النظرة الشرعية ماتكفي .. الحب قبل الزواج!


النظرة الشرعية ماتكفي .. الحب قبل الزواج!



تحقيقات - إخبارية عرعر:

يبدأ مشروع الزواج دائماً بالخطبة، والتي يتخللها تقاليد قد تكون على حساب القرار الأنسب للطرفين، فتجد العديد لا يرى شريكته إلاّ يوم زواجه، وبطريقة “شختك بختك”، فحياة ما قبل الزواج وجمال أيام الخطوبة والتعارف تكاد تنعدم عند الأغلبية.

ولا تخلو الخطبة في أغلب الأحيان من تدخل مباشر من الأب أو الأم دون الرجوع لصاحب أو صاحبة الشأن، بل إنها قد تشهد تدخلاً لأحد أفراد الأسرة، إلاّ أن الغريب هو حرص بعض الأسر على تزويج الأقارب لأمور اقتصادية بحتة، ومن أجل العلاقات الاجتماعية بعيداً عن التوافق النفسي والعقلي للفتاة والشاب. وحتى يتم الزواج على أفضل ما يرام، وينتهي بجمع طرفين متفاهمين، لابد وأن يكون في ذهن أي شاب أو فتاة تصور لشريك الحياة مسبقاً، حتى تسهل عليه عملية البحث وقرار الاختيار، كذلك يجب التفكير في الصفات الشكلية والطبائع الخُلقية والجوانب النفسية والعلمية، لتأتي بعدها مرحلة الخطبة والنظرة الشرعية، التي يُفضل أن تكون لفترة أطول،وهو مانقصده بمصطلح «الحب قبل الزواج» حتى يتعرف الطرفان على بعضهما البعض جيداً، وهنا يجب أن يكون تدخل أفراد الأسرة في حدود معينة، فتهميش دور الشاب والفتاة وتجاهل متطلباتهما خطأ كبير، حيث إن صاحب الشأن لابد وأن يكون تخطيطه لخطته الحياتية تعتمد عليه بالدور الأول.

هن أبخص

وقالت “أماني الشلهوب” -معلمة-: كما نعلم جميعاً تكثر خطبة الفتيات أوقات الإجازات؛ لما فيها من مناسبات اجتماعية ودورية تحرص فيها الأم لجلب بناتها وتعريفهن بالمجتمع، ولا ننسى الأعياد بالنسبة للأسر التي تفضل الزواج من بعضها البعض، مضيفةًَ أن المضحك بالموضوع أن الأمر استفحل إلى المدارس والجامعات للبحث فيها عن عرائس، ولم ينته الأمر عند ذلك فحسب، بل إنها خُطبت في ثاني أيام عزاء والدتها!. وأوضح “هاني” -موظف قطاع خاص- أن طريقة الزواج في الوقت الحالي صعبة جداً، مضيفاً أن كل ما على الشاب تقديم طلباته وتصوراته لأخته أو أمه أو إحدى قريباته، لتعمل هي بمهمة البحث، مبيناً أن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد فذائقة الأخت وخبرتها لابد وأن تدخل في الموضوع وتختار شيئا يعجبها ولو كان مخالفاً لمبدئك بحكم “هن أبخص”، ذاكراً أنه تحدث الخطبة والنظرة الشرعية تصدم التوقعات، ليغرق الشاب في وحل الإحراجات من البنت وأهلها.

نقّالة أخبار

وأكدت “فاتن عبدالله” -موظفة قطاع خاص- على أنها عانت مع أختها الصغيرة وقت خطبتها، حيث حرصت ووالدتها على أن تكون الخطبة في طي الكتمان حتى تتم، بحكم خطبتها لأكثر من مرة، مضيفةً أنه تم كل شيء في خطبتها كما خططنا له، لكن لسان أختها وتجسسها كان سببا في وقوعنا في الحرج أمام أقاربنا، فكلما رن الهاتف تبادر بالرد عن كل خبر جديد، بل وتتحدث عنه، حتى وإن لم يسأل عنه أحد، لافتةً إلى أنها تعبت بإخفاء الأمر عنها إلاّ أنها كانت “نقّالة” للأخبار.

وأشارت “أم عبد الرحمن” -ربة منزل- إلى أنه تمت خطبت أخيها لإحدى الفتيات بمدينة أخرى، ولم تسعه الفرحة حتى حاول أن ينهي إجراءات “المِلكة” مبكراً ليعقد زواجه قبل العيد، مضيفةً أنه لم تستطع والدتها أن تتمالك نفسها ففرحتها الأولى بابنها البكر جعلتها تمشي وتتحدث بالموضوع مع الجميع كبيراً كان أم صغيراً، لتنتهي القصة بإبطال الملكة، بحكم أنه كان فاشلاً أيام الثانوية وله سوابق في مراهقته الطائشة، ليتصل والد البنت ويخبره: “الله يستر علينا وعليك”.

غيرة الأخوات

وبرّرت “الهنوف الماضي” -خريجة جامعية- موقفها من خطبة أختها بقولها: أن نكون توأماً هذا يعني أن تكون لك روح واحدة في جسدين، فعلاقتي بأختي جداً مقربة إلى حد الالتصاق، فكلانا تعرف ما يدور في ذهن الأخرى، حتى وإن لم تتحدث، وكلانا تستطيع إنهاء جملة الأخرى قبل أن تنهيها، مضيفةً: “كثيراً ما فكرنا بموضوع الزواج حينما بلغنا الثامنة عشرة، وأننا سنتزوج في يوم واحد، وسنرتدي الفستان الأبيض ونزف سوية، الأمر الذي لم يتم كما خططنا له، فقد خطبت قبل أختي، وكان بالفعل فارس أحلامي، ووجدت موافقة أبي وإخوتي وأمي تشجعني على الارتباط به، لكن أختي ونظراتها كانت تخنقني، بَارَكْت لي وشجعتني وأخبرتني أنه لا بأس، فلربما كان بالأمر خيرة لكن غيابها وتعذرها بالمرض وقت ملكتي كان أكبر دليل على حزنها”.

وأيدتها الرأي “سارة ناصر” قائلةً: الأصعب من ذلك أن تتزوج أختاك اللتان تبلغان من العمر (18) و(19) عاما، وأنا عمري (25) عام، حيث لم تتم خطبتي نهائياً، مضيفةً: “لا أستطيع وصف شعور الاختناق والأسئلة والنظرات الجارحة لي وقت زواجهما، ففي كل مرة أقدم العصير أو الحلويات تعتقد النساء بأن عيباً ما يمنعني من الزواج!”، مبينةً أن الأمرّ من ذلك سؤال عجوز: “وراك ما أعرستي؟”، ليلتفت الجميع نحوي منتظرين إجابتي.

كثرة أسئلة

واستنكرت “سافانا عبدالعزيز” -طالبة إدارة- بقولها: أكره موضوع الخطبة والارتباط فهو بالفعل محرج، شخص لم تره ولا تعرفه ويجبرك أهلك بأن تتعرف عليه في مجلس ممتلئ بأقاربك الذكور من أب وأخ وعم وحتى الجد مشارك، وما أشد من ذلك إحراجاً وتحسساً هو أن يتم رفضك من قبل الطرف الآخر، فتشعر بالإهانة، والأدهى من ذلك كله أن يكون سبب الرفض شخص ما بعائلتك يعاني من علة ما، أو تعرض لمشكلة من دين أو سجن!.

وأوضحت “نهى سليمان” -خريجة إعلام- أن الكثير تعرض لمواقف محرجة أوقات الخطبة، فلا أنسى أنني قد تعرضت لأحدها بعد ما دخلت لأراه فوجدت والدته معه، الأمر الذي جعلهم يستفردون بي، فبدلاً من أن يكون الوضع أن نتعرف على بعضنا البعض أصبح تحقيقاً بسبب والدته، حيث انهالوا علي بكثرة الأسئلة، مشيرةً إلى أنه لم يتم الأمر، ففور خروجها أنهمرت بالبكاء عند والدتي وأخبرتها أني لا أريده لا هو ولا والدته.

صدمة الرؤية

وقالت “أم عبدالعزيز” -ربة منزل-: أنا لا أتفق مع الأغلبية، فالأم أعرف بمصلحة أولادها، مضيفةً أن أي فتاة أو شاب قبل الزواج لابد أن يأخذ في الحسبان أنه سيتزوج أهله معه، مبينةً أن قصص الحب والأفلام لا تمت بالواقع بصلة، فحقيقة أنك تبحث من كافة الجوانب أهم من عيني فتاة واسعتين أو أنف شاب مسلول، ذاكرةً أن الزواج شراكة أبدية ولابد أن تبحث في الطباع وكيف تم تربية ذلك الشاب أو الفتاة، فما تجد أهله عليه تجد ابنهم عليه، وكذلك متى ما عرف عن الأم الخير والصلاح والأخلاق الحميدة تجد ابنتها تصبح مثلها.

ووافقتها الرأي “منيرة السهلي” -خريجة جامعية- بقولها: أكثر ما أثار حفيظتي حينما ذهبنا لخطبة إحدى الفتيات لأخي، حيث أخبرتنا الأم أن الفتاة ترفض الظهور قبل أن يراها الشاب، لم أفهم هذه الطلب الغريب، مضيفةً أنه عند إخبار أخيها بالأمر ذهب ليراها وبالفعل تم الأمر وجاء يوم ملكتهما وحينما ذهبنا لنبارك لها صدمنا، فالفتاة لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا أبداً!.

تأكدت بنفسي

وأوضحت “غزلان” أن صديق أخيها خطبها وتمت الموافقة عليه من جميع أفراد أسرتها، الكبير منهم والصغير، بحكم حسن أخلاقه ودينه ونسبه، مضيفةً: “لم أره ولم أسمع صوته، فكان الأمر مخيفاً بالنسبة لي، ففكرة أن ترتبط بشخص لا تعرف منه إلاّ اسمه أمر كارثي، كنت أكثر شخص في عائلتنا متعلم، لكن تعليمي لم يفدني في اختيار شريكي، عنادي ورغبتي بالتعرف عليه لم يمنعاني عن اكتشافه، فكنت أعلم أنه طبيب طوارئ في أكبر المستشفيات الحكومية، وبالفعل خرجت مع السائق كالعادة لذهاب إلى عملي لكني غيّرت الوجهة نحو المستشفى وأدخل الطوارئ، سألت الممرضات عن اسمه وبالفعل تعاونوا معي ودلوني عليه، بدأت أراقبه وأتعرف عليه عن قرب حتى أطمأنت نفسي له وتم زواجي ولم أرتبك لحظة يومها”.

تصور عام

وتحدث “د.عبدالله السليمان” -مستشار الإرشاد النفسي والأسري- قائلاً: لابد وأن يكون في ذهن أي شاب أو فتاة تصور لشريك الحياة مسبقاً، ليتم تحديدها، حتى تسهل عليه عملية البحث وقرار الاختيار، كذلك يجب التفكير في الصفات الشكلية والطبائع الخُلقية والهيئة والجوانب النفسية والعلمية وما يتوافق مع طبيعته واهتمامه، ثم يبحث عن الاعتبارات الاجتماعية، مضيفاً أنه يجب أن تحضر هذه الأبعاد في ذهنه جميعها، مبيناً أن الاعتبارات الاجتماعية مهمة أيضاً، هل يريد من منطقة أو قبيلة معينة؟، هل يعمل أم لا؟، دخله المادي مناسب لاحتياجاته وعمره، كذلك فرق العمر بينهما، ليضع درجات وقيما معينة، حتى يستطيع أن يقيم الأشخاص الذين يمكن أن تنطبق عليهم هذه الصفات، لتتكون لديه بعدها مجموعة من الأشخاص التي ربما يناسبون متطلباته عن طريق الأصدقاء أو الأهل والأقارب وحتى الزملاء في العمل، ليبدأ بعدها مهمة التأكد من صحة المعلومات وفرزها حتى يصل إلى منشودته.

الصورة لا تكفي

وأوضح “د.السليمان” أنه تأتي بعدها مرحلة الخطبة والنظرة الشرعية، والتي بوجهة نظري ليست كافية للتعرف على الطرف الآخر، لأنها محدودة وذات وقت قصير، كما أن رفض بعض العائلات لابنتها أو ابنهم عدم رؤية شريك حياته مخالف للشرع تماماً، فكثير من حالات عدم التوافق والانسجام في الزواج تحدث بسبب صدمة التوقعات، خاصةً للحالات التي لا يتم التعرف على الشريك الآخر كفاية، مضيفاً أن الصورة لا تكفي، فهي تلبي حاجة المظهر فقط، مبيناً أنه لا يمنع من أن تكون الخطبة لفترة أطول، لكي يتعرف على الطرف الآخر والأفضل من أن تدوم لأشهر، بعكس “المِلكة” لأنها تعد زواجا وانتهاء لقرار الاختيار، مشيراً إلى أنه من ناحية تدخل أفراد الأسرة باختيار الزوج أو الزوجة المناسبة لابد وأن يكون في حدود معينة، فتهميش دور الشاب والفتاة وتجاهل متطلباتهما خطأ كبير، فصاحب الشأن لابد وأن يكون تخطيطه لخطته الحياتية تعمد عليه بالدور الأول.

وأضاف: لابد أن تتعامل أسرته معه أو معها تماماً كما كان قبل ذلك من غير إفراط في المشاعر، كما أن خطبة البنت الصغرى قبل الكبرى قد يسبب أزمات عند الأسر التي تفتقر للعدالة بين الأبناء، ذاكراً أن توضيح أقدار الحياة ونصيبها منذ البداية للأبناء يقلل الكثير من مشاكل الغيرة والحسد، وأن لكل إنسان نصيبا سيحصل عليه، ولابد من إشهار الخطبة قبل الزواج بفترة كافية، أما الرجل يجب أن يبتعد عن خطبة أكثر من امرأة، ولابد من الانتظار من حسم خطبة واحدة والرد عليه بالموافقة أو الرفض.

نظرتي مختلفة والقرار قراري..!

وسامته شغلت بال والدته وأخواته، كيف لا؟، وهو قد جمع بين دين وحسب وأخلاق وجمال، اليوم الذي قرر فيه “أحمد” الزواج كان خبراً سعيداً للأسرة، فهو الابن الوحيد بين خمس فتيات، فعلى الرغم من البهجة التي انتشرت في الجو، إلاّ أن الأخوات حملن همّ اختيار الزوجة المناسبة له.

بدأت عملية البحث والكل تولى المهمة، فأخته الكبرى شمرت عن ساعديها وبحثت له في كل مكان، تتنقل من منزل إلى آخر هي وأخواتها، ولنصدق في القول كانت تنتقي أجمل الفتيات من أرقى الأُسر، وفي كل مرة يقارن الأخوات بين الفتاة المخطوبة وأخيهن، فيجدنه أجمل بكثير، فخطتهن تعتمد على إيجاد من هي أجمل منه.

بدأ الوقت يطول، وكثر ترددهن على المنازل من غير جدوى، الأمر الذي جعله يحس بالملل وعدم الثقة بأخواته وذائقتهن، فقرر “أحمد” أن يتولى زمام الأمور هو نفسه، فبادر إلى أخذ أخواته إلى المنزل الذي اتفقت شقيقته مع والدة الفتاة على رؤية ابنتها، وفور وصولهن ترجل من السيارة ليفاجأ بذلك أخواته، سألنه: “إلى أين؟”، فقال ببرود: “سأتعرف إلى والدها”.

استغرب الأخوات تصرفه، لترد الأخرى: “كيف تتعرف إليه ونحن لم نر الفتاة بعد؟”، لم يلتفت “أحمد”، وذهب نحو باب المنزل المخصص للرجال ليطرقه.

دخلت الأخوات حيث استقبلتهن الأم بحرارة وتناولن القهوة حتى تنزل ابنتها ليتم التعرف إليها هي الأخرى.

دخلت الفتاة بهدوء وثقة غريبة مختلفة عن ما رأينه من قبل من خوف وارتباك، ومع ذلك لم تكن بالجمال المطلوب، بل على العكس تماماً كانت من أقل الفتيات جمالاً وخُلقاً، صدمت الأخوات وحاولن سريعاً التعذر والخروج.

اتصلن بأخيهن ليخبرنه أنهن سيخرجن، ليركب الجميع السيارة مستاء ما عدا “أحمد”، الذي ارتسمت على محياه أوسع ابتسامة، سألته الأخت الكبرى: “ما سبب سعادتك؟”، فرد وقال: “أتوقع أنها هي المنشودة”، الجميع صمت بخوف، ثم رددن: “وكيف عرفت أنها المنشودة؟، فأنت لن تتزوج والدها!”، فقال: “رأيتها هي، وأعجبتني، وأخبرت والدها بموافقتي، بل وأشدت بجمالها أمامه وأمامها”.

صُعق الأخوات بالطبع، فما رآه “أحمد” كان من أقل الفتيات التي سبق رؤيتهن، وفي كل مرة يعتذرن لأنهن لا يزهينه جمالاً، ويبدو أن الندم قد أكل ألسنتهن، ويا ليت لم تُجد نفعاً مع قرار “أحمد”، الذي لم يمض كثيراً حتى تزوج الفتاة.

«أتيكيت» الخطوبة

فترة الخطوبة من أجمل اللحظات التي يحتفظ الإنسان بذكرياتها لوقت طويل، لذلك يراعى من الطرفين:

* تعلم فن الإصغاء وطريقة التحدث اللبقة مع نبرة هادئة بعيداً عن التصنع والتكلف.

* حسن “الهندام” والرائحة العطرة يضيف كثير من الانطباع الحسن.

* التزام الأدب في الكلام والابتعاد عن الألفاظ البذيئة ولو على سبيل المزاح، لما له صورة سلبية، كما أن إفشاء معلومات وأسرار قديمة لا فائدة من ذكرها قد يؤثر في مستقبل خطوبتك.

* لابد أن ينتبه عريسا المستقبل إلى الأمور المادية، لكن لا تكون أكبر همومهما وسبب لخلافهما.

* احترام وجهة نظر الطرف الآخر وعدم الإسفاف بأفكار وآرائه حتى وإن خالفك.

* على الآباء كذلك عدم التدخل بشأن الخلافات الزوجية وتأجيجها والتسرع في قتل العلاقة قبل بدأها، كما أيضاً يجب أن يبعد الوالدين عن مقارنة شريك ابنتهم أو ابنهم بآخرين من الناحية الاجتماعية والمادية والفكرية، لما له تأثير في الخاطب نفسه وفقد الثقة بشريكه.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com