قيادة المرأة السعودية للسيارة بين الاتهام والبراءة


قيادة المرأة السعودية للسيارة بين الاتهام والبراءة



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

بعد أن برزت للسطح مرة أخرى مسالة قيادة المرأة السعودية السيارة , من خلال تقدم بعض من عضوات مجلس الشورى الدكتورة/ هيا المنيع والدكتورة/ لطيفة الشعلان والدكتورة/ منى آل مشيط بتوصية بعد الاطلاع على التقرير السنوي لوزارة النقل في جلسة المجلس مطالبات بتمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة وفق الضوابط الشرعية والأنظمة المرورية نتيجة ما تعانيه المرأة على أكثر من صعيد وفي مواقف مختلفة , وجدت ان الوقت مناسبا والرؤية النقاشية الهادئة متاحة حتى يكون العقل هو الراجح في الوزن المعياري للأمور الهامة وماطرح ومنها :

أولا : ما ورد من مؤشرات واراء وفتاوى يستندن عليها المتقدمات في طلب السماح هي :

1- من الناحية الشرعية (وهو الدستور الشرعي للبلاد) كما ورد في تصريح معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جريدة الاقتصادية , حيث وردت أربعة أمور هامة كلها تلمح بطريقة غير مباشرة لعدم التدخل في قيادة المرأة للسيارة وهي :
أ _ قول معاليه في التصريح (أن حضر قيادة المرأة للسيارة لا يفرضه أي نص شرعي )
ب – أن الهيئة لم تطارد أو توقف أي إمرأة بسبب قيادة سيارة منذ أن تولى رئاستها .
ج – اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأعضاء الذين يتجاوزون سلطاتهم .
د _ لا يسمح لأعضاء الهيئة بتفسير القانون “” على هواهم “”

2- من الناحية النظامية لم يرد مستند رسمي أو نص نظامي في أنظمة الإدارة العامة للمرور الصادرة بالمرسوم الملكي الكريم رقم 85 بتاريخ 28/10/1428هـ خاصة في المادة (36) التي تحدد (تسعة ) اشتراطات للحصول على رخصة القيادة وليس من بينها ما يحدد جنس طالب الرخصة (ذكر أو أنثى) .
3- ورد في المادة (48) من نظام الحكم في المملكة العربية السعودية يؤكد مبدأ المساواة بين الأفراد دون تمييز بين جنس وأخر وكذلك ورد في المادة (6) منه حماية الحقوق الإنسانية في المطلق بين المرأة والرجل .

4- اجاز بعض من العلماء والمشائخ بقيادة المرأة للسيارة كونها (وسيلة نقل كما في الماضي) ومنهم الشيخ الألباني والشيخ الدكتور عايض القرني والدكتور/ محسن العواجي من خلال تسجيلات واردة في (you tube) يمكن أي شخص يطلع عليها .

5- قرأت قبل فترة قريبة مقالة جيدة في صحيفة الجزيرة عن قيادة المرأة للسيارة من إعداد معالي نائب وزير العمل سابقاً الدكتور/عبدالواحد بن خالد الحميد تستحق التوقف , قال :

“” ففي كل مؤتمر عالمي أو ندوة أو مناقشة ذات علاقة بشئون المرأة يُثار هذا الملف، باعتبار أن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يميز ضد المرأة في هذا الشأن! وكلما أثير هذا الموضوع تعالت التعليقات المتهكمة على المجتمع السعودي حتى أصبحنا موضع سخرية حتى من المجتمعات المتخلفة التي تنتشر فيها الأمية وكل المظاهر الأخرى للتخلف أصبحنا، في هذه المؤتمرات والمنتديات، محاصرين بالانتقادات من الجميع، وصار همنا هو تلفيق الأعذار للدفاع عن وضع مخجل لا يمكن الدفاع عنه.. لقد حشرنا أنفسنا في ركن وأمامنا كل العالم في الركن الآخر! نرفع أصبع الاتهام لكل مجتمعات الدنيا ونقول لهذه المجتمعات: كلكم «غلط» ونحن «الصح» الوحيد! وعندما يفحموننا بالحجج ننكس رؤوسنا ونقول: ولكن مجتمعنا «غير»! مجتمعنا لم يصل إلى ما وصلته المجتمعات الأخرى في العالم من الوعي، ولو سمحنا لنسائنا في القيادة فسوف تنطلق «الوحوش الذكورية» إلى الشوارع وتفتك بهن! مع ملاحظة أن هذه «الوحوش الذكورية» هي الوحيدة في العالم التي تتلقى كماً هائلاً من التعليم الديني منذ صفوف رياض الأطفال حتى الشهادة الجامعية دون أن يرتقي ذلك بسلوكها لكي يكون بمستوى سلوك الناس في بقية المجتمعات التي تسكن في جميع قارات هذا الكوكب!

أليس هذا مخجلاً!؟.. أليس مخجلاً أن يصل بنا سوء الظن إلى هذا الحد من اتهام مجتمعنا، وخصوصاً النساء، بالقصور لدرجة أن مجرد قيادة المرأة للسيارة ستفعل كل هذه الأفاعيل بمجتمعنا الذي ندعي أنه محصن بسياج ديني لا يوجد في أي مجتمع آخر!… (انتهى الحديث).
حقيقة حديث يجب التوقف عنده خاصة من رجل صهرته التجربة الإدارية حتى اصبح خبيرا لا يشق له غبار في مختلف الجوانب الإعلامية والقيادية والتنظيمية , والى نقطة لم ينتبه لها الأخرون (وكشفها معاليه) وهي كيفية اتهام الجنسين من المنظرين أصحاب الرؤية التي (تحرم وتجرم هذه القيادة ) وكلاهما (الذكر والأنثى) ثقافتهم ومناهجهم الدراسية منذ الروضة وحتى الجامعة ثقافية دينية مكثفة وتوعية اسلامية في مختلف الوسائل المتاحة (سياج ديني) هذا التناقض امام العالم يضعنا على المحك الحقيقي للتشكيك بأخلاقياتنا وقيمنا في حين الأخرين في العالم (الدول العربية والإسلامية) وهم اقل ثقافة وتعمقاً لا يوصفون بهذه الأوصاف (الوحوش الذكرية).

ثانياَ _ ما يخص المعاناة التي تعاني منها المرأة حقيقة هي تعاني أمور كثيرة لا يلمسها إلا الشخص القريب من المشكلة وقد لمست شخصياً الكثير من هذه الأمور المعاناة وبالذات في المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية والتمدد العمراني ومن هذه المعاناة :

1- عدم كفاية السائق الواحد للأسرة التي تتكون افرادها أكثر من أربعة افراد خاصة النساء العاملات والطالبات في المراحل التعليمية والطلاب لمن هم دون السن القانوني للقيادة (18) سنه أي ان الطالب في نهاية المرحلة الثانوية يستطيع قيادة السيارة (بتأمين قيادة إضافي ) لان شركات التأمين لا تقبل هذا السن بالتأمين العادي .

2- العاملات في المجال الطبي (الطبيبات) هذه مصيبة أخرى نظراً لان دوامها ما بين غرف عمليات وعيادات وطوارئ تجعل السائق تحت الطلب في أي وقت مما يشل حركة الأخرين المشتركين معه في التنقل والاوقات المختلفة . وشخصياً عانيت من هذه المشكلة التي ارى أنها في كفه والأمور الأخرى في كفة أخرى وكما قلت لا يدركها إلا من يتعامل معها .

3- لي صديق من منطقة الحدود الشمالية (عرعر) استقر به المقام في الرياض ولديه (خمسة بنات + والدتهم ) ولا يوجد لديهم رجل سوى والدهم اربعة منهم مع امهم يعملون في مواقع مختلفة بالرياض والأخرى طالبة في جامعة الاميرة نورة (شمال الرياض) بعد انتقال الجامعة الى مقرها الجديد (شمال الرياض بجانب مطار الملك خالد ) وهو يسكن في بيت ملك في جنوب الرياض يعني المسافة تقارب (45) كم , كيف يستطيع مثل هذا ترتيب وضعه الأسري حاليا لدية سائقين (على كفالته) ومستأجر سائق وأبلغني قبل فترة (بهروب واحد) في ظل الاوضاع الحالية للعمالة ومن حسن حظه أنه دخل مرحلة التقاعد على أساس يكمل عقد التوصيل ومع ذلك يعاني أشد المعاناة بأمور مختلفة منها عدم التزام السائق المستأجر في الحضور بالوقت المناسب في بعض الاحيان وتأخير أبنته لوحدها في الكلية أو المستشفى العسكري للأخرى لذلك لم يدرك أحد هذه المشكلة إلا من يكون قريب منها وهذه التي تطرقن لها عضوات مجلس الشورى .

ثالثا : يدرك الجميع أن من بناتنا في الخارج ما يقارب (45) الف طالبة مبتعثه في برنامج خادم الحرمين الشريفين أو غيره في العديد من دول العالم ما يقارب 99% يقدن سيارتهن بأنفسهن وقد تمضي بالخارج ما يقارب ما بين (4_ 6) سنوات معتمدة على نفسها في كل شيء توصل اولادها للروضة والمدرسة وتقضي حاجتها من السوبرماركت والمستشفى وتذهب لجامعتها لتعود الى أرض الكون تحمل الشهادة العلمية التي حرصت وبذلت جهدها ولكنها تصطدم بالعودة الى من حيث بدأت بالبحث عن وسيلة توصيل لعملها وارتباطها الأسري مع غيرها في التوصيل والعودة .

رغم أن هناك من السعوديات من تفضل السائق على القيادة لان السائق يوصلها أمام الباب في العمل والمجمعات التجارية والزيارات العائلية وتتركه يصارع البحث عن موقف له بعيد او قريب في شمس أو برودة مطر أو غبار ومتى كانت جاهزة اتصلت ووقف امام الباب وركبت كما نزلت بدون عناء وتوتر وشقاء .

أعود واقول ان الطلب والمطالية هو وفق قنوات نظامية شرعيه تتطلبها الضرورة الحتمية لان مطلب القيادة للترفيه في ظل هذه الامور التي ذكرتها هي من شبه المستحيل ولكنه للضرورة بل والقصوى منها أيضاً ورغم أن الشرع لم يرد نص فان الضرورة أيضا تتطلب إيجاد الوسيلة المناسبة التي تحقق الهدف من أصحاب الرؤية الصادقة والرأي الراجح وفق الإطار الشرعي .

وفقنا الله لكل خير والله الهادي الى سواء السبيل.

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com