انتشار مطاعم البرجر..”انتبه لوزنك”!


انتشار مطاعم البرجر..”انتبه لوزنك”!



تحقيقات - إخبارية عرعر:

تُعدّ الوجبات السريعة بشكل عام، و«البرجر» بشكلٍ خاص من أكثر الأطعمة التي يقبل العديد من أفراد المجتمع على تناولها، وتكمن خطورة هذه الوجبات على التأثير بشكلٍ سلبي على صحة الأطفال، في ظل جهل بعض الوالدين بخطورة هذه الأطعمة على المدى البعيد في حال السماح لأطفالهم بتناولها، أو مكافأتهم لهم في بعض المواقف التي يزعم الوالدان هنا بصحة هذا الأسلوب.

ومن المعلوم إنَّ الوجبة الصحية هي التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسة التي يحتاجها الجسم، وبالتالي فإنَّ هذه المواصفات غير موجودة في الوجبات السريعة، حيث تحتوي على نسبة كبيرة جداً من الشحوم والزيوت والدهون والنشويات، مع قليل من البروتينات والخضروات والألياف الطبيعية.

وأثبتت العديد من الدراسات العلمية أنَّ من أخطار تناول الوجبات السريعة بصفة مستمرة حدوث السمنة المفرطة وأمراض القلب وانسداد الشرايين، إلى جانب احتمال الإصابة بمرض الضغط والسكري الناتج عن ارتفاع الدهون في الدم، وكذلك التعرّض لآلام المفاصل وهشاشة العظام، إضافةً إلى الإصابة بالأمراض النفسية والاكتئاب المصاحب للسمنة المفرطة.

خدمة التوصيل

وقالت «هند الحميدان» –موظفة-:»نشعر في أحيانٍ كثيرة بالجوع، وذلك نتيجة للسهر خلال الإجازات، خاصةً في فصل الشتاء، إذ نشعر حينها أنَّنا بحاجة إلى وجبة عشاء ثانية»، مُضيفةً أنَّه أول ما يتبادر إلى ذهنها هي وأفراد أسرتها وجبة «البرجر»، في ظل توفّر خدمة توصيل الطلبات إلى المنزل في العديد من مطاعم الوجبات السريعة.

وأشار «سعود الجاسر» -موظف- إلى أنَّه من الطبيعي أن تنتشر مطاعم «البرجر» بهذا الشكل الكبير وأن يكون الإقبال عليها شديداً، موضحاً أنَّه يلجأ إلى الشراء من المطاعم المتخصصة في بيع «البرجر» بشكل دائم، مؤكداً على أنَّه مهما حاول منع نفسه من شراء هذه الوجبة، إلاَّ أنَّه لا يستطيع ذلك، معترفاً بضعف إرادته في هذا الجانب، ممَّا جعل وزنه يزداد بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة.

وقالت «جود الفاضل» –ربّة منزل-: «مشكلتنا أنَّنا كلّما داهمنا الجوع لا نستطيع أن نصبر عليه، حتى نعد لنا طعاماً نسد به جوعنا، خاصة إذا كان الوقت لا يوافق موعد إحدى الوجبات الرئيسة، وبالتالي فات وقت جلوس الأسرة على السفرة، كأوقات الإجازة، أو في وقت الاختبارات»، لافتةً إلى أنَّ مطاعم «البرجر» هي المنقذ السريع في هذه الحالة.

وجبة الغداء

وبين «ناصر الفراج» –طالب جامعي- أنَّ انتشار هذه المطاعم بشكل كبير له دور واضح في جذب أفراد المجتمع لها، كما أنَّ ذلك يجعل العديد منهم يقبلون عليها ويشترون منها، حتى إن لم يشعروا بالجوع في كثير من الأحيان، مُشيراً إلى أنَّه بحكم دراسته الجامعية خارج مدينته الأم، التي يعيش فيها أفراد أسرته، فإنَّه يتردد بشكلٍ مستمر على أحد هذه المطاعم مجبراً، ليس لأنه يفضل تناول الوجبات السريعة، بل لأنَّه يسكن هو وأحد زملائه في شقة بمفردهما، ونادراً ما يطهوان طعامهما، باستثناء وجبة الغداء في إجازة نهاية الأسبوع.

وأوضح «عبدالرحمن الصالحي» –موظف- أنَّ الآباء لو علموا ما في هذه الوجبة من مخاطر صحية على أطفالهم، لما قدموها لهم، موضحاً أنَّ الطفل عادةً ما يهتم بالطعم والشكل وطريقة التقديم، لافتاً إلى أنَّه من النادر أن نجد من يشجع أطفاله على تناول الخضار والفاكهة الطازجة، وينوع في طريقة تقديمها لهم باستمرار، داعياً إلى ترغيب الأطفال في تناول الأطعمة المطهية في المنزل؛ لكي يعتادوا على تناولها ويرغبون في أكلها وطلبها.

ولفت «أحمد الباتل» –معلم- إلى أنَّه لا يخفى على أحد أنَّ الإدمان على تناول وجبات «البرجر» يؤدي إلى تراكم الدهون والسكريات في الجسم، وبالتالي الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، موضحاً أنَّ تناول هذه الوجبة أو غيرها من الوجبات السريعة، خاصة إذا تناولها أفراد الأسرة الذكور خارج المنزل بمفردهم، فإنَّها تفقد الأسرة اجتماعها ومتعة الجلوس سوياً على مائدة الطعام.

ثقافة صحيّة

ودعت «العنود الحمدان» –معلمة- إلى الاهتمام بالثقافة الصحية للطلاب والطالبات في المدارس، وفي وسائل الإعلام، مع التركيز على تناول الطعام الجيد، وتوضيح مضار تناول الوجبات السريعة بأنواعها و»البرجر» باستمرار، مُقترحةً في حال تناول «البرجر» طلب الحجم الصغير، مُبيّنةً أنَّ المشوي منه هو الأفضل، مُشدِّدةً على أهمية الحرص على استبدال المشروبات الغازية بالعصائر، إلى جانب الابتعاد عن تناول البطاطس المقلية أو تناول أعواد بسيطة منها، وكذلك تجنّب الإضافات الخطيرة على الصحة التي توضع على هذه الوجبة، مثل «الكاتشب» و»المايونيز».

وأكد «رائد الحميدان» –موظف- على أنَّ الدراسات الطبية التي أجريت في المملكة وعدد من دول الخليج العربي تتنبأ بازدياد السمنة والأمراض الباطنية وانتشارها بين أفراد المجتمع، الأمر الذي حدا ببعض المتخصصين إلى رفع شعار «لا للوجبات السريعة»، إلى جانب محاولة تغيير العادات الغذائية الخاطئة، ومن ذلك الميل نحو تناول الوجبات السريعة بشكل عام، ووجبة «البرجر» بشكلٍ خاص، مع محاولة إقناع أفراد المجتمع بأنَّ انتشار مطاعم الوجبات السريعة من شأنه أن يجعل مشكلاتهم الصحية تتفاقم بشكلٍ كبير.

ورفضت «صبا الجليدان» –طالبة- فكرة الاعتماد على «البرجر» كوجبة يومية، وتتعجب من كثيري التردد على المطاعم السريعة لشرائها وتناولها بشكلٍ مستمر، بيد أنَّها لا تمانع من الذهاب مع أفراد الأسرة إلى أحد المطاعم، على ألاَّ يتعدى تناول هذه الوجبة أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، ومرتان عند الضرورة القصوى.

مشروبات غازية

ولفت «محمد أحمد القرزعي» -أخصائي تغذية بمستشفى الملك سعود بعنيزة- إلى أنَّه لا يكاد يخلو مطعم للوجبات السريعة في الوقت الحالي من مرتاديه، مُضيفاً أنَّهم عادةً ما يكونون من كل فئات المجتمع، مشدداً على ضرورة أن يعي الجميع مدى تأثير هذا السلوك الغذائي السيئ على الفرد والمجتمع، وذلك على المدى البعيد، مشيراً إلى أنَّ الوجبات السريعة، خصوصاً «الهمبورجر» تحتوي على كميات كبيرة جداً من الدهون.

وأكَّد على أنَّ اللحوم المستخدمة في هذه الوجبات تكون معالجة ومضاف إليها نكهات ومحسنات غذائية ومواد حافظة لها أثرها السيئ على صحة الإنسان، إلى جانب الضرر الناتج عن شرب المشروبات الغازية عالية السكريات والألوان الصناعية، موضحاً أنَّه من الناحية العلمية، فإنَّ وجبة «الهمبورجر» الواحدة «همبورجر + بطاطس مقلي + مشروب غازي» تحتوي في المتوسط على (750) سعرة حرارية، أيّ ما يمثل (40%) تقريباً من احتياج الفرد خلال اليوم الواحد كاملاً.

وأضاف أنَّ هذه الوجبة تحتوي أيضاً على دهون كلية بما يقارب (33) جرام دهون، متسائلاً: «كم نحتاج من المجهود البدني لإحراق السعرات الناتجة عن تناول (200) جرام من البطاطس المقلي؟»، مُضيفاً: «إذا كان وزن الشخص (70) كيلو جراماً تقريباً، فإنَّه يحتاج إلى أن يمارس رياضة المشي لمدة ثلاث ساعات و(13) دقيقة بسرعة ثلاثة كيلو متر ليحرقها، أمَّا إذا كان وزنه (90) كيلو جراماً تقريباً، فإنَّه يحتاج إلى أن يقود دراجة هوائية لمدة ساعتين و(14) دقيقة.

مفهوم خاطئ

وبيَّن «القرزعي» أنَّ من أخطار تناول الوجبات السريعة بصفة مستمرة السمنة المفرطة وأمراض القلب وانسداد الشرايين، نظراً لاحتواء هذه الأغذية على دهون مشبعة ومتحولة، إلى جانب احتمال الإصابة بمرض الضغط والسكري الناتج عن ارتفاع الدهون في الدم، وكذلك التعرّض لآلام المفاصل وهشاشة العظام، إضافةً إلى الإصابة بالأمراض النفسية والاكتئاب المصاحب للسمنة المفرطة، مُشدِّداً على أهمية تصحيح الخطأ الشائع في المجتمع، وهو أنَّ الوالدين يجعلون من تناول هذه الوجبات محفزاً لأطفالهم في الدراسة.

وأوضح أنَّ هذا المفهوم الخاطئ يُساهم في تعلّق الأطفال بهذا النوع من الوجبات، ناصحاً الأسرة أن توفر الغذاء السليم والصحي لأبنائها، مُشيراً إلى أنَّ ذلك سينعكس على صحتهم وتحصيلهم العلمي وحياتهم المستقبلية بشكلٍ إيجابي، داعياً إلى زيادة الاهتمام بتناول الفواكه والخضروات الطازجة، إلى جانب منتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم قليلة الدهون، وكذلك التقليل من تناول الأغذية المعلبة والمحفوظة والمشروبات عالية المحتوى من السكري، إضافةً إلى ممارسة النشاط الرياضي من أربع إلى خمس مرات أسبوعياً، كرياضة المشي، التي تُعدُّ مناسبة للجميع.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com