كتب محمد الشرهان ومبارك العبدالله:
تسلمت النيابة العامة أمس ملف قضية انتحار الرئيس التنفيذي لشركة الراية للاستثمار حازم البريكان من وزارة الداخلية، وحملت القضية مسمى «جناية» لكون المنتحر استخدم سلاحاً نارياً في اطلاق النار على نفسه وانهاء حياته.وأبلغ مصدر مطلع « القبس» ان جميع الادلة الأولية التي تداولتها النيابة أمس دلت على الانتحار، كاشفا أن النائب العام المستشار حامد العثمان طلب استدعاء شقيق المنتحر، لكنه أرجأ مثوله أمام النيابة إلى الأيام المقبلة تقديرا لحالة العائلة بفقدان نجلهم، متوقعا أن يكون الاستدعاء بحلول الأسبوع المقبل بعد الانتهاء من مراسم العزاء.
بحث مكثف
واضاف المصدر أن النيابة ستبحث في تحقيقاتها المرتقبة مع شقيق المنتحر والتحريات التكميلية عما إذا كان هناك أشخاص حرضوا المنتحر على ارتكاب الجريمة بحق نفسه، فضلا عن أسباب الانتحار وعما إذا كانت بالفعل نتيجة ضغوط نفسية تعرض لها ابان الحملات الاعلامية الموجهة ضده، على اثر تجميد هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة الاميركية بحق شركاته، أو أن تكون نتيجة لخسائر مالية جراء الأزمة الاقتصادية.
الانتربول الأميركي
وابلغت مصادر مطلعة «القبس» ان السلطات الأمنية الأميركية خاطبت إدارة الانتربول الكويتي حول ملابسات الواقعة، وطلبت تزويدها بتقرير مفصل عن «قضية انتحار البريكان»، وفي المقابل طلبت السلطات الامنية الكويتية من نظيرتها الاميركية وثائق الاتهامات الموجهة إلى حازم البريكان.
تحقيقات المباحث
وعلى صعيد تحقيقات رجال المباحث في القضية، أكدت المصادر أنها شملت أمس ثلاثة من الأصدقاء المقربين إلى البريكان الذين اكدوا أن صديقهم المنتحر كان يتواصل معهم عبر الرسائل القصيرة بالهاتف النقال، وأنه كان ينفي بشدة الاتهامات الموجهة اليه وما ينشر عنه في الصحف، وكان أصدقاؤه يواسونه ويحثونه على الصبر والتحمل حتى تمر هذه الأزمة.
وأفادت المصادر ان رجال المباحث اطلعوا على الهاتف النقال للمنتحر الذي عثروا عليه بجوار الجثة وتبين صحة أقوال أصدقائه في ما يخص الرسائل المتبادلة، والتي تبين منها ايضا «مروره بأزمة نفسية».
آخر مكالمة
وقال المصدر ان البحث في الهاتف النقال الخاص بالمنتحر كشف أن آخر مكالمة جرت بينه وبين شقيقه وليد، وأنها اكدت مرور حازم البريكان بحالة اكتئاب شديدة، حيث ابلغ شقيقه وليد بأنه «خسر كل شيء» وكان الأخير يواسيه أيضا ويحثه على الصبر.
أقوال الخادمة
وبحسب المصادر، فان النيابة العامة استمعت امس الى اقوال الخادمة الآسيوية التي اكدت أن أيا من الناس لم يكن متواجدا في البيت وقت الحادث ولا قبله ولا بعده، وعللت عدم سماعها لصوت اطلاق الرصاصة من المسدس بأن غرفتها بعيدة عن غرفة المنتحر.
واضافت المصادر «لقد اكدت الخادمة ان حازم البريكان كان منزويا في غرفته في الايام الاخيرة ولم يكن يغادر البيت الا للصلاة في المسجد القريب ثم يعود الى الغرفة».
وأشارت المصادر الى أن رجال المباحث عثروا على 4 رخص لاسلحة يمتلكها المنتحر، منها بندقيتا صيد اضافة الى مسدسين احدهما استخدمه في اطلاق الرصاصة على رأسه ولم يعثر على بقية الأسلحة في المنزل، ولايزال البحث جاريا عنها.
وكشفت ان المعاينة التي اجراها رجال المباحث لمسرح الجريمة دلت على عدم وجود أي آثار عنف، كما بينت ان المنتحر كان بكامل اهليته، كما افاد الكشف الطبي والتحاليل خلو دمه من آثار الكحوليات أو المخدرات وغيرها من السموم.
الى ذلك، شيع ذوو البريكان جثمان فقيدهم امس الى مثواه الأخير في مقبرة الصليبخات.
آل البريكان:
سيرة حازم طيبة وتديّنه فطري وعلى وسائل الإعلام تحري الدقة
تلقت «القبس» البيان التالي من خالد عبدالعزيز البريكان ممثلا عن آل البريكان، وفي ما يلي نصه:
بقلوب يعتصرها الالم، ويملؤها التسليم والرضا بقضاء الله وقدره، تنعى أسرة البريكان فقيدها الغالي «حازم خالد البريكان» الذي توفي أمس الأول في حادث مؤلم وظروف غامضة، ومما زاد في ألمنا تناول بعض وسائل الإعلام ظروف وفاته والأحداث التي سبقتها بصورة فيها الكثير من التسرع والتشويه بعيداً عن الأمانة والموضوعية والمهنية الإعلامية، مما اساء للفقيد وأسرته.
ان كل من يعرف الفقيد عن قرب، يحمد سيرته الطيبة واستقامته وتدينه الفطري، وحرصه على أداء واجباته والتزاماته الدينية، ونحن نطالب وسائل الإعلام بان تتحرى الدقة والصدق والموضوعية، وان تترك لجهات التحقيق في البلاد القيام بمسؤولياتها في استيضاح الحقائق ومعرفة مجريات الاحداث، ونحن نحتفظ بحقنا في مقاضاة أي جهة تسيء للفقيد رحمه الله.
لله ما أعطى ولله ما أخذ.. إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها.
