خشية أنفلونزا المكسيك وغلاء الأسعار…..سعوديون يفضلون سياحة الأماكن المقدسة والمهرجانات


خشية أنفلونزا المكسيك وغلاء الأسعار…..سعوديون يفضلون سياحة الأماكن المقدسة والمهرجانات



إخبارية عرعر"متابعات محلية":
تتفاوت الذرائع والأسباب التي تؤدي بالسعوديين لقضاء إجازاتهم خارج أو داخل البلاد، فحسن وخالد وسامي قرروا عدم السفر خارجيا هذا العام، وفضلوا السياحة الداخلية لأسباب عدة منها ما يتعلق بزيادة المصاريف المادية ومنها كثرة المناسبات الاجتماعية الخاصة في عائلاتهم الكبيرة، ومنهم من كان يخشى على نفسه وأولاده أنفلونزا المكسيك، ومع أن عائلات سعودية عدة، وشبان آخرون حزموا حقائبهم تجاه بيروت والقاهرة وتركيا وسوريا وغيرها من البلدان السياحية إلا أن آخرون فضلوا السياحة الدينية للأماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ تحرص بعض العائلات دوما وفي كل صيفية على زيارة هذه الأماكن قبل غيرها، ومن ثم الانطلاق إلى المدن السياحية.

يمكن وصف جدة على أنها أحد أهم المدن السعودية سياحيا وترفيهيا، لوجود الكورنيش والبحر والمدن الترفيهية الكبيرة والعروض المسرحية والمسابقات والأنشطة والبرامج الصيفية، والمقاهي الشعبية والكافيهات المنتشرة في جدة كافة، بالإضافة إلى المهرجان السنوي الدائم "مهرجان جدة غير" الذي ساهم في خلق برامج سياحية متنوعة وجديدة، فالمرونة في الانفتاح الذي تعيشه جدة يخلق منها نجاحا سياحيا.

وهناك عائلات سعودية فضلت السياحة إلى مناطق الطقس البارد والمناطق الخضراء، كما هو الحال في الهدا في الطائف وفي الباحة وأبها "جنوب السعودية" ولعل أبها من أكثر المدن السعودية الجنوبية اجتذابا للسياح السعوديين والخليجيين لكثرة المناطق الخضراء والطبيعة التي تسر الناظرين، إلى جانب أسعار السكن المناسبة إذ يرى سعوديون كثر أنها أسعار مناسبة وتراجعت كثيرا عن الارتفاع الذي شهد قبل سنوات.

على عكس أجر السكن في جدة والهدا فالأسعار مع بداية الصيف تقفز عاليا وتتضاعف ثلاث مرات في بعض الأماكن عن أسعارها الحقيقية في الأيام العادية.

ويؤكد محمد خالد يعمل في محاسبا في الشقق المفروشة العادية أن موسم الصيف يشهد غلة جيدة في حصيلتهم المادية إذ أن الغرفة التي كانت تأجر ب 100 ريال أرتفع سعرها لتصل إلى 250 ريال لليوم الواحد خصوصا في أيام الذروة، ويكون السعر قابل للمدر والجزر وعلى حسب شطارة الزبون.

فيما يؤكد وليد سعد أن موسم الصيف هو المكسب الحقيقي المادي لهم كونه يمتلك شقق فندقية يؤكد أنه يخسر عليها كثير في صيانتها خصوصا قبل الصيف الذي يعتبره موسما جيدا لاستعادة أنفاسه من خلاله، مؤكدا أن ارتفاع سعر إيجار الشقق الفندقية طبيعي لأن السوق عرض وطلب وكذلك نوعية الخدمة التي يقدمها ونوعية الطبقة التي تسكنها، مؤكدا أن لكل شي سعره.

حسن الغامدي أكد أنه يفضل السياحة الداخلية كثيرا ولكن هذا لا يمنع أنه يسافر أحيانا خارجيا مبرهنا أن السياحة الداخلية تطورت كثيرا، وأن كان هناك مبالغة في بعض الأسعار"أرى أن الأسعار تتضاعف كثيرا خلال الصيف، ويفترض أن تكون أسعار المطاعم والملاهي والشاليهات والكبائن معقولة حتى يتمكن أكثر عدد من الناس المشاهدة والمتابعة والتمتع فيها، فأحيانا نجد بعض السعوديين يفضل السياحة في بلدان عربية العملة اقل بكثير من هنا فمبلغ معقول يصرفه خارجيا ويمتعه قد لا يصرفه للسكن هنا لقضاء مدة 20 يوما أو أقل أو أكثر بقليل".

وأضاف "ومع ذلك لا يمكن أن ننكر أن هناك فعاليات وبرامج جيدة ونلمس التطور السياحي الداخلي ولكنه لا زال لحاجة لخلق المزيد من ترسيخ هذا المفهوم".

واستطرد "بفضل الله استطعت خلال مدة معينة وفي ركود السوق العقاري من شراء شقة باتت ملك لدي ووفرت علي وعلى عائلتي مبالغ كبيرة كنا نصرفها في السكن المستأجر.

شيماء من الرياض تؤكد أنها تفضل جدة كثيرا أنها تقضي إجازاتها دوما في عروس البحر الأحمر سواء الإجازات الطويلة أو القصيرة، وكانت تدفع مبالغ كبيرة خصوصا في فصل الصيف في السكن ولكنه بعد فترة وعن طريق أحد معارفها استأجرت شقة بمبلغ جيد لمدة عام وباتت تأتي باستمرار لمدينتها المفضلة دون عناء، أو إرهاق مادي، ومع نهاية كل عام تدفع الإيجار دفعة واحدة في مقابل تجديد العقد.

عبدالرحمن عاتق يعمل في الدمام لكنه يفضل جدة ويؤكد أنه يعشق هذه المدينة ويفضل السياحة فيها لما فيها من برامج وفعاليات .

بينما يؤكد عبدالله عون الحربي انه من هواة السياحة المحلية خصوصا الأماكن المقدسة ويحرص على زيارتها في كل صيف ومتى ما سنحت له فرصة أخرى مؤكدا أن السياحة الداخلية أكثر أمانا واطمئنانا خصوصا لصاحب العائلة الكبيرة.

أما المواطن حميد عبدالحكيم فكان له رأي أخر قائلا "أنا من محبي السياحة الداخلية والخارجية، وفضلت الداخلية بما فيها من ايجابيات وسلبيات على السياحة الخارجية لأنني لم المس من مكاتب السياحة الأسعار المعقولة في التذاكر والسكن فالدعاية ليست كمن مرا بالتجربة معهم فالمكاتب السياحية هنا للأسف لا تسوق إلا لربحية نفسها على عكس المكاتب السياحية الخارجية فأن الهدف الأول هو خدمة سياحة ذلك البلد في شكل عام وبإمكانك دفع مبالغ مناسبة خارجيا وتستمتع، لذلك أنا لا أتعامل مع مكاتب سياحتنا وأفضل السياحة الداخلية ووفق طريتي الخاصة".

ويؤكد المشرف التربوي ومدير الحوار الوطني في المنطقة الغربية عبداللطيف زاهر الشهري أن مفهوم السياحة الداخلية نضج كثيرا عن السابق وأنه بات هناك عوامل عدة تجذب السائح السعودي إلى سياحة بلده من خلال خلق مفهوم سياحي محلي جيد، وتطورت هذه الثقافة السياحية كثيرا في الأونة الأخيرة ونجحت في الحد من سفر عائلات كثر تجاه السياحة الخارجية، مؤكدا أن هناك من وقفت الامور المادية دون سياحته الخارجية لكن هناك من يملك المادة ولكنه مقتنع بالسياحة المحلية، ولكي نرتقي بسياحتنا علينا تطوير أدوات وثقافة السياحة من خلال الدراسات الجادة واقامة المشروعات السياحية والعقلانية في الأسعار وجلب خبراء في فن السياحة والاستفادة من خبراتهم بما يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ، والشكر كل الشكر لكل من قام واجتهد وبذل في سبيل السياحة الداخلية ولا ننسى الجهد الذي تبذله اللجان السعودية السياحية".

وعلى رغم أن هناك من ينتقد السياحة الداخلية وهناك من يؤيدها إلا انه من المنطق أن ننصف القائمون على السياحة الداخلية إذ أن المسألة تطورت كثيرا وأفضل حالا عن السنوات السابقة وبات لدى الكثير ثقافة السياحة الداخلية، وفي ظل نشر هذه الثقافة عن المفيد والمستفيد سترتقي السياحة المحلية للأفضل لتلبية احتياج السائح السعودي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com