الشباب السعودي.. الذات واللذات


الشباب السعودي.. الذات واللذات



[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

طرحت في مقالي السابق عدة أسئلة عما يشغل الشباب السعودي، وما هي اهتماماته؟ وهل تقع السياسة في دائرة هذه الاهتمامات؟ وأين موقعها بالضبط في خريطة تلك الاهتمامات؟

ولإيماني بأهمية أن يكون الحديث مبنياً على أسس علمية، ودراسات موضوعية، تتوفر فيها المعايير المهنية، حتى نخرج باستنتاجات صحيحة، تقودنا إلى تصور صحيح، ومن ثم وضع العلاج الصحيح، فقد بحثت عن دراسات حديثة تتعلق باهتمامات الشباب السعودي.

ووقفت في ذلك على دراسة قام بها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، حيث سلط الضوء في دراسته على “الشباب والعمل التطوعي في المملكة”، وتم استطلاع الرأي الذي قام به المركز وطبق على (1500) شاب جامعي في المرحلة العمرية ما بين (18 و26 سنة)، وذلك على مستوى مناطق المملكة الخمس.

وأشار الاستطلاع إلى ضعف مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية، إذ جاءت ممارسة العمل التطوعي في الترتيب الأخير، وفق أولويات واهتمامات الشباب الجامعي في قضاء وقت الفراغ بنسبة 24% من أفراد العينة، بعكس الإنترنت والذي احتل المرتبة الأولى في قضاء وقت الفراغ بنسبة 78% ثم مشاهدة التلفاز بنسبة 75%.

كما وجدت دراسة أخرى قام بها “الصندوق الخيري” وتمَّت على أكثر من 1500 شاب من الشباب الجامعي بعنوان: الشباب السعودي.. الأولويات والاهتمامات، حيث خلصت الدراسة إلى الآتي:

1ـ يعد الاستقرار المادي أول الأولويات بالنسبة للشباب السعودي الجامعي تليه فرص الحصول على عمل، ثم الزواج وتكوين الأسرة، وأخيراً مواصلة التعليم.

2ـ جاء الإنترنت في مقدمة الأولويات بالنسبة للشباب السعودي الجامعي في قضاء وقت الفراغ، تليه مشاهدة التلفاز، ثم احتل العمل التطوعي آخر الأولويات.

3ـ أكثر البرامج مشاهدة للشباب: المسلسلات، تليها الأفلام العربية والغربية، فالرياضة.

4ـ جاءت البطالة في مقدمة المشكلات التي تواجه الشباب، تليها قضيتا المخدرات والإرهاب.

ولنا أن نسجل عدة ملاحظات مهمة على تلك النتائج:

أولاً: أن هناك فقراً معرفياً حقيقياً في الاهتمام بدراسات الشباب ومعرفة توجهاتهم وميولهم، خاصة من الجانب الحكومي، على الرغم من الأهمية الشديدة لدراسة هذه الشريحة من المجتمع، واستطلاع آرائهم، والسبل المتاحة للاستفادة من قدراتهم.

ثانياً: أن العمل أو الانشغال بالسياسة لم يدخل في اهتمامات الشباب السعودي، وهو أمر بالغ الخطورة؛ لأنه يعبِّر عن يأس من التدخل، أو خوف، أو عدم مبالاة، وكلها أمراض شديدة الخطورة على مستقبل البلاد، أن يكون هذا حال شبابها.

ثالثاً: أن معظم الاهتمامات الخاصة بالشباب السعودي، تدخل في إطار ما يمكن أن نسميه دائرة “الذات واللذات”، فهو دار بين البحث في دائرته الشخصية، حيث الدراسة، والعمل، والزواج، وتتقاطع معها دائرة اللذات، حيث المسليات والبرامج والإنترنت.

أظن بذلك أني قد أجبت عما سبق وطرحت من أسئلة.. وعذراً إذ جاءت الإجابات مخيبة للآمال.

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com