قرار “وكالة الأحوال المدنية” بشأن الاسماء المسجلة يثير موجة غضب واعتراض


قرار “وكالة الأحوال المدنية” بشأن الاسماء المسجلة يثير موجة غضب واعتراض



أثار قرار “وكالة الأحوال المدنية” بمراجعة الأسماء المسجلة للمواطنين والمواطنات، موجة غضب واعتراض، حيث إن هناك من يرفض تغيير اسمه، خاصةً بعد مرور أعوام على التسمية به، كما أن هناك من أطلق على أبنائه أسماء مخالفة دون أن يعلم، وتعوّد عليه الجميع، ومن الصعب تغييره بعد كل هذه الأعوام، وهنا لابد أن يعي الوالدان أهمية اختيار الأسماء المناسبة، والسؤال عنها، وعن معانيها، قبل أن يقعا في المحظور، ويُصبح من الصعب التغيير.

ووجهت الأحوال المدنية مكاتبها في جميع مناطق المملكة لتوجيه النصح والإرشاد للمواطنين بالابتعاد عن الأسماء المخالفة شرعاً، وفق برنامج خدمة تسجيل “المواليد الإلكتروني”، الذي أصبح إلزامياً للتبليغ عن الولادة وفق ضوابط تسجيل الاسم الأول لنظام الأحوال المدنية، حتى يتم ضبط عملية التبليغ عن الولادة وكذلك ضبط تسمية المواليد.
وشدّد القرار على ضرورة تجنب إطلاق الأسماء المكروهة شرعاً كاسم “برة”، والأسماء التي نصت الفتاوى الشرعية على عدم التسمية بها مثل “ملاك” و”عبدالعاطي” و”عبدالمصلح” و”نبي” و”نبية” و”راما”، وكذلك الأسماء غير الجائزة شرعاً مثل “عبد الرسول” و”شوعي”، إضافةً إلى الأسماء غير الملائمة اجتماعياً مثل “جحيش” و”حمير” و”كليب” ونحوها من الأسماء.

ويبقى من حق المواطن اختيار الاسم الذي يراه مناسباً لابنه أو ابنته، ما لم يكن في ذلك مخالفة شرعية، أما إذا كان الاسم غير لائق اجتماعياً، فيتم توجيه النصح والإرشاد للمواطن قبل تسجيل ذلك الاسم، أما الأسماء غير الجائزة شرعاً فلا يقبل أساساً تسجيلها، وتُرفض.
وقالت “ملاك السهلي”: أسمتني والدتي بهذا الاسم، ومرت الأعوام وأنا مرتاحة إليه، متسائلةً: “ما ذنبي وبعد (18) عاماً أن أُجبر على تغييره؟”، مضيفةً أنها لا تريد أن يكون لها اسم آخر، مبينةً أنه في حال وجود أسماء محظورة شرعاً يجب أن يتم وضع آلية جديدة تمنع التسمية بها بدءاً من المواليد الجدد، أو في أعمار صغيرة، أما بالنسبة للكبار فلا ترى أن التغيير محبب لهم.

وأكدت “أم لارا” على أنها لا تعلم أن اسم ابنتها “لارا” مخالف للشرع، بل ترى أن اسمها ذو معنى جميل، فهو يعني المضيئة والمشرقة أو المشهورة، متسائلةً: “أين المخالفة الشرعية في ذلك؟”، مضيفةً أن هناك أسماء تتشابه في بعض اللغات المختلفة، وقد يكون هناك معنى مخالف في لغة أخرى لاسم “لارا”، لكنه ليس مخالف في لغتنا العربية، فهو من الأسماء الجميلة.
حرية شخصية

وأوضح “عبدالله الحربي” أن اختيار الاسم للطفل من قبل والديه هو حرية شخصية، فهما يسميانه ما يروق لذائقتهم، أما بالنسبة للأسماء التي فيها شُبهة أو قدح في العقيدة كاسم “عبد المصلح” الذي ورد في قائمة الأسماء المحظورة شرعاً، فأعتقد لا مانع من تغييره؛ لأن المصلح ليس من أسماء الله الحسنى.

وقالت “أم راما”: إنه عندما أسمت ابنتها “راما”، كانت تعلم أن معناه “صحن الكعبة”، وأنه الأرض التي بنيت عليها الكعبة، ولم يدر في خلدها أنه مخالف للشرع، وأنه اسم لشيء يُتعبد إليه في دولة شرق آسيوية! -والعياذ بالله-، مضيفةً أنها لا تُريد مخالفة الشرع لكنها تتبع الحديث القائل: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئ ما نوى”، مؤكدةً على عدم رغبتها في التغيير بعد أن أصبح عمر ابنتها (10) أعوام، لافتةً إلى أن ما يُقال عن دفع غرامة مالية، فلا تتوقع ذلك، لأنه غير منطقي.

اسم صحيح

وأوضحت “نورة” أن اسمها ليس مخالفا، لأنه من الصعب أن تُغيّر اسمها بعد هذه السنوات، مُستغربةً ممن يقول ان اسم ابنها “مالك” مخالف، وأنه لابد من تغييره، أو إضافة كلمة عبد قبل اسمه ليصبح “عبدالمالك”، مبينةً أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قدم للمدينة غيّر الأسماء المخالفة شرعاً، ك”عبد الدار”، و”عبد العزى”، ولم يغيّر اسم “مالك بن أنس” -رضي الله عنه-، وهذا دليل على عدم مخالفته للشرع.

نصح وإرشاد

وأكد “د.عبدالمعطي الجهني” -مدير إدارة الأحوال المدنية بمنطقة المدينة المنورة- على أن للمواطن الحق في اختيار الاسم الذي يراه مناسباً لابنه أو ابنته، ما لم يكن في ذلك مخالفة شرعية، أما إذا كان الاسم غير لائق اجتماعياً، فيتم توجيه النصح والإرشاد للمواطن قبل تسجيل ذلك الاسم، مضيفاً أن هناك توجيهات في إعطاء النصح والإرشاد للمواطنين في تغيير الاسم غير اللائق، أما الأسماء غير الجائزة شرعاً لا يقبل أساساً تسجيلها، وتُرفض، ولا يتم تسجيلها في الأحوال المدنية حسب ما نص عليه النظام، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بالغرامات المالية لم ينص نظام الأحوال المدنية أو اللائحة التنفيذية على أي غرامات بهذا الصدد، وما يتم عمله هو النصح والإرشاد، مع إيضاح سبب عدم تسجيل اسم المولود، أو سبب تغييره.

غير متوافقة

وقال الشيخ “د.أحمد المعبي” -عضو المحكمين المعتمدين في وزارة العدل-: إن الرسول صلى الله عليه وسلم غيّر الأسماء التي رأى أنها تفضي إلى الشرك، مُشدداً على ضرورة تغيير جميع الأسماء غير المتوافقة مع الشرع وتدل في معناها على الاشراك بالله، ك”عبد العزى” و”عبد اللات” و”عبد الدار”، وما هو في حكمها، مبيناً أنه بالنسبة لبعض الأسماء التي انتشرت هذه الأيام وتردد أنها محرمة كأسم “ود”، حيث ان سبب تحريمه وجود صنم في الجاهلية باسم “ود”، مؤكداً على أنه لا يرى في ذلك شيئا؛ لأن من يسمى هذا الاسم الآن يقصد اشتقاقه من المودة المتعلقة بالعاطفة، ولم يقصد به الصنم، وكما هو معلوم “إنما الأعمال بالنيات”.

ليس عليها شيء

وذكر “د.المعبي” أنه بالنسبة لأسماء الله الحسنى التي تسمى بدون إدخال كلمة “عبد” قبلها لا أرى في بعضها شيئا غير شرعي، ك”ملك”، فالله سمى نفسه ملك وسمى بعض عباده ملك، قال تعالى: “وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا”، كذلك سمّى نفسه ب”العزيز” وسمى بعض عباده بالعزيز قال تعالى: “قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق”، لكن هناك فرق بين ملك في الدنيا وملك الملوك سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أن هناك من يُسمي اسمه “كريم” وهو من أسماء الله الحسنى، لكنه كرم محدود، فالله هو أكرم الأكرمين.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com