الموروث الشعبي يعزز الواسطة!


الموروث الشعبي يعزز الواسطة!



[B][SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]الموروث الشعبي هو تكثيف لتجربة من سبقونا في حياتهم ونشاطهم وصورة تعكس أبعاد وعيهم الثقافي ..
وعلى الرغم من التشكي الاجتماعي من تبعات “الواسطة” وسحقها لمفهوم تساوي الفرص إلا أن الغريب أن يدعم الموروث الشعبي والسلوك الاجتماعي طلب الشفعاء لقضاء الحاجات الشخصية للفرد، وأن نحتفظ بتلك الأمثال فنطبقها حتى هذه الساعة ونتصرف مع أقاربنا الذين يقبلون بتعطيل مبدأ تساوي الفرص بأن يحتلوا صدر المجلس تقديراً لخدماتهم.

ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن العدل أمام طلابنا في الجامعات والمدارس، وتهدر خطب أئمة الجوامع الداعية الى أن نقيم الإنصاف في معاملاتنا الرسمية وفي تعاملنا اليومي وتجلجل فيه أصواتنا بصرخات مدوية ضد الظلم ولا نفتأ نكيل الشتائم للواسطة التي تبخس الناس حقوقهم وتحرم الفرص مستحقيها فإننا على المستوى العملي نجد أن لحظات حياتنا اليومية سجلت فشلاً ذريعاً في التطبيق مما أوجد فجوة كبيرة بين ما ننظر له، وبين ما نفعله.

وغالباً كلما وجدنا رجلاً عادلاً رفض وساطاتنا غير المشروعة، وحال بيننا وبين أخذنا فرصة لا نستحقها، وصمته عباراتنا بأقذع الصفات، يقول أحد المواطنين “مجتمعنا يحارب الواسطة نظرياً ويؤيدها عمليا، فكلنا يردد عبارة (اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير لأحد) ونصف من لا يقدم أقاربه وأصدقاءه على غيرهم بأنه (دواء جمعة) أو (ضعيف) و(خواف) و(ما فيه خير)”.

يؤيد (أبو تركي) الرأي السابق فيقول “مثل هذا الرجل العادل يقع ضحية لمجتمعه حيث يواجه إحراجا وعتبا في كل مكان يذهب إليه، لذلك يضطر في النهاية الى تجنب من حوله وينضوي في داره ثم يصمه المجتمع بأنه (ما تعرفه إلا زوجته)!.

يرى أبو بندر أن مجتمعنا لا يكتفي بتلك العبارات التي تقتل هذا الشخص – صباح مساء – بل يتجاوز التجريح اللفظي الى جفوة التعامل التي تبلغ حد الهوان”.

ويضيف “في الوقت الذي نسمح فيه لأهل الواسطة التي – تسلب حقوق الآخرين – بتصدر مجالسنا ونقف لهم إجلالاً وإكباراً، يقبع في ركن هامشي من هذه المجالس ليتقوقع فيها ذلك (العادل النزيه) لأنه – وباختصار شديد – (رخمة) أو (معقد) أو (متشدد) أو (لا يضر ولا نفع).

ويرى الدكتور ياسر الصعيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية إن هذا التناقض بين ما ينظر له، وبين ما يطبق يحدث شرخاً كبيراً في شخصية المجتمع، وهذا يمهد الأرضية المناسبة للواسطة التي تقف وراءها العصبية بكل أشكالها المختلفة.[/FONT][/SIZE][/B]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com