مخاوف متزايدة على المسلمات في بلاد الغرب


مخاوف متزايدة على المسلمات في بلاد الغرب



وكالات - إخبارية عرعر:

هل هناك مخاوف على المسلمات في الغرب سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا؟

لم تكن الإجابة عن هذا التساؤل من السهولة بمكان، حينما طرحته “عاجل” على مهتمين بالشأن الإسلامي في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أو حتى المقيمين هناك، بدا الأمر أكثر تعقيدًا وتشابكًا من كون وقوع حوادث على مسلمات، سواء بالقتل أو التعرض للأذى بالبصق أو شد الحجاب، أو ما شابه ذلك من تنامي أشكال الكراهية.

لا يزال مسلسل التحريض الإعلامي غير المباشر على المسلمين مستمرًا من كتَّاب الرأي في الصحافة الغربية، وتتكرر الحوادث العنصرية، ومما زاد الطين بلة ما تم الترويج له مؤخرًا من ذهاب 500 بريطاني مسلم لينضموا إلى القتال الدائر في سوريا والعراق، ليزيد وصف المسلمين في الغرب بالإرهابيين، والنظرة الدونية إلى المسلمين ولباسهم في الغرب قائمة بسبب القوانين التي تجرِّم الحجاب.

حوادث من الشكل

من بريطانيا تقول الإعلامية اللبنانية المقيمة في لندن إنعام دهام العلي: “لم تعد لندن كما كانت في الماضي، تغيَّرت الأخلاقيات كثيرًا عمَّا سبق، أنا لست محجبة، لكني أرتدي الحجاب في رمضان، عندها ألاحظ الكثير من مظاهر العنصرية، فيكفي أن تدخل أحد المحال التجارية، ويشعرونك أنك غير مرغوب فيك، من المثير أن تقع حوادث من مجرد الشكل، فقبل عامين، ضرب بريطاني فتاة مسلمة عمرها 16 عامًا ضربة قاتلة، لمجرد ارتدائها الحجاب، وفي المكان نفسه الذي قتلت فيه الطالبة السعودية المبتعثة في بريطانيا ناهد المانع –رحمها الله- قتل شاب أيضًا، فالمخاوف من أن تكون حوادث القتل هذه وفق تسلسل إجرامي عنصري.

حظر الحجاب

الأمر متصل بما يحدث في فرنسا، فمنذ أن تم حظر الحجاب هناك، أخذت الأمور ما بين شد وجذب، كل المخاوف من الغرب اتهام الإسلاميين من أسلمة المجتمع الغربي، وتوالي مقاطع الفيديو التي يزدحم بها الـ”يوتيوب” من عنف زائد من جماعات متطرفة”.

عن ذلك يقول رئيس المجلس الإسلامي الأمريكي “كير” نهاد عوض “نطالب الجميع، خصوصًا المسلمات بأخذ الحيطة والحذر من السير في الأماكن غير المأهولة، أو السير ليلًا بشكل عام، لأنَّ كلَّ أشكال العنصرية تمارس يوميًا على المسلمين والمسلمات سواء في الغرب أو في الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف عوض: “عدم قانونية الحجاب الإسلامي تعطي الضوء الأخضر لمن أراد أن يرى في ذلك رخصة له في تطبيق القانون بنفسه، وأرى أنَّ هناك بعض المناطق في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لا بد أن تراجع بسبب التهديد القائم للمسلمين بشكل عام”.

وللرد على ما يحدث في فرنسا، كان الحديث مع رئيس فيدرالية المسلمين في فرنسا، أمين عام الاتحاد الإسلامي الأوروبي الدكتور محمد البيشاري الذي أكد لـ”عاجل” أنَّ كلَّ المؤشرات تدل على نمو المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث في دول الاتحاد الأوروبي، وكل يوم تحدث حوادث عنصرية في الشارع الغربي، بدءًا من ازدراء الحجاب، ووصولاً إلى القتل، والمؤشر الأساسي هو صعود تيار اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة على مستوى البلديات والبرلمان الأوروبي، هذا يدل على تنامي شعور الإسلاموفوبيا في الاتحاد الأوروبي”.

وعن السبب وراء ذلك، أكد د. البيشاري أن الإسلاموفوبيا “ظاهرة التخويف من الإسلام”، هي السبب، فهناك تيار كبير في أوروبا كلها متطرف يعادي الإسلام، بل ويغذي كل أشكال الكراهية تجاه المسلمين، حتى القوانين لا تحمي المسلمين هناك، ويمكن اعتبار مقاطع الفيديو التي يتبناها إسلامويون كانت السبب وراء مثل هذه الحوادث”.

وأشار البيشاري إلى أنَّ هناك تعنتًا من كثير من المتطرفين تجاه الإسلام والمسلمين، والمخاوف من تطرف اليمين المحافظ في 23 حكومة في أوروبا، الآن هناك تسابق لعناصر سياسية لاستقطاب الرأي العام الأوروبي الشعبوي الذي تحركه فقط العواطف، على أساس أن الآخر العربي والأفريقي والمسلم أتى إلى أوروبا لنهب ثرواته، وهناك مع الأسف الشديد هناك قيادات كثيرة من قيادات اليمين المحافظ بدأت تنحو نحو وجهة نظر اليمين المتطرف”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com