النسيان


النسيان


[ALIGN=JUSTIFY][B]ولم لا ندرك أن النسيان من أعظم نعم الله علينا
لماذا نحقد على الآخرين ونتتبع زلاتهم
لم لا نأخذ الطيب ونترك القبيح !!
نعمة النسيان :-
يقول الله تعالى:-
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل18
كما انعم الله علينا بنعمة الصحة والعقل البصر والنطق فقد انعم علينا بنعمة النسيان ..
فالنسيان هبة من الله تعالى ونعمة عظيمة فطر الإنسان عليها وقد سمي الإنسان إنسانا لكثرة نسيانه .
من منا لم يتعرض لأحداث مؤلمة .. كفقد عزيز كنا نظن أن الحياة لن تستمر بعده .. وان استمرت فإنها ستكون كئيبة بلا طعم .. ولن تعرف السعادة لها طريقا .
كنا نظن أن العبرات لن تفارق مأغينا وأن الحزن سيفطر قلوبنا إلى الأبد .. وان ما نحن فيه من الم ومصاب لم يمر على أحد غيرنا .
قد نصل إلى قمة الحزن والهم ونعتقد أن الحياة توقفت عند هذه النقمة .ولكن … الحقيقة .. أن الحياة ستستمر وعجلتها ستدور .. وتحملنا معها مخلفين ورائنا ذلك الحزن وتلك الهموم التي كنا نظن أننا لن نفارقها .
ولن يبقى لنا منها سوى ذكرى قد تهزنا بين حين وأخر ثم ما تلبث أن تمر .. لنجد أنفسنا في خضم الحياة نصارع أمواجها من جديد .
أليست هذه نعمة من الله علينا
فقد وهبنا الله .. نعمة النسيان .. لننسى ألامنا وأحزاننا وجروحنا وكل ما يسكن في ذاكرتنا من أحداث مؤلمة ومواقف عصيبة ونتذكر فقط أن كل مصيبة عدا الدين تهون .
ننسى ما قد يعترض طريقنا من عقبات نتعثر بها وقد نسقط .. ثم ما نلبث أن ننهض لنواصل السير من جديد .
ننسى أخطاء من حولنا واسائتهم لنا وتكديرهم لصفونا . فنسامحهم .. ونغفر لهم زلاتهم .. ونبدأ معهم صفحة جديدة بلا أحقاد .
لماذا لا ننسى العصبيات القبيلة والتفاخر بالحسب والنسب ونتذكر أننا عباد الله كلنا من أدم وأدم من تراب
( ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى )
لماذا لا ننسى عيوب وزلات أصدقائنا … ونتذكر مواقفهم الايجابية ومميزاتهم .
ولكن هناك سؤال :-
هل يمكن أن يكون النسيان … نقمة ؟
نعم يكون النسيان نغمة
قد يتحول النسيان من نعمة عظيمة إلى نقمة وصفه مذمومة يتميز بها الإنسان …
ويكون ذلك عندما :-
ننسى أن عباد الله ضعفاء لا حول لنا ولا قوة إلا باللجوء والاستعانة برب السموات والأرض .
ننسى أن الله يهمل ولا يهمل .. فنتمادى ونجاهر بالمعصية يقول الله تعالى :-
َ{ ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{126} ننسى عيوبنا وزلاتنا وننشغل بتتبع عيوب الآخرين .
ننسى فضل من أحسنوا إلينا ونقابلهم بالجحود والنكران وأولهم الأقربون .
وخلاصة القول :-
أن نعمة النسيان كفيلة بمنحنا السعادة وراحة البال , وإذا سخرناها في نسيان الماضي وما يحتويه من عناء وحزن
وإساءة وأحقاد وفـــــــــرقه وتشتت .
فلماذا لا نطهر قلوبنا ونغسلها بماء النسيان ونجلو عنها غبار الأحقاد والضغائن .. فأسعد الناس من بات بلا حقد أو حسد لأحد ……… وأكثرهم راحة من يلتمس للآخرين العذر في أخطاءهم وينسى زلاتهم

كتبه : ابو عبد الرحمن [/B][/ALIGN]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com