الإشراف التربوي وثبات التجربة


الإشراف التربوي وثبات التجربة


[ALIGN=JUSTIFY][B]تسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة للتطوير والتحسين في العملية التعليمية,
محاولة أن يكون التطوير شاملا لجميع جوانب العملية التربوية والتعليمية. والملاحظ كثرة البرامج التطويرية,
ومن ذلك استحداث التقويم المستمر, وجعله بديلا لنظام الاختبارات في المرحلة الابتدائية,
وأيضا محاولة تطوير مهارات المعلمين في بناء الاختبارات, واستحداث مراكز متخصصة للاختبارات والقياس,
ولكن مع كثرة هذه التجارب وازدحام الميدان التربوي بها إلا أن اغلبها لا يستمر حتى يؤتي أكله,
فيتم إلغاء التجربة والاستغناء عنها قبل أن تستمر فترة من الوقت يمكن بعدها الحكم على مدى نجاح التجربة وتحقيقها الأهداف المرجوة أم لا.
فمثلا قبل عدة أعوام كان المعلمين ملزمين بتطبيق الاختبار الموضوعي, وذلك لكون المسؤول عن الاختبارات في الوزارة في ذلك الوقت متبنيا لهذه الفكرة, ومع انتقاله من منصبه ألغيت الفكرة واقتلعت من جذورها!!!!!!!!!!!!.
والإشراف التربوي ناله نصيب وافر من مثل هذه المغامرات, فقد طالبت الوزارة إدارات الإشراف التربوي بتطبيق الإشراف المتنوع, وذلك لكون مدير الإشراف التربوي في الوزارة آنذاك ( العبد الكريم ) من المتحمسين لهذا النموذج الإشرافي, حيث كانت دراسته العليا تتبنى هذا النموذج.
وقبل نضج التجربة, ومع انتقال العبد الكريم من منصبه تم التخلي عن هذه التجربة!!!!!!!!!, وكأنها لم تكن.
ونظرا لأن وزير التربية والتعليم في ذلك الوقت كان من المتحمسين لعملية الضبط الإداري, فقد تم استحداث نموذج الإشراف المباشر, الذي وضع على عجل جعل المشرفين في الميدان في ربكة وحيرة في كيفية تطبيق هذا النموذج عمليا, حيث كان التركيز من قبل الوزارة على التنظير لهذا النموذج وأهدافه, دون تحديد وتوصيف للمهام الجديدة المطلوب تنفيذها, وبعد بذل الجهود في اكتمال الصورة نجد أن التجربة قتلت في مهدها مع كثرة الآراء المعارضة لها!!!!!!!!!!!!!!.
والآن تخرج لنا وزارتنا الموقرة بمبدأ الديمقراطية واللامركزية, فجأة ودون أي مقدمات, وتطلب من إدارات التربية والتعليم أن تتبنى كل إدارة النموذج الإشرافي الذي تراه مناسبا لها, دون أن يسبق ذلك تدريب أو تطوير للعاملين في الميدان الإشرافي حتى يستطيعوا التعامل مع نزوات وزارتهم ومراهقتها.

أنا هنا لا أقول أن التجارب السابقة جيدة أو سيئة, ولا أحاول تقييم أي منها,
ولكن أطالب بان تستوفي التجارب حقها من الدراسة قبل تطبيقها, وأن تأخذ الوقت الكافي للحكم عليها وتقييمها التقييم السليم, الذي يمكن من خلاله تحديد مدى النجاح,
ثم بعد ذلك يتم التعديل والتقويم المستمر للتجربة حتى نصل إلى نموذج إشرافي يبقى ثابتا, أو يحقق شيئا من الثبات داخل الميدان التربوي, مع بقاء واستمرار التقويم والمراجعة والتطوير, ونبتعد عن قتل التجارب قبل نضجها.
والحل يكمن في أن هذه التجارب يجب أن تصدر من مجلس التعليم الأعلى, ولا ترتبط بأفراد متى ما تركوا مناصبهم اخذوا تجاربهم معهم, وبقي الميدان يستقبل الشطحات والنزوات من جديد.
الميدان التربوي مهم جدا,
ولا مكان فيه للتجارب غير المدروسة, أو التي لم تستوفي حقها من الدراسة والبحث,
فنحن هنا نتعامل مع أعز ما نملك, وهم أبناؤنا وفلذات أكبادنا وهم عماد المستقبل وهم الاستثمار الأهم في هذه الحياة,
ولا مكان في هذا الميدان للاستبداد بالرأي فتلك ديمقراطية فرعون قال سبحانه وتعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} غافر29 وقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران159

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
مرضي المهنا[/B][/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com