مستشفيات منطقة الحدود الشمالية .. “جسد بلا روح”


مستشفيات منطقة الحدود الشمالية .. “جسد بلا روح”



“جسد بلا روح”.. هو حال مستشفيات منطقة الحدود الشمالية التي تشهد نقصا في الكوادر الطبية والفنية، بالإضافة إلى تدني الخدمات الصحية التي تقدمها، حيث أصبح قطع مئات الكيلومترات هو ديدن أهل المنطقة للبحث عن الخدمة الطبية المتقدمة في المستشفيات الداخلية أو بالدول المجاورة.

ويصف لـ«عكاظ» عدد من المواطنين الخدمة الطبية في هذه المستشفيات بأنها دون المستوى المطلوب وتكاد تكون شكلية كتوفر المستشفى دون كوادر، وطالبوا بتدخل الجهات ذات العلاقة لإنقاذ مستشفيات وزارة الصحة في الشمال والتي وصفوها (بالمتردية)، حيث أوضح صالح خلف أن الوضع يتطلب إعادة دراسة احتياجات مستشفيات المنطقة.

وشاطره الرأي ناصر عشوي، لافتا إلى أن المشاكل الصحية وصلت إلى درجة افتقاد فني السجلات والوبائيات أو الإحصاء وهي من الأقسام الأهم في الجودة.
وأشار عبدالله العنزي إلى غياب الكوادر في المستشفيات، حيث إنها أقل من الحد الأدنى المقرر في مراسيم التعيين، وتحت خط المعايير التي تضعها وزارة الصحة، لافتا إلى أن المستشفيات ذات المائة سرير يتوجب أن يتوفر فيها على الأقل –حسب المعايير– 170 فني تمريض، بينما لا يتواجد على أرض الواقع سوى 90 ممرضا وممرضة، مؤكدا أن أحد مستشفيات المنطقة لا يوجد فيه سوى ممرض واحد مقابل 90 ممرضة، بالإضافة إلى أن مستشفيات 50 سرير مثلا –حسب المعايير– يجب أن يتوفر فيها 86 فني تمريض بينما ملاكاتها الوظيفية 48 فني تمريض فقط، ما يسبب ضغطا على العاملين وعدم تقديم الخدمات الصحية المأمولة.
وأشار أحمد العنزي إلى أن انحسار أسرة قسم الولادة بمستشفى عرعر المركزي أدى إلى دخول حوامل عرعر في تنافس غير معلن، فتضطر سيدات عرعر للقدوم للمسشتفى قبل مداهمة آلام المخاض نظرا لأن الأسرة في أقسام الولادة بالمستشفى لا تستوعب الحوامل.

وأشارت مصادر إلى أن إحدى الحوامل اضطرت إلى الانتظار أكثر من ساعتين للدخول لقسم الولادة، وبعد خروجها من القسم انتظرت 4 ساعات في قاعات الانتظار رغم سوء وضعها الصحي الذي كان يتطلب تنويما فوريا لتخفيف آلام الولادة ومتابعة حالتها.

ويرى سعود مونس أن معاناة المريضات في مستشفى عرعر المركزي تتمثل في نقص الكادر الصحي، ما ينعكس سلبا على الخدمات الطبية المقدمة، وأبان أن غالبية من يمارسن عمل القابلات لسن من ذوات التخصص وإنما تخصصهن تمريض عام، مشيرا إلى أن العديد من حالات الولادة الحرجة التي يتم رفض استقبالها في مستشفى عرعر المركزي وتوجيهها إلى مستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد لا يتم تحويلها بسيارة إسعاف، حيث يطلب من مرافقها أن يتولى مهمة إيصالها دون عناية طبية رغم خطورة وضعها.

وبين عبدالله الحبلاني أن مبنى النساء والولادة في مستشفى عرعر المركزي يحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة، وطالب أخيرا برفع مستوى النظافة في المستشفى.

تنافس الحوامل:

انحسار أسرة قسم الولادة بمستشفى عرعر المركزي أدى إلى دخول الحوامل في تنافس غير معلن، حيث تضطر بعض السيدات للقدوم إلى المستشفى قبل مداهمة آلام المخاض بوقت غير قليل، نظرا لأن الأسرة في أقسام الولادة بالمستشفى لا تستوعب الحوامل، فيما ينتظر غيرهن أكثر من ساعتين للدخول دون النظر لخطورة حالاتهن.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com