مفاهيم في مرمى الهدف


مفاهيم في مرمى الهدف



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]
الإسلام, كدين أنزله الله عز وجل, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, لأنه شرعه الله، والدين الخاتم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده, وكل مفاهيمه, وكل تصوراته, وكل أركانه, وكل جزيئاته, كذلك, لا شك أنها كاملة, غير منقوصة, ولا يعتريها النقص, حتى يوم الدين.

وقد استوعب الإسلام الفهومات المختلفة, والتصورات البشرية المتباينة, وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم, يصحح ما انحرف من المفاهيم, ويعدل ما اعوج من التصورات, ويحافظ بذلك على نقاء الدين من الانحراف البشري, وكذلك كان الخلفاء الراشدين من بعده.

ونشأت في فترة تالية, الفرق البدعية, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم, أن الأمة ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة, كلها في النار إلا واحدة, وكان مرد ذلك إلى غبش في قراءة المفاهيم, وخطأ في التصورات عن طبيعة هذا الدين، ومنهجه وعقيدته.

وعلى إثر غياب منهج الإسلام عن التطبيق في واقع الحياة, وعقب سقوط الخلافة الإسلامية, ظهرت التيارات والجماعات الإسلامية, والتي حاولت أن تعيد الدين, وشريعته, إلى حياة الناس مرة أخرى, مدفوعة بغيرة محمودة على عقيدتها ودينها, بعدما استفزها الاستضعاف وتكالب الأمم على الأمة الإسلامية.

ولأن رقعة الدين واسعة, فلم تستطع واحدة من تلك الجماعات أو التيارات أن تحيط بالإسلام من كافة تفاصيله, فراحت كل واحدة منها, تركز, بحسب ما اهتدى إليها عقلها وتصورها, إلى التركيز على احد المفاهيم الإسلامية, ولفت الأنظار إلى أهميتها, واعتبارها الركيزة التي يمكن أن تعيد الإسلام بشريعته إلى حياة البشرية وتنقذها من ضلالها.

فوجدنا بعض تلك الجماعات تركز على الشق السياسي, على اعتبار انه السبيل الأوفق للوصول إلى سدة الحكم، ومن ثم التحكم في كافة الوسائل التي يمكن أن تغير من أفكار الجماهير وتصوراتها عن هذا الدين, وتاليا يتم التمكين لهذا الدين في العقول والقلوب, ثم على واقع الحياة بعد ذلك.

وسلكت أخرى, طريق التعليم والتربية والتزكية, لأنها ترى أن الجماهير المسلمة, في حاجة إلى من يعلمها دينها, ويساعدها في تزكية نفوسها, وهو السبيل لإقامة الدين في واقع الحياة, وليس الدخول في دهاليز السياسة, التي قد لا تسفر عن شئ في نهاية المطاف.

وكان للثالثة, طريق مختلف, حيث رأت في الجهاد كشريعة إسلامية, السبيل لإزالة كافة العوائق التي تقف أمام التمكين لإقامة هذا الدين, وأخذت في إعداد العدة, ومنابذة من وصفتهم بالأعداء الذين هم برؤيتها يقفون كحجر عثرة أمام التمكين وعودة الشريعة.

وقد اتخذ أعداء الإسلام, وفق مخطط منهجي مدروس, واستغلالا لممارسات بعض تلك التيارات والجماعات, سبيلا للطعن على مفاهيم الإسلام, ومحاولة إسقاطه كدين باستطاعته أن يقود البشرية ويخرجها من الظلمات إلى النور.

فجرى تشويه الحاكمية في الإسلام, وادعاء أن من يسعى إلى إعادة التمكين عبر هذا المسار وكأنهم (تجار دين), وان الإسلام لا دخل له بالسياسة، وأن من يدخله في هذا المجال له مآرب خاصة, ويتخذ الدين مطية, لتلك المأرب, على نحو ما نرى ونسمع.

كما تم الحكم على التيارات والجماعات التي تركز على فرضية العلم ونشر السلفية, على أنها تعيش في كهوف التاريخ, وأنها منبتة عن واقعها, وأنها تسعى لإعادة عقارب الزمان إلى الوراء عبر (الكتب الصفراء), ولا سبيل لها للتعايش ولا العاصرة إلا بالتخلي عن ذلك المسلك.

وكان لتيارات الجهاد النصيب الأكبر من حملات التشويه, إذ وصفت بالإرهاب والتطرف, وغير ذلك من الأوصاف, بهدف دمغ كل جهاد إسلامي, بهذا الوصف, ومن ثم القضاء على ذلك المفهوم في تصورات وأذهان المسلمين.

ولا شك أن بعض ممارسات تلك التيارات, خاصة التيار الجهادي, كانت ذريعة لتلك الحملات, إذ أسرفت في سفك الدماء, وتخطت أدب الجهاد, كما فرضته شريعة الإسلام, وأعطت للأعداء فرصة ذهبية للكيد والتخطيط لإسقاط مفاهيم الإسلام الواحد تلو الآخر.

نحن، كأمة, بحاجة إلى إستراتيجية مضادة, نحافظ بها على مفاهيم الإسلام, مما يلحقها من تشويه وإسقاط ممنهج من قبل أعدائها, ولذلك حديث آخر.

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com