفوس مساهميها على وجه التحديد، إضافة إلى خيبة أمل جديدة تصيب نفوس مساهمي شركات قطاع البتروكيماويات في سوق الأسهم السعودية بوجه عام، يأتي ذلك في الوقت الذي ما زال فيه المستثمرون في هذا القطاع يترقبون نتائج شركتي «سابك» و«التصنيع».

وجاءت نتائج شركة «كيان السعودية للبتروكيماويات»، أمس، بمثابة الصدمة الكبرى التي واجهت نفوس مستثمريها، إضافة إلى نفوس مستثمري شركة «سابك» التي تمتلك ما نسبته 35 في المائة من أسهم شركة «كيان»، حيث كانت توقعات هؤلاء المستثمرين حول نتائج «كيان» في ربعها الأول من العام الحالي تصب في منحى التفاؤل الإيجابي، إلا أن الشركة عكست هذه التوقعات عندما أعلنت خسائر تاريخية فادحة.

وبلغ صافي خسارة شركة «كيان» خلال الربع الأول 154.87 مليون ريال (41.2 مليون دولار)، مقابل صافي خسارة بلغ مقدار 71.12 مليون ريال (18.9 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 117.8 في المائة، ومقابل صافي خسارة 194.45 مليون ريال (51.8 مليون دولار) للربع السابق، وذلك بانخفاض قدره 20.4 في المائة. وأرجعت شركة «كيان»، في بيان نشر على موقع «تداول»، أمس، سبب ارتفاع الخسارة خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، إلى ارتفاع تكلفة المبيعات نتيجة انخفاض الكميات المنتجة والمباعة لتوقف بعض وحدات الإنتاج للصيانة الدورية المجدولة، إضافة لارتفاع مصاريف البيع والإدارية والعمومية ومخصص الزكاة. ومن المتوقع أن تعلن شركة «سابك» نتائجها المالية للربع الأول من العام الحالي يوم السبت المقبل، يأتي ذلك وسط ترقب كبير يسيطر على نفوس المستثمرين في قطاع البتروكيماويات السعودي، خصوصا أن سهم الشركة كان قد تكبد خسائر كبيرة خلال تداولاته يوم أمس بلغ حجمها 4 في المائة، نتيجة للنتائج المخيبة للآمال التي أعلنت عنها شركة «كيان».

وفي ظل هذه التطورات على مستوى إعلانات شركات قطاع البتروكيماويات السعودي، أكد مستثمرون في قطاع الصناعات البتروكيماوية أن النتائج المعلنة من قبل قطاع البتروكيماويات السعودي حتى الآن ليست مشجعة لضخ مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، مشيرين إلى أن النتائج الإيجابية التي أظهرتها بعض البنوك المدرجة في سوق الأسهم السعودي قد تكون أداة جذب لرؤوس الأموال الجديدة. وقال خالد السلطان، وهو مستثمر في سوق الأسهم السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «استثماراتي في قطاع البتروكيماويات السعودي تحكمها النتائج المالية للقائد الأول في هذا القطاع، وهي شركة (سابك).. أعتقد أنني سأكون أمام خيارات استثمارية أخرى خلال العام الحالي».

وأوضح السلطان أن ربحية شركات البتروكيماويات المعلنة ما زالت دون الطموح، مضيفا «ما عصف بتعاملات قطاع شركات البتروكيماويات، أمس، وقاده للانخفاض بنسبة 1.68 في المائة، هو النتائج المخيبة للآمال التي أعلنتها شركة «كيان»، وهو الأمر الذي أثر سلبا على سهم شركة «سابك» التي تمتلك ما نسبته 35 في المائة من أسهم «كيان».

من جهته، أوضح عايض العتيق، وهو موظف حكومي يستثمر أمواله في سوق الأسهم السعودية؛ أن النتائج الإيجابية المعلنة من قبل بعض أسهم القطاع البنكي قد تجعله محط اهتمام السيولة الاستثمارية الجديدة. وقال: «قطاع البتروكيماويات لم يعد مشجعا للاستثمار خلال الآونة الأخيرة».

وفي السياق ذاته، وصف فهد المشاري الخبير الاقتصادي والمالي، نتائج شركة «كيان السعودية للبتروكيماويات» بـ«المخيبة للآمال»، وقال: «على إدارة الشركة أن تعمل على تصحيح أوضاع الشركة خلال الفترة المقبلة، المساهمون لا يمكنهم تقبل مزيد من الخسائر»، موضحا أن النتائج السلبية التي تعلنها الشركة من ربع لآخر قادت سهمها للانخفاض إلى مستويات 11.55 ريال (3 دولارات).

يشار إلى أن أحداث الربيع العربي التي تمر بها بعض دول المنطقة، قادت شركات سعودية متخصصة في إنتاج البتروكيماويات إلى البحث عن أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة.

في حين، أكد الدكتور مؤيد القرطاس نائب رئيس مجلس إدارة شركة «التصنيع» الوطنية لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن صادرات الشركة البتروكيماوية تسير وفق معدلاتها الطبيعية، نافيا أن يكون هناك أي أثر سلبي على حركة الصادرات الحالية بما يحدث من أزمة انسحاب شركات عالمية من الموانئ السعودية.

وأشار الدكتور القرطاس إلى أن أسعار البتروكيماويات في الأسواق العالمية ما زالت تمر بمرحلة من عدم الاستقرار. وقال القرطاس: «تقلبات أسعار منتجات البتروكيماويات تختلف من منتج لآخر، كما يختلف هامش الربح بين هذه المنتجات باختلاف تكلفة التصنيع الأساسية، التي تتصدرها تكلفة اللقيم، الذي تتذبذب أسعاره بشكل كبير جدا».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com