الصدور الشمالية


الصدور الشمالية



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

كان الشمالي – ولا يزال إن شاء الله – مضرب المثل في رحابة صدره وحسن خلقه ، وربما كان للصحراء الواسعة, والأودية الفسيحة التي تجول بها الإنسان الشمالي تأثير في رحابة صدره ، خاصة عندما كانت أودية الشمال تزينها الأشجار النادرة كالروثة والشيح والقيصوم ..

ومع زحمة الحياة وكثرة منغصاتها ، وتتابع ضغوطها النفسية ألحظ – وربما أكون متوهماً – أننا بدأنا نفقد في مجتمعنا الشمالي كثيرا من رحابة صدورنا،وطيب خواطرنا ، ولا أدري بالضبط هل الصدور الشمالية بالفعل قد تغيرت ؟!

لكن الذي أنا متأكد منه أن الغالبية ممن نلقاهم يتذكرون أياماً جميلة صافية عاشوها فترة من الزمن يتمنون رجوعها !!
في الوقت الذي نلحظ فيه توتر على مستوى الأفراد و المؤسسات ، وساءت العلاقة بين الأفراد والمؤسسات .

[CENTER] **************[/CENTER]

لم يعد أحد يحتمل تقصير صاحبه فضلا عن خطئه ، وربما تحين الفرص لينهال عليه بأبشع الشتائم, وأقسى العبارات ، فتغير للمتأمل الحال ، وتبدلت للمتابع الأوضاع، فأعز الأصدقاء صارت بينهم أوسع الفجوات، والبيوت المتماسكة تصدعت ، والزوجان المثاليان وصل الصراخ بينهما إلى مسمع الجيران ، وارتفعت حدة النقد ، وتجاوز النقد تصرفات الأشخاص وسلوكياتهم إلى نقد ذواتهم ، واتهام نياتهم التي اختص الله تعالى بالاطلاع عليها، والفضلاء الأنقياء نالتهم اتهامات السفهاء ، وتفرغ أقوام للنيل من آخرين والتقليل من شأنهم وقدراتهم ، بل ومتابعة تحركاتهم, وربما وصل الحال والفضول إلى البحث والتقصي عن أرزاقهم ومصادر دخلهم ومحاولة التشكيك فيها عافانا الله وإياكم ..

[CENTER] **************[/CENTER]

لا تستغرب حين تدعو بعض زملائك لمناسبة ما أن يطلب منك قائمة بأسماء الحضور ، لأن صدر صاحبك لم يعد يتسع إلا لثلاثة أو أربعة ، والبقية له تحفظ شديد عليهم ، وربما يتعذر بعض الأصحاب حين تحتقن نفوسهم ببيت للشاعر المشهور خلف المشعان الذي يقول فيه :
[CENTER]يقولون العرب صدر الشمالي ما يضيق بساع…
وأنا أقول الصدور اليوم ما عادت شمالية !![/CENTER]

[U]أيها الشماليون الفضلاء[/U]:
الصبر خلق الأنبياء ، وحسن الظن بالخلق سلوك الأتقياء ، والتماس الأعذار مسلك تربوي ، والأرزاق بيد الرحمن جل شأنه يوزعها كيف يشاء يقول سبحانه ( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ) ويقول تعالى في آية أخرى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ), وربنا جل وعلا يحثنا على أن نحسن العبارة ونحذر من كيد الشيطان ، يقول سبحانه ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبيناً) ويقول عز من قائل ( وقولوا للناس حسنا )
ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ).

فأين من يتحرى القول الحسن ؟!
وأين من يسلم المسلمون جميعهم من يده فضلا عن لسانه ؟!
اللهم أصلح نياتنا وأخلاقنا وأعمالنا ..
واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

سليمان بن صفوق العنزي
جامعة الحدود الشمالية

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com