الجامعة ونظرية الببغاء


الجامعة ونظرية الببغاء



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]
منذ 1395 هـ الموافق 1975 م أنشئت وزارة التعليم العالي وحصيلتها حتى الآن 25 جامعة موزعة في مناطق البلاد ويوجد في تلك الجامعات تقريباً جميع التخصصات العلمية بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث منذ أكثر من 8 سنوات وحصيلته ابتعاث أكثر من 60 ألف طالب وطالبة في التخصصات العلمية ابتداءً من البكالوريوس وإنتهاء بالدكتوراه وفي أرقى جامعات العالم مقروناً بإنفاق الدولة بكرم وسخاء سواءً على الجامعات أو على المبتعثين.

وقد خصصت الدولة -أعزها الله- مايقارب ثلث ميزانيتها للتعليم إلا أن النتائج متواضعة جداً ولا ترتقي لطموح الأمة وتطلعاتها ولحد الآن عاجزين عن استخراج خيرات أرضنا المباركة بأيدي وطنية وهي التي تعج بجميع أنواع المواد الأولية اللازمة للتصنيع ولم يُستغل منها إلا ماندر وبأيدي أجنبية ولم تستطع جامعاتنا الحد من سد حاجات السوق التكنولوجية والتصنيعية.

هذا الأمر يدل على فقر جامعاتنا ومخرجاتها التعليمية فهي عاجزة عن إعداد جيل متسلح بالعلم والمعرفة فالتعليم عندنا يواجه مشكلة كبرى ولا بد من إعادة تقييمه برمتّه ، لقد أصبح هم جامعاتنا التخريج بالكم وليس بالكيف وأستثني جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالدمام فهي أفضل السيئين.

ولعل الأخوة القراء يذكرون مزحة جامعة الملك سعود بشأن سيارة غزال قبل عدة أعوام وإدعاء الجامعة أنها بأيدي وطنية مائة بالمائة ابتداءً من خاماتها الأولية وتصنيعها وتصميمها ، ليتضح لنا بعد ذلك بأنها تجميع كوري هندي بأيادي بنغالية ، أما الميزانية التي رُصدت لسيارة غزال فهي مذهلة.

أما جامعتنا العزيزة بالحدود الشمالية فهي تدعّي بأنها تملك أفضل الكوادر التعليمية ، ولكن يبدو أن حاجة الجامعة لهم حولتهم إلى إداريين وكلفت المتميزين منهم بالأعمال الإدارية بدلاً من التعليم وأي متابع للجامعة لم يلاحظ نشاط لها سواء كان في خدمة المجتمع أو البحوث مثل بحوث الأمراض المستوطنة في المنطقة وأسباب التصحر وكيفية حماية البيئة وهذا يدل على عكس ماتدعيه والظاهر أن التعليم فيها يعتمد على نظرية تعليم الببغاء.

غفر الله لوزير التعليم السابق الرشيد لأنه سبق وقال : تعليمنا ببغائي ، أما في المجال الاقتصادي فلا ننكر دور الجامعة وخاصة تشغيل المشغلين للخطوط السعودية وحجز أغلب المقاعد لصالح الجامعة مما أثّر على المواطن وأصبح يجد صعوبة في الحجوزات.

إننا نحسد الأمم الفقيرة مثل كوريا وغيرها والتي نهضت بفضل الله ثم جامعاتها وأبنائها المخلصين لبلادهم وحولوها إلى محج للصناعة والاقتصاد ابتداء من صنع رقائق وشرائح الأجهزة الدقيقة إلى الصناعات الثقيلة واستخراج مافي الأرض من خيرات رغم فقرها عندهم ، ولو حسبنا عمر كوريا الصناعي فهو لا يتجاوز 40 عاماً بينما نحن عاجزين عن صنع رقائق البطاطس.

وقفة:
يعيب علي كثيراً من القراء لغتي القريبة من العامية وهذا صحيح لأنني اطمع في وصولها إلى كافة شرائح القُراء على مختلف مداركهم أما التكلف باللغة فإنني أراه صنعة لها أهلها.

إضاءة :
عندما تنحني قامات القائمين على الإعلام للمتنفذين متخلين عن أهدافهم السامية في خدمة المجتمع فأعرف أن الوطن ليس بخير.

عمير بن سالم

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com