انتقدت القوانين التي تعاقب غير المحجبات.. بمقال بعنوان "تحية لساركوزي".. الاعلامية السعودية البدير تشيد بساركوزي لاعتباره النقاب "مؤشر استعباد" (مرفق المقال)


انتقدت القوانين التي تعاقب غير المحجبات.. بمقال بعنوان "تحية لساركوزي".. الاعلامية السعودية البدير تشيد بساركوزي لاعتباره النقاب "مؤشر استعباد" (مرفق المقال)



إخبارية عرعر"متابعات":
أشادت الإعلامية السعودية نادين البدير بتصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي اعتبر فيها النقاب مؤشر استعباد وليس رمزا دينيا. وقالت البدير إن رجال الدين المختلفين بشأن شرعية الحجاب سيتفقون يوما على جواز خلعه مثلما إجازوا زواج المسيار والمصياف وغيرهما من العلاقات التي كانت محرمة.

وأعربت البدير في مقال بعنوان "تحية لساركوزي" عن أسفها لمقتل المهندسة المصرية مروة الشربيني على يد ألماني متطرف، وانتقدت في الوقت نفسه المتطرفين الإسلاميين على حد وصفها الذين يؤذون النساء اللائي يسرن في الشوارع العامة بملابس لا تلائمهم، كما انتقدت القوانين التي تعاقب غير المحجبات كما هو الحال في السعودية وإيران.

وتوقعت البدير بحسب افاق التي تعد وتقدم برنامج "مساواة" عبر قناة "الحرة" أن "يستمر التطرف حتى يلتهم الجميع، إن لم يقم أصحاب العلامات والرموز بوضع حد لتصرفاتهم في البلدان الأخرى وإن لم نكف عن مجاملة العلامات والرموز على حساب الأرواح والأبدان". نافية أن تكون تصريحات ساركوزي تطرفا ضد الإسلام، وقالت "إذا ما علمنا أن فرنسا تمنع أيضا بقية الرموز الدينية، كارتداء القلنسوة اليهودية أو الصليب المسيحي، يغدو الأمر ليس تطرفا ضد الإسلام".

وجاء في المقال "وإذا ما علمنا أيضا أن ذات الحجاب مختلف عليه بين شيوخ الدين ممن يؤكد وجوبه ومن يحل نزعه مثل بعض علماء الدين في مصر وسوريا، فلا يعود بوسعنا اعتبار تصريحات ساركوزي إهانة للدين الإسلامي، فقد يأتي يوم يجتمع الجمهور على جواز إزاحة الحجاب للضرورة مثلما اجتمعوا على إجازة المسيار والمصياف وغيرها من علاقات غير مشروعة كانت تعد زنا.

[COLOR=red]وفيما يلي نص المقال:[/COLOR]

تحية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. سار ورفيقة دربه أمام السياسيين العرب. أعطى الشرق درساً. رفيقته كائنة حرة لا جوهرة محفوظة. رفيقته حبيبة محترمة. تحية ثانية لساركوزي. لم يفعل أكثر من المحافظة على مبادئ ثورة الحرية. مثلما يحافظ آخرون على مبادئ العقيدة القويمة لمؤسسيها الحنابلة.

تحية لساركوزي الذي قال: "النقاب ليس رمزا دينياً..إنما مؤشر على استعباد".

متى كانت الملابس تحدد علاقتنا مع الله؟ متى؟ في أي عصر وبأي زمن؟

بالطبع من غير المعقول أن يشهد وريث شهداء الحرية، والمسؤول السياسي عن قيم علمانية فرنسا والمساواة بين الجنسين، كرامة امرأة تنتهك على أرض بلاده ويقف صامتا.

هذا رأي ساركوزي في النقاب: "البرقع ليس مشكلة دينية.. إنه مشكلة متعلقة بحرية المرأة وكرامتها. إنه ليس رمزاً دينياً، بل مؤشر على الاستعباد. البرقع غير مرحب به في فرنسا…. لا يمكننا أن نقبل في بلادنا أن تقبع النساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن الحياة الاجتماعية ومحرومات من أي هوية.. هذه ليست الفكرة التي لدينا عن كرامة المرأة."

فلتشفِ هذه الكلمات غليل كل مؤمنة.
كيف يهين كشف الرأس كرامة المرأة ؟
عينان وأنف وفم وشعر.. ما الرابط بينها والكرامة؟
ما الرابط بين الإيمان والشعر؟
بين الإسلام والخدين؟
هل تخلق خيوط الحرير حول الرأس عفة إنسان؟

تسييس الموضوع وتحويله لمادة تندد بالتصريح الفرنسي إشارة خطيرة. أزمة جديدة يتغذى عليها التطرف الذي لا تنعشه سوى الأزمات. إشارة لتخلف آخر. مئات السنوات الفاصلة. هناك يدافعون عن تعرية الدماغ. وهنا يخشون تعرية الرؤوس.

قابلت سياسيا فرنسيا في باريس وخلال محادثتنا عن أوضاعنا وأوضاعهم قال: منا من يتهم الشرق بالتأخر. وقد سبق وكنا مثلكم تماما بل أعقد. لكن مشكلتكم اليوم بالوقت.
لدينا كل الوقت. المهم أن نبدأ…

تخيلوا هذا المشهد..
شارع عربي تسير به امرأة شبه عارية.

مشهد آخر..
رجل يعبر عن حبه فيحتضن صديقته أو يقبل زوجته في مكان عام..
هذه مشاهد ممنوعة رسمياً في الشوارع العربية..

المشاهد المناقضة هي المسموحة.. يصرخ على زوجته. يجرها خلفه. مشاعر الكراهية بين الجنسين. امرأة تخفي نفسها وعيناها تنهمان الرجال نهماً..

لقد رضخ الأجانب لقوانيننا فمنعت المشاهد الأوروبية الرومانسية وسارت نساء الغرب في بعض شوارعنا تحت العباءات. علمانيون، لكن علمانيتهم لم تمنعهم من احترام قوانين الغير. ونحن نريد أن نضرب بأقدامنا عرض الأرض وطولها، دون أن ينبس أحد بكلمة.
نسير في دار الحرية بعباءة تغطي كل شيء وننتظر تصفيقهم.

تسأل المنقبة كيف تفعلين ذلك في بلد أوروبي بهذا الوقت الحساس.. فترد: هكذا أفخر بإسلامي أمام المسيحيين والكفار.. وماذا سيفعلون بفخرك سوى أن يعتبرونه وفقا لمبادئهم أمرا ينتهك حرية النساء ولا يساوي بين الجنسين إذ يفرض على المرأة دون الرجل.

ولماذا تسافر المنقبة لأرض الكفر؟ سياحة؟ استعراض؟ أموال؟ جنسية؟ ماذا بالضبط؟

قام متطرف في ألمانيا بقتل المهندسة المصرية مروة لأغراض عنصرية. خبر حزين كيف انتهى مصير تلك الشابة المتعلمة هذه النهاية الهزلية. بل خبر مؤلم.

لكن المتطرفين في منطقتنا لن يقصروا أيضاً تجاهنا حين نسير في الشوارع العامة بملابس لا تلائمهم.. وسيصوبون نحو النساء الأذى إما بفعل رسمي مؤذ كما في السعودية وإيران الذي سيصل حد العقوبة القانونية. وإما بشكل شوارعي جارح كما في مختلف الطرقات والمنازل العربية التي تبدأ من الأذى اللفظي وتتدرج لتصل حد التحرشات والاغتصاب وجرائم قتل طالت عشرات الآلاف من النساء باسم غسل العار (لأن أخته كانت ترتدي الميني جيب أو تنظر لنافذة الجيران) هل حمتنا القوانين هنا من جرائم الشرف؟ أم لأن المعتد من ذات القبيلة تغدو الجريمة مباحة شرعاً وقانوناً؟

عموماً، سيستمر التطرف وسينتشر حتى يلتهم الجميع، إن لم يقم أصحاب العلامات والرموز بوضع حد لتصرفاتهم في البلدان الأخرى وإن لم نكف عن مجاملة العلامات والرموز على حساب الأرواح والأبدان.

وإذا ما علمنا أن فرنسا تمنع أيضا بقية الرموز الدينية، كارتداء القلنسوة اليهودية أو الصليب المسيحي، يغدو الأمر ليس تطرفا ضد الإسلام..

الغرب لا يناقض نفسه ولا يدعي الحريات. الغرب يطلق العنان لكرامة النساء.. يقول عميد مسجد باريس الكبير دليل بو بكر أن تصريحات ساركوزي لا تتعارض مع العلمانية الفرنسية، القانون الفرنسي يحمي حريات ارتداء الملابس في الأماكن العامة، لكن النقاب ينتهك القانون لأنه يتعارض مع المساواة.

سيقولون أن من حرية المرأة ارتداء ما شاءت. لكن مشيئتها مجمدة بأمر فقهي. شاءه الحنابلة، المتطرفون، الشيوخ، كان رجل من قال أن على المرأة ارتداء الحجاب.. ورجل من ألبسها النقاب.

وإذا ما علمنا أيضا أن ذات الحجاب مختلف عليه بين شيوخ الدين ممن يؤكد وجوبه ومن يحل نزعه مثل بعض علماء الدين في مصر وسوريا، فلا يعود بوسعنا اعتبار تصريحات ساركوزي إهانة للدين الإسلامي، فقد يأتي يوم يجتمع الجمهور على جواز إزاحة الحجاب للضرورة مثلما اجتمعوا على إجازة المسيار والمصياف وغيرها من علاقات غير مشروعة كانت تعد زنا.

تحية لساركوزي.. ولتحيا مبادئ شعب تحترم به كرامة الإنسان قبل الرموز والعلامات والأقمشة والعباءات.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com