[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][RIGHT]

غابت عين الرقيب فكانت السبب في تسمم أكثر من 177 مواطن .
وكان قدر الله أن يكون بعض أفراد عائلتي ضمن المصابين .
قضيت في قسم الحالات الحرجة بمستشفى عرعر المركزي قرابة الست ساعات , دارت خلالها الكثير من الأحداث والملاحظات والتأملات .
بداية أوجه الشكر لكل العاملين في قسم الحالات الحرجة من أطباء وممرضين وممرضات وكذلك أعضاء الهيئة الإدارية للمستشفى , حيث سرعة اتخاذ الإجراءات والعمل المتواصل والوقوف المتكرر على حالات المرضى , وتعاملهم النفسي الرائع مع تصرفات بعض أهالي المرضى .

قد يستغرب البعض تقديمي هذا الشكر , لأن كل مقالاتي السابقة عن شؤون الصحة في منطقتنا كانت مليئة بالسلبية عن خدمات هذا القطاع , ولكن لا داعي للاستغراب فنحن ننتقد عندما نجد النقص والأخطاء ونقدم الشكر عندما نجد له المكان المناسب .

في أثناء ساعات الانتظار تبادلت أطراف الحديث مع بعض أهالي المصابين , قال أحدهم نحمد الله على كل حال ويكفي أن ننظر إلى الأشلاء المتطايرة في أحداث الدول المجاورة لنا لتصغر علينا مصيبتنا .
تعلقت حروف كلماته في عقلي وقلبي ووجدتها صائبة رغم أنين المصابين بالتسمم .
من المسؤول ؟

في نظري أن تسمم شخص مثل تسمم مئات الأشخاص وينبغي تحديد المتسبب ومحاسبته , ومهما كانت المبررات والتحجج بضعف القوانين والإجراءات فهي ليست كافية ولا مقنعة , فقد اتضح أن هذا المطعم أغلق عدة مرات  , فهل الإغلاق كان شكلياً أم أنه تم اتخاذ الحد الأدنى من العقوبات ؟

وقضية التسمم في عرعر لها سوابق عديدة وخطيرة , فعدة مرات يتم إغلاق محلات حلويات وتعود للعمل في ظرف يوم أو يومين , وقبل أن يختفي الألم من أجساد الضحايا  .
وأيضاً قبل فترة تم الكشف عن مستودع يخزن المواد غذائية بطرق سيئة جداً وغير صحية أبداً في منزل شعبي, وبعدها لم نسمع عن أي إجراءات تواكب هذا الاستخفاف بصحة المواطن .
أعتقد أنه من الخطأ اختزال قضية التسمم الحالية في مطعم أو عامل , وترك المسبب الرئيسي وهو المجاملة الواضحة وتخفيف الشروط على حساب المواطن .
 
 
نايف العميم[/RIGHT][/B][/SIZE][/FONT]