الإعلامي الجاسر: (النوايا الحسنة لا تكفي في عرعر)


الإعلامي الجاسر: (النوايا الحسنة لا تكفي في عرعر)



سلطان العامر - إخبارية عرعر:

قال الإعلامي والكاتب في صحيفة الحياة جاسر الجاسر في مقالاً له نشرته “الحياة هذا اليوم الثلاثاء (الثلاثاء , 15 ربيع أول 1436 هـ , 6 يناير 2015 ) أن حسن الظن والتعامل الإنساني هو ما أدى إلى استشهاد العميد عودة البلوي والجندي طارق حلوي وإصابة العقيد سالم العنزي والجندي يحيى مقري.

وأضاف؛ لم يقضوا بسبب تبادل إطلاق النار بحسب بيان «الداخلية» الذي حدد أن «أحد العناصر الإرهابية بادر بتفجير حزام ناسف كان يحمله، مما نتج منه مقتله واستشهاد رجلي أمن وإصابة اثنين». الموت بحزام ناسف يقتضي القرب من الحامل، ويبدو أن رجال الأمن اقتربوا منه كثيراً فكان القضاء والقدر.

المقال:

عــــض وسائل الإعلام صورت جريمة عرعر على أنها اشتباك قــوي أدى إلى سقوط ضحايا من رجال الأمن السعودي ما يمنح الإرهابيين الندية والمساواة، بينما التفاصيل أن محاولة اقتحام المركز الحدودي كانت تحت سيطرة الأمن إلى أن ادعى أحد الإرهابيين رغبته في تسليم نفسه ومن ثم فجّر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه. حسن الظن والتعامل الإنساني هو ما أدى إلى استشهاد العميد عودة البلوي والجندي طارق حلوي وإصابة العقيد سالم العنزي والجندي يحيى مقري، فلم يقضوا بسبب تبادل إطلاق النار بحسب بيان «الداخلية» الذي حدد أن «أحد العناصر الإرهابية بادر بتفجير حزام ناسف كان يحمله، مما نتج منه مقتله واستشهاد رجلي أمن وإصابة اثنين». الموت بحزام ناسف يقتضي القرب من الحامل، ويبدو أن رجال الأمن اقتربوا منه كثيراً فكان القضاء والقدر.
يعرف الإرهابيون جيداً أن السعوديين يقدمون حسن النية والثقة بالآخر غالباً إن أظهر رغبة في النجاة من نار الإرهاب، ولقد سبق أن استغلوها أسوأ استغلال في محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف في منزله حين استقبل إرهابياً ظنه جاء تائباً ونادماً.
يحبط حرس الحدود يومياً أكثر من 800 عملية تسلل منهم إرهابيون ومهرّبون وباحثو رزق، بعضهم يحمل سلاحاً ويطلق النار ولو تعامل معهم بعنف لقضى على أكثر من نصفهم، لكنه يسعى إلى القبض عليهم حتى إن كان الرصاص هو اللغة بين الطرفين. إذا استمر هذا الظن الحسن فإن متسللين فرادى وغير مسلحين ظاهرياً قد يقتربون من رجال الأمن بدعوى الاستسلام ومن ثم يفجّرون أنفسهم، فلا بد من الصرامة معهم وحساب المسافة مع أي فرد يدخل حرم الحدود إلى أن يثبت خلوه من أي سلاح.
عملية عرعر الإرهابية قوامها أربعة أشخاص، ما يمنحهم مظهر المتسللين أو حتى مهربين فكان التعامل اعتيادياً، ومن ثم كانت قوتهم الوحيدة هي الظن الجميل الذي أبداه الشهداء ليكون وسيلة الغدر والخيانة.
الحدود الشمالية مؤمّنة في شكل جيد، ولا خوف عليها من أي هجوم فعلي لأنها تحت المراقبة الشاملة ميدانياً وتقنياً، فضلاً عن أن محاولات التسلل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا أن هذه الجريمة تقضي بالحذر الشديد والحسم حال الضرورة مع هذه الحالات الفردية.
السعودية تـــواجه الإرهــــاب منذ 2003 بقوة ونجاح على رغــــم تعدد أشكاله وتنوع طرائقه، وحصّنت حدودها من «القاعــــدة» في الجنوب و «داعش» وغيرها في الشمال على رغــــم طولها وغياب الطرف الآخر في تأمين جانبه، واكتوت بناره بــــدءاً مـــن وزير داخليتها وبعض جنودها وحتى المدنيين، فهو خطــــر غادر قد يصيب أي فرد، لكن كل محاولة إرهابية تؤســـس لثـــقة جديدة، وتدعم صورة الوطن المتماسكة، وتزيد النقــــمة على الإرهابيين والبعد عنهم، ومثلما كانت جريمة مبنى المرور صحوة لكل متوهم، فإن الذين قدموا دماءهم للوطن في عــرعــــر أوصــــلوا رسالة بمعنى الخطر الذي يتهدد البلد وستفتح العيون ذات الغشاوة على حقيقته وخطره.
الإرهاب خطر غادر قائم لكن المهم ألا يجد بيئة حاضنة، وفي كل محاولة إجرامية يبرهن السعوديون أن لا حضن للإرهاب بينهم وأنهم محاربوه، فلا تزيدهم محاولاته سوى يقظة واستنارة وتماسكاً.


2 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com