يقلدون الفتيات.. ويحصلون على الذهب والأموال والجوالات وبطاقات الشحن …رجال بأصوات.. ناعمة


يقلدون الفتيات.. ويحصلون على الذهب والأموال والجوالات وبطاقات الشحن …رجال بأصوات.. ناعمة



إخبارية عرعر"متابعات"الرياض – إيناس الحكمي

بعض الجنس الخشن مفتوح بلا حدود على الميل للجنس الآخر.. والتصنيف النفسي لهؤلاء أنهم رومانسيون وعاطفيون.. ربما.. هل في حب الجنس الآخر عيب؟.. البعض يراه عاطفة إنسانية راقية.. لا بأس!.. لكن اللعب بعواطف الآخرين والعبث بمشاعرهم الإنسانية، إذا حدث بين رجل وامرأة، عيب بكل تأكيد.. فما بالنا لو حدث بين رجل ورجل؟
لا يذهب ذهنكم إلى بعيد.. فبعض الشباب يجيد تقليد أصوات النساء.. فيمثلون دور الأنثى من خلال الصوت، على شباب آخر، مع إضافة بعض المقبلات عليه من دلع وغنج لمزيد من التضليل، وإجادة الدور؛ حتى يصدق المخدوع على الخط من الجانب الآخر.. كل ذلك من أجل العبث بمشاعر الطرف الآخر، وابتزازه عاطفيا وربما ماديا.. وهكذا تبدأ تمثيلية خداع لا تنتهي إلا بمزاج مخرجها.. الرجل المؤنث.

توبة

أسباب الخداع تختلف من شاب إلى آخر، وليس مهما من الذي على الطرف الآخر، طالما أنه أبدى تصديقا واستسلاما، يمثلان قمة المتعة للمخادع، وتأكيدا لنجاحه وضمانا لتسليته بعض الوقت.. أحد الذين مارسوا دور الأنثى في خداع الجنس الخشن شاب اسمه عبدالله.. وافق على أن يحكي تجربته التي تاب منها لـ”شمس”، وقال: “لعبت دور الأنثى مع رجل في الـ40 من عمره، واستغللته كثيرا، حيث كان يهدي لي الساعات وبطاقات الشحن، وكثيرا ما كان ينصحني ويرشدني”.
وأوضح عبدالله: “سألني ذاك الرجل ذات مرة: هل تلبسين العباءة على الرأس أم الكتف؟.. فأجبته: وأين المشكلة في هذا؟ طبعا على الكتف.. وإش رأيك؟.. فقال لي: والله آجي أضربك.. فقلت له بدلع: لا.. خوفتني.. تكفى ترضى لي الموت؟.. فقال: لا، بسم الله عليك فديتك أنا”. وأضاف: “كان دائما يحلف لي بأنه سيطلق زوجته ويتزوجني، ويقول أنا أخاف ربي ولا أدخل إلا من الباب”.
وأكد عبدالله: “بصراحة حزنت عليه، وكان ضميري يؤنبني كثيرا من أجله، وشعرت بأني أخطأت، فتبت.. وعزمت على ألا أكررها مرة ثانية”. وقال: “لقد غيرت رقم جوالي وأرحت نفسي وأرحته”.

المدرس والتلميذ

أما أحمد الذي يمتلك موهبة تقليد صوت الفتيات، فله هو الآخر حكايته، ووافق أيضا أن يحكيها لقراء “شمس”.. وقال: “أحببت أن أدبر مقلبا في مدرسي المستبد والمتسلط، بخاصة أنني شعرت بأنه (حق) غزل ومغرور”. وأضاف: “أخذت رقم جواله من مدرس قريب لي بالمدرسة، وبدأت الاتصال عليه، وأنا أقلد صوت دلع البنات الناعم، وبالفعل وجدت منه تجاوبا كبيرا”.
يواصل أحمد حكايته ويقول: “أخذت وأعطيت معه كثيرا، وهكذا استمر الوضع بيننا فترة من الوقت.. في الصباح يكرهني وفي المساء يعشقني”. وأوضح: “بدأت تهل هداياه عليّ من كل حدب وصوب.. جوالات وشرائح اتصال وبطاقات شحن”. وذكر أن المدرس كان “لا ينام إلا إذا قال لي: تصبحي على خير، ولا يداوم إلا إذا قال لي: صباح الخير”.
وأشار أحمد إلى أنه كان يرتكب بحق مدرسه “حركات مجنونة في المدرسة”. وأوضح: “إذا التفت وهو في الفصل يكتب على السبورة، أقوم بإخراج الصوت نفسه الذي أقلده له، فيلتفت بسرعة، وأنا ولا كأني الذي فعلت الصوت”. وأضاف: “فيستدير المدرس، وهو يقول: أستغفر الله العظيم، أعوذ بالله من الشيطان”.

غرام المشرف

المكاسب الجانبية لتمثيليات الخداع التي يقوم بها الشباب كثيرة وغير متوقعة.. فكما يبذل الحبيب لمحبوبه من ماله ووقته.. يفعل المخدوعون ذلك مع هؤلاء الشباب.. علي تلقى كثيرا من الهدايا من المشرف الاجتماعي، الذي وقع في غرامه، وأصبح لا يستغني عن سماع صوته أبدا، بعد أن حَبَك عليه تمثيلية الأنثى العاشقة.
يسرد علي لقراء “شمس” الغنائم المادية التي حصل من مشرفه الاجتماعي العاشق الولهان، ويقول: “حصلت منه على طقم ذهب، وجوال نوكيا 95، وشريحة زين”. وأضاف: “هذا بخلاف المبالغ المالية التي كان يضعها لي تحت عقب الباب، أو يرسلها إلي مع أخي الصغير”.
وأوضح علي: “كنت عندما أقول له إنني زعلانة وضايق صدري؛ لأن أهلي لا يعطوني فلوسا كافية، يجيب لي الذي أبغى”. وأضاف: “وإذا قلت له إن عندنا عرسا لإحدى قريباتي، وأنا أقل واحدة فيهن؛ لأن ما عندي فلوس، يجيب لي مثلهم وأحلى منهم”.
ويستطرد علي في قص تمثيليته: “كل ما يطلب يشوفني أتحجج بأن أهلي ناس عصبيون وما يتفاهمون، ولا يعطوني فرصة أطل مع الباب، وما يسمحون لي بأن أطلع إلا معهم”. وأضاف: “كان هو مقدّرا ظروفي تماما، ويقول: “بأصبر عشانك لما أشوفك يا قمر وأتحمل العذاب”.

الصديق العشيقة

جميع مواقف هؤلاء الشباب التي تقوم على خداع الرجل على الطرف الآخر، تنطوي على مفارقات طريفة؛ لأن كل ما يحدث هو عبارة عن هزل واستخفاف بمشاعر الآخر، وابتزاز له.. عن ذلك يقول الشاب صالح: “لي صديق منذ الطفولة.. ناقشته في موضوع الابتزاز والاستغلال.. فأخذ ينفي أن يكون الموضوع ممنوعا أو محرما أو به ما يعاب عليه.. وقال: “إن الموضوع لا يعدو كونه ألاعيب شباب لا غير”.. وأضاف: “فقررت أن أجرب اللعبة معه، وأضعه أمام الأمر الواقع”.
وأوضح صالح: “للأسف وجدته قد استقبل الأمر بحماس كبير”. وأضاف: “مشيت معه على خط الصوت الناعم والدلع، كما تفعل بعض البنات”. وذكر صالح: “مثلت عليه دور العاشقة الولهانة والحب المجنون، فكانت الهدايا تأتيني منه بلا حدود، على أمل أنني بالفعل بنت”. وقال: “بعد شهر صارحني بأن له صديقة، لا بل عشيقة، كما يقول، ولا يدري أنه أنا المقصود بها”.

حكايتي مع الشيطان

الشاب (ع. ص) رفض أن يصرِّح لقراء “شمس” باسمه، لكنه وافق على أن يحكي حكايته، لا بل تمثيليته، وقال: “بدأت أسير في طريق الشيطان، وأستغل الشباب لدرجة أنني..”.. وبعد صمت طويل وتنهيدة خانقة، أضاف: “استغللت شابا وأخذت منه ما يزيد على خمسة آلاف ريال، كانت عبارة عن أجهزة جوال، وبطاقات شحن، وأطقم ذهب، ورصيد على حسابي بالبنك، وكذلك على رقم حساب أختي”. وأوضح: “ظللت سنتين على هذه الحال، إلى أن مللت لعبة الكذب، وقتلني استيقاظ ضميري”.
وذكر (ع. ص): “كلما حاولت أن أصارحه لا أستطيع، ماذا أقول له؟ وبأي وجه؟”. وقال: “لكن في النهاية قررت أن أصارحه؛ لأني أعلنت التوبة لوجه الله تعالى، وعزمت على أن أعتكف لله وأترك كل ما كنت عليه”. وأضاف: “صارحته، لكنه لم يكن يصدق ما أقول، وقال لي: أنت كاذب”. وأوضح: “لكن حلفت له بالله.. وجمعت له كل المبالغ التي سبق وصرفها عليّ”. وأكد: “ذبحني عندما قال لي: غلطتي إني صادق معك”. وقال: “قال لي: ما ضغطت عليك تقابليني بالغصب، ولو أني ضغطت عليك كان عرفت الحقيقة من بدري”.
ويؤكد (ع. ص) أنه اليوم “والحمد لله، تاب لله توبة صادقة، راجيا الله أن يعفو ويغفر له”. ودعا “كل من لا يزال على هذا الحال، إلى أن يرحم نفسه ويكفيها عذاب الدنيا والآخرة”.

عاشور: اسألوا هرم (ماسلو)
أوضح الدكتور محمد حسن عاشور، الخبير التربوي ومستشار التنمية البشرية، الأبعاد النفسية والاجتماعية لحالات قيام شباب بتقليد أصوات الفتيات لخداع آخرين، واستنزافهم عاطفيا وماديا، وابتزازهم أحيانا أخرى. وقال: “حالات الابتزاز التي تورط بها شباب وفتيات قد لا تكون ظاهرة منتشرة في المجتمع، لكنها أمر واقع له تأثيراته السلبية الكبيرة على المجتمع”.

تعطيل الفطرة
وأشار عاشور إلى أن “أكبر متضرر من الابتزاز بشتى أنواعه هو الفرد نفسه الذي سلك هذا السلوك غير السوي”. وأضاف: إن “هذا الفرد المبتز يدمر نفسه من حيث لا يدري”. وذكر، أن “نفوسنا كبشر الأصل فيها أنها تحتوي على مكنونات راقية وجميلة من صدق وعدل وأمانة وحب، وهي الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها”. وقال: “نحن بمحض إرادتنا من ينمي ويستثمر ويزيد من رصيدها، أو يعطلها ويهدمها ويستبدلها بأخرى هابطة”. وأوضح أن “كل قيمة راقية لها قمة تقابلها أخرى هابطة إلى القاع”.
واستشهد عاشور بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء؛ فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا، وإن لم تلقه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا، فإن لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، وإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعنا، وإذا لم تلقه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام”.

ما السبب؟
وأشار عاشور إلى أن “أثر الابتزاز يمتد بشكل مخيف إلى داخل نفس الشخص بجانب أثره على المجتمع”. وأضاف: “لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي يدفع الشباب والفتيات إلى الابتزاز؟”. وأجاب: “لا شك أن أطرافا كثيرة لها تأثيرها في هذه القضية”. وقال: “وأهم طرفين من وجهة نظري هما الفرد نفسه وأسرته”.
وقال عاشور: “فيما يخص الفرد فشبابنا وفتياتنا لديهم حاجة حقيقية لتحقيق ذواتهم، والشعور بأنهم أنجزوا شيئا ما في حياتهم”. وأضاف: “ليقولوا لمجتمعهم نحن هنا، نحن نحقق شيئا، انتبهوا لوجودنا”. وأوضح: “هنا يأتي دور الأسرة، وهذه الحاجة إن لم توظف بالشكل الصحيح، ويتم استيعابها في بيئة مشجعة صحية داعمة ومستثمرة للقيم الراقية، ستوظف توظيفا خاطئا ومدمرا للفرد ومجتمعه”.

انتكاس الهرم
وأضاف عاشور: “إن (هرم ماسلو) الشهير للحاجات يشير إلى أن أعلى حاجة بشرية هي تحقيق الذات”. وأوضح: “تجد شابا أو فتاة يرى تحقيق ذاته في بناء مؤسسة، وشابا آخر يرى تحقيق ذاته بالتفاخر بأن لديه علاقات مع عشر فتيات، يبتز كل واحدة منهن بطريقة مختلفة، وهذا ما أسميته بانتكاس الهرم”. وأضاف: “فبدلا من أن تكون الحاجات ترتقي من البيولوجي إلى تحقيق الذات، فإن الشاب أو الفتاة للأسف يقلب هرمه”. وأشار إلى أن “انتكاس الهرم مرتبط ارتباطا وثيقا بانتكاس القيم والمنظومة القيمية، فالعلاقه طردية ومتلازمة”.
وقال عاشور: إن “الدراسات تقول إن أكثر الشباب عرضة للصدمات والانتحار في الحياة هم من لا يملكون برنامجا ورؤية واضحة لحياتهم ومستقبلهم”. وأشار إلى أن “هذه الجزئية هي أغلى وأهم سبب وعلاج”. وأوضح أن “دور الأسرة يكون بالتوجيه والرقابة، وتوفير بيئة مشجعة لأبنائهم من دون كبت أو تسيب”. وقال إن “هناك فرقا بين القوانين والنظام العادل المطبق في الأسرة والكبت والديكتاتورية أو الهلامية”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com