طفلة .. أنا جامد .. هو حية أنا!


طفلة .. أنا جامد .. هو حية أنا!



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]طفلة أنا ، قدري أن أتزوج الذي يشبه جدي هيكلا وعمرا واتكأ على العصا ، ربيع لا يلتقي مع الشتاء ، جامد هو ، حية أنا ، لي حلم في أن أنام في عالي الرفوف ، وأمشي فوق سجادة ، وأحلم بالسحابة والغيمة الماطرة ، وشدو البلابل ، وأدخل في طقوس المرايا ، أهيئ متكئ ، لأمد جسور مخيلتي النافرة ، لأدلي بدلوي في بئرها.

وحين تلوح على البعد نار ، أقود إليها أقدامي الحافية ، أحث الخطى ، أعلل نفسي ، قد أجد على النار هدى ، لكن وجه الرمل صار حلمي ، وشمسي أناخت ناقتها ، وما استراحت ، والأحلام توائم كل حلم يشبه أخته الراحلة ، حفنة قش أنا نثرتها الرياح حين هبت ، والذي يشبه جدي مثل خفاش تدلى من بقايا سقف ، مثل جحر للأفاعي ، وثقوب عقرب ، وشروخ في المرايا ، وتهادي ضب.

أتساءل ما الذي باعني له ؟ وأنا البدر وبهاء الفجر والمهرة الصاهلة؟ ها هو الحزن يضرم غلالي ، فيصعد الدم نحو رأسي ، أحاول خلع ثوب التردد ، ألقي بنفسي نحو نفسي ، أدس يراعي في بؤر جسدي ، أدفن رأسي بين ركبتي ، وأشهق فزعة ، والذي يشبه جدي هناك في الزاوية ، يخضب لحيته بهدوء وما همه مخيلتي الراحبة ، أولج رأسي في المخادع ، أجس خشب السرير ، تداهم مخيلتي ، شكل الوردة والفاكهة ، وموسم العشب ، وخيوط المطر ، والأشجار الوارفة ، وأشم عطر الزعفران ، والبخور ، والصندل ، وأتوسد خد الياسمين.

أتخيل الوالجين حقول الصباح ، الحارثين بساتين القمح القاطفين للتوت وللعنب ، وأرهف سمعي لأجراس القراط ، رنين الخلاخل ، ، أتجول في الأروقة ، أتلصص من كل باب موارب ، في روحي أمكنة للمسامير والسهام ، ودكات للدروع والأغمدة ، أوسائل نفسي ترى إلى أي مدى أندب حظي ؟ سارية على رمل بليل بلا قمر ؟ في جسدي برد ولا عندي موقد ؟ وكيف صرت للذي يشبه جدي مجرد غزاله ضمها إلى قطيعه ؟ عيناه وجع ، وعمامته شهباء حطت على رأسه وارتخت ، خداه عظمان بارزان ، وشعر وجه أبيض كثيف مهلهل ، وروحه مكلسة ، وفسحته ضيقة ، وصوته محتبس كأن عربيد التف حول رقبته ، فاغر فاه غير مصدق بأن الغزالة أمام عيناه واقفة.

أنا الآن أرتدي ثياب التراب ، التي خاطها من باعني له من قماش العواصف ، وطرزها بالصفار ، وتشقق الزنار عن الزنار ، زحفت لروحي جيوش الرمال ، ظمآنة أنا ، فلم يعد للمياه عندي وجود ، خيمة أنا بلا رواق ، وسقف بلا عمود ، التحف عباءة الليل ، وأتسربل سواده ، ما صرت أبصر الشمس ، ولم تعد الأشياء تبرق عندي وترعد ، لأن المخيلة عندي لم تعد هي المخيلة ، ولا الخيال خيال.

رمضان جريدي العنزي
[email]ramadanalanezi@hotmail.com[/email]
ramadanjready@ تويتر

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com