[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][B][JUSTIFY]

نحن شعب لنا تاريخنا وثقافتنا وموروثنا الفكري مثل باقي الشعوب قد نختلف عنهم بأشياء عديدة بحكم البيئة والعادات وجفاف الصحراء .
أو دعونا نقول نحن مثل غيرنا لا نزيد عنهم ولا ننقص .
صحيح لسنا شعب الله المختار كما يحلوا للبعض أن يصورنا , ولكننا كذلك لسنا بهذه البشاعة التي يحاول البعض الصاقها بنا .
مادعاني لهذة المقدمة هو ما أشاهده على وسائل الاتصال الاجتماعية والشعبية والرسائل النصية عن الشعب السعودي من قصص وطرائف تضع الإنسان السعودي (الرجل والمرأة) دائما في صورة ذاك الهمجي المتخلف فكريا والغير قادر على تنظيم حياته ويسبح دائماً في دائرة الفوضى.
وتكاد كل تلك الرسائل تتفق على إبراز الإنسان السعودي رجلا أو إمرأة فاقدا لكل المهارات الاجتماعية والإنسانية والثقافية بل ولكل المشاعر الإنسانية من احترام وحب ورحمة ومودة , كما تصنفه على أنه غير مبالي بالطرف الأخر ولا يهتم إلا بنفسه , وتضعه في أخر الترتيب بالمقارنة مع باقي الشعوب من حيث التعامل الإنساني والعاطفي وحتى طريقتة في الأكل والحديث.
وللأسف يتم تداول كل ذلك بيننا وكأنه من المسلمات التي لا تحتمل المناقشة .
وإذا حاولنا أن نجد تفسيرا ملائما لها
فحتى جلد الذات المراد منه احيانا إصلاح النفس لايقدم تفسيرا معقولا .
وإن أخذناها من جانب التندر والفكاهه التي تروح عن النفس وتجلب السعادة فلن نجدها منطقية حيث أنها تعدت حدود الفكاهة وانتقلت بالكامل إلى خانة الإزدراء والتهكم فقط .
هذة النظرة الموغلة في السلبية تؤثر على علاقاتنا مع الأخرين وإذا استمرت ستفقدنا الثقة بأنفسنا شيء فشيئا .
وتعطي صورة مهزوزة بشدة للإنسان السعودي .
ومع أنني ضد المقارنات بين الشعوب لأن لكل شعب مميزاته التي تميزه عن الشعوب الأخرى بسبب اختلاف الظروف المكانية والزمانية , إلا أنه يجب أن نمنح أنفسنا مساحة كبيرة من الثقة وننطلق في ذلك من احقيتنا بهذه الثقه وليس من الظروف المعيشية والاقتصادية والتعليمية , ويجب أن ننظر لأنفسنا أننا لسنا أقل من الأخرين .
إحدى عبارات تطوير الذات تقول ( إذا حططت من نفسك فتأكد أن العالم لن يرفع سعرك , احرص على إلا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك , لأن ارتفاع روحك المعنوية هو مسؤوليتك أنت).
في ذات السياق تحضرني حكمة لأحد كبار السن حيث يقول ( مكان الرجل حيث يضع نفسه) أي أن الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن النظرة التي ينظر بها الأخرون له .
فرفقا بأنفسكم فالفكاهة وإن كانت مطلوبة أحيانا لاتبرر تحطيم الذات .
فمكانة (الشعب) بين الشعوب حيث يضع نفسه .

نايف العميم .
[email]nsemarar@hotmail.com[/email]

[/JUSTIFY][/B][/SIZE][/FONT]