أزمة الاستقدام ترفع أسعار الخادمات قبل رمضان


أزمة الاستقدام ترفع أسعار الخادمات قبل رمضان



مع قرب دخول شهر رمضان المبارك ارتفع مؤشر سوق الخادمات إلى أعلى مستوياتها.. وعلى الرغم من عدم شرعية تأجير الخادمات للغير في السعودية أجبرت أزمة الاستقدام من إندونيسيا والفلبين الكثير من الأسر على الاستعانة بسماسرة التأجير الذين يستغلون شهر رمضان لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه وصل لـ5000 شهريا في شهر رمضان للخادمة الإندونيسية (350 ريال للخادمة التي تعمل بالنظام اليومي).. ويتجاوز الرقم ذلك إذا كانت الخادمة تجيد الطهي وصنع الحلويات الرمضانية والأكلات السعودية.

وفي وقت حذرت فيه لجنة الاستقدام في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، من الظاهرة واعتبارها تأجير الخادمات بهذه الطريقة أمر غير نظامي.. قالت إدارة ترحيل الوافدين إن عقوبات المتاجرة بالعمالة المنزلية تصل إلى السجن خمس سنوات، ودفع غرامات تصل إلى 100 ألف ريال.. ولكن هذا لم يمنع من كثرة العاملين في هذا المجال المربح.. ووفقاً لتقرير لمجلس الغرف السعودية يُقدر حجم إنفاق الأسر السعودية على العمالة المنزلية بأكثر 21 مليار ريال سنوياً، ويبلغ عدد خدم المنازل في السعودية أكثر من مليون خادم وخادمة.. تشكل كل من يعمل في المنازل.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل وصفه الكثيرون بالمبالغ فيه تصر كثير من السعوديات على الاستعانة بالخادمات وهو ما يعتبره الأخصائي الاجتماعي فهد الغدير نوعا من الخلل… ويقول في حديثه مع العربية.نت: “تغير مفهوم رمضان بشكل كبير وتحول لشهر أكل ومهام مضاعفة لهذا تلجأ كثير من الأسر للخادمات ومن لا تملك خادمة فهي تستأجر أخرى بمبالغ كبيرة وفي تصوري هذا الأمر غير صحي”.. ويتابع: “أنتج هذا الأمر سوقا غير شرعية للخادمات وتجاوز الأمر الاستغلال لما هو أشبه بالمتاجرة بالبشر”.

أزمة استقدام:
تسبّبت أزمة الاستقدام من الفلبين وإندونيسيا واقتصار السوق على الإثيوبية غير المرغوبة في انتعاش (بورصة الخادمات) وتزايد الطلب على تأجير الخادمات على الرغم من عدم قانونيته.. واستغل المؤجرون ذلك لرفع أسعارهم وسط تنافس كثير من الأسر وخاصة الكبيرة منها على الحصول على خادمة بأي ثمنٍ.. واستعد السماسرة للموسم الرمضاني مبكرا لسد وقبل دخول شهر رمضان بعدة أشهر.

وتكشف إحدى السماسرة للعربية.نت (طلبت عدم نشر اسمها خوفا من المسائلة) أنهم يستغلون الطلب المتزايد في رفع الأسعار أكثر من 150%.. وتضطر الأسر على القبول.. تؤكد نورة المزيد على أن ارتفاع أسعار الخادمات لم يكن عائقا في البحث عن واحدة.. وتقول: “لأننا عائلة كبيرة فوجود خادمة في شهر رمضان أمر ضروري لكي أجد وقتا للعبادة في هذا الشهر الفضيل”.. وتضيف: “تواصلت مع خادمة إندونيسية وطلبت 5000 ريال في الشهر مع ضمان وصول الإنترنت لغرفتها وهو ما وافقت عليه مضطرة ودفعت المبلغ مقدما”.

الحياة بلا خادمة:
ليس كل الأسر راضون.. مؤخرا نظمت بعض السعوديات حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذا الاستغلال تحت اسم (حياة بلا خادمة أجمل) تسعى لتوعية الأسر وحثهم على الاستغناء عن الخادمات، والوقوف ضد الابتزاز المادي الذي يقوم به سماسرة الخادمات مع قرب حلول رمضان.. وتقول منسقة الحملة الإعلامية منال الشريف: “ظلت فكرة الحملة تراودني منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أن ما شجعني على تنفيذها الآن، مطالبة خادمتي فجأة بمضاعفة الراتب الذي تتقاضاه.. ولم أرضخ لطلبها وقمت بطردها فورا، وتوزيع مهام المنزل بين أفراد الأسرة”.

وتتساءل الشريف: “إلى متى سيبقى مصيرنا بيد هؤلاء”.. وتضيف: “اخترت هذا التوقيت لإطلاق الحملة لأن العاملات ينتهزن فرصة رمضان للمساومة على رفع أجورهن، لذلك أدعو للتصدي لهن”.

تكتسب الحملة الكثير من المؤيدين ولكن على أرض الواقع.. الغالبية يتسابقون على أرقام السماسرة للحصول على خادمة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com